مقالات

منى أبوزيد تكتب: ..هناك فرق ..أكاذيب منهجية..!

منى أبوزيد تكتب: ..هناك فرق ..أكاذيب منهجية..!

 

“دولة الخليفة عبدا الله التعايشي قامت بجرائم ثقافية وخرّبت الوجدان الثقافي وكرَّست التمايز الاجتماعي في السودان”.. غسان على عثمان..!

 

 

في أواخر العام ٢٠٠٥م فتح الرئيس السادس للجمهورية الإيرانية “محمود أحمدي نجاد” نيران الجدل الدولي ومدافع الإدانة الغربية عندما قال إن محرقة اليهود “الهولوكوست” – التي راح ضحيتها ستة ملايين يهودي – هي مجرد خرافة من صنع إسرائيل، متسائلاً عن ذنب الشعب الفلسطيني في مُعاناة اليهود المزعومة، ومقترحاً على أوروبا أن تعطي إسرائيل قطعة أرض في قلبها إن كانت تشعر فعلاً بالندم ..!

وقد ردت إسرائيل بأنها تملك وسائل الرد العسكري على التهديد الإيراني المتمثل في تصريحات رئيسها التي وصفتها أمريكا بالمشينة وأدانتها أوروبا بحرارة قائلة إنها لا تليق بالجدل السياسي المتحضر ..!

لكن الطريف حقاً هو أن صحيفة “الدايلي تليجراف” البريطانية قد نشرت بعد تلك المواجهة تقريراً موثقاً – في أواخر العام ٢٠٠٨م – يفضح كذبة إعلامية يهودية أخرى تحكي عن قصة عشق زوجين يهوديين إدعيا أنهما قد تعرفا إلى بعضهما أيام اعتقال اليهود في معسكرات النازيين وهلاك معظمهم في هولوكوست الجن ..!

فالزوج – بحسب الرواية – كان معتقلاً في معسكرات النازيين، بينما كانت زوجته المطاردة هي الأخرى تعيش سراً لدى إحدى الأسر المسيحية، فكانت تلقي إليه فتات الطعام عبر جدار الأسلاك الشائكة في معسكرات الاعتقال. ثم افترقا والتقيا مُجدّداً في صدفة مثيرة،فتزوجا وعاشا حياة سعيدة حتى يومنا الأسود هذا ..!

في كل عام يتم إحياء ذكرى فضيحة وسائل الإعلام الأمريكية التي تلقفت قصة العاشقين اليهوديين، والتي نالت حماستها لتلك القصة من رصانة ومصداقية شخصيات إعلامية كبيرة مثل “أوبرا زينفري” مقدمة البرامج ذائعة الصيت، التي هللت وصفقت لحكاية الزوجين الكاذبين في برنامجها التلفزيوني الشهير ..!

ومثل دار “بنجوين” الرائدة التي قامت بنشر قصة الزوجين في رواية بعنوان “ملاك على الجدار” ثم اضطرت إلى سحبها من الأسواق بعد أن أثبت المؤرخون زيف قصة الزوجين، وبعد أنْ أمَّن بعض أفراد أسرتيهما على كونهما كاذبين. ومثل القائمين على أمر فيلم سينمائي يعتمد في حبكته على كونه مأخوذاً من تفاصيل ذات القصة التي ثبت أنها أكذوبة فنّدها علماء وخبراء ومؤرخون ..!

حكاية العشق الكاذبة تلك هي ذاتها حكاية إسرائيل بتاريخها المزيّف الذي تقتات عليه الصهيونية في حروبها الإعلامية مع العرب والمسلمين، وموقف وسائل الإعلام الأمريكية من تلك الكذبة هو موقفها من أجندة الإعلام المصنوع والموجه من قبل مجموعات الضغط التي تعمل لصالح إسرائيل ..!

هي على كل حال إحدى الأكاذيب التاريخية التي تقوى وتكبر بفضل الهيمنة الإعلامية، وبفضل غياب المعادل الموضوعي – لمثل ذلك الطنين مدفوع الأجر – في وسائل الإعلام العربية والإسلامية. لكن يشاء الله أن يُقيِّض لها من الأسباب ما ينجح في القضاء عليها..!

بمناسبة الأكاذيب التاريخية أرجو أن تتفق معي على أن هنالك الكثير من الحقائق التي سكتت عنها روايات التاريخ السوداني وصمتت بشأنها مناهج التربية والتعليم، ثم أحيت ذكراها هذه الحرب..!

كما أرجو أن تتفق معي – أيضاً – على أن هذه الحرب قد أعادت إلى الأذهان روايات لا تنسى عن فترة حكم دولة الخليفة عبدالله التعايشي التي بدأت من حيث انتهت الثورة المهدية بموت الإمام محمد أحمد المهدي!.
 

munaabuzaid2@gmail.com

 

المصدر : صحيفة الكرامة

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى