مقالات

 منى أبو زيد تكتب : إنه التستوستيرون يا عزيزي..!

منى أبو زيد

إنه التستوستيرون يا عزيزي..!

“ثلاثة أنواع من الرجال لا يفهمون المرأة، الشباب والكهول والشيوخ”.. مثل إيرلندي..!

تحليل عميق بقدر ما هو ساحر وطريف، يُبرِّر ثورات النساء ويُمنطِق غضباتهن المضرية، الصاعقة التي يطلق عليها الأزواج – في حذلقة – مصطلحات فضفاضة على غرار “جوطة”.. “حالة”.. “نقة”.. إلخ.. قدمته الأديبة الإنسانة الأنثى “أحلام مستغانمي” في كتابها الأشهر “نسيان كوم”..!
لجميع الأزواج والأحبة الذين تدهشهم أو تخيفهم أو تبعدهم شراسة المرأة، الحبيبة، الزوجة، تقول مستغانمي “غالباً ما أثناء دفاعنا عن الحب نرتكب في حق من نحب أخطاءً لا تغتفر، نقول كلاماً جارحاً عكس الذي نود قوله، نُهدِّد بما ندري أننا لن نقدم عليه، ندعي قيامنا بما لم نفعل. أمام الخوف من الفقدان أو تحت تأثير نيران الغِيرة، لا عاشق يشبه نفسه – وبقدر قوة الحب يكون عنف العاشقين – أنت تُعذِّب الآخر لأنك تتعذّب به، وأنت تتعذّب به لأنك ما زلت تحبه. وكان أسهل أن تقول له هذا لكنك تجد نفسك تقول له العكس تماماً لتؤلمه..!
وبرغم ألمه وعذابه بك سيقلب اللعبة ويعطيك إحساساً أن لا شيء مِمّا قلته آلمه – وحينها يصبح هدفك أن تدميه فتقول كلاماً يدميك أنت وتندم عليه – وسيرد عليك بما يتركك تنزف لأيّامٍ، بينما هو ينزف بك على الطرف الآخر. وبما أنني أشتم رائحة رجال يتجسّسون علينا بين الصفحات سأتوجّه إليهم مباشرة لأوضح أنّ عدوانية المرأة لا تعود غالباً لمزاجها السيئ، بل لأنّ الحب يجعلها كذلك..!
وهذا حسب دراسات علمية تجزم أنه عندما تحب المرأة ترتفع لديها نسبة هرمون “التستوسيترون” الذكري المرتبط بالنزعة العدوانية – ربما نبهكم هذا الاكتشاف إلى عدم الثقة بامرأة تلاطفكم وتسايركم وتوافقكم على كل شيء، وطمأنكم بالمقابل لصدق عواطف نساء بطباع شرسة – هذه الدراسة نفسها توصّلت إلى أنّ الرجال حين يقعون في الحب تتراجع لديهم مستويات “التستوسيترون إياه، فيصبحون لطفاء ورقيقي المشاعر وعاطفيين ومرهفي الحس..!
وقبل أن تصدر هذه الدراسة كان رولان بارت قد قال “عندما يحب الرجل يدخله العنصر الأنثوي”. هل علينا أن نستنتج أنّ رجلاً أصبح فجأةً عنيفاً وذكورياً في مُعاملته لنا هو رجل توقف عن حبنا؟. وهل على الرجال أن يدركوا أنّ امرأة ما عادت ترد على رسائلهم الهاتفية بعنف وشراسة بل بأدب ولطف هي امرأة قررت أن تهدي شراستها لرجل آخر..؟
ليسعد الرجل بالحُب المُضاد الذي تشهره عليه امرأة. لا يكون الحب أصدق منه إلاَّ لحظة يطلق فيها عليك نار الكلمات كيفما اتّفق. ذات يوم قد تتوجّه الطلقات لصدر رجل آخر لكن القتيل سيكون هو المتمنٍّي طلقة تحييه. لولا أنه سبق للنسيان أن قتله في قلب تلك المرأة. انتهى كلام أحلام التي لا يدهشني أبداً أنها دخلت – ذات يوم- إحدى الصيدليات فوجدت بعض كتبها تُباع مع العقاقير والأدوية الطبية..!

 

munaabuzaid2@gmail.com

المصدر : الصيحة

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى