الأخبارالعالمية

مناورات للناتو بإستونيا وروسيا تنشر صواريخ في بيلاروسيا وواشنطن تتهم موسكو بإخفاء استعدادها للحرب

مناورات للناتو بإستونيا وروسيا تنشر صواريخ في بيلاروسيا وواشنطن تتهم موسكو بإخفاء استعدادها للحرب

ذكرت إنترفاكس الأوكرانية أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) يبدأ اليوم السبت مناورات عسكرية في إستونيا تستمر حتى التاسع من الشهر المقبل، وفي وقت تحدثت وزارة الدفاع الروسية عن نشر 12 منظومة صاروخية في بيلاروسيا، قالت السفارة الأميركية بأوكرانيا إن الكرملين يعمل بسرعة على إخفاء استعداداته للحرب.

وأوردت هذه الوكالة أن مناورات الناتو ستختبر التفاعل بين العسكريين البريطانيين والفرنسيين، ولواء المشاة الأول التابع لقوات الدفاع الإستونية.

ومن جانبها أوضحت قيادة الأركان الإستونية أن المناورات ستختبر فاعلية التنسيق بين القوات البرية والجوية مع مشاركة مقاتلات بلجيكية من طراز “إف 16” (F-16).

وكان الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ صرح أمس بأن الحلف مستعد لزيادة قواته شرق أوروبا، مضيفا أن الهجوم الروسي على أوكرانيا قد يأخذ أشكالا كثيرة من بينها الهجوم الإلكتروني، أو محاولة انقلاب أو أعمال تخريب.

تصريح بايدن

وبالولايات المتحدة، قال الرئيس جو بايدن -في تصريحات صحفية- إنه سيرسل قوات ليست بالكبيرة إلى أوروبا الشرقيّة ودول حلف الناتو في المدى القريب.

وذكر وزير الدفاع لويد أوستن أن أي تحرك روسي ضد أوكرانيا سيؤدي لتعزيز الناتو على حدود روسيا الغربية. وأضاف -خلال مؤتمر صحفي مشترك مع قائد هيئة الأركان الجنرال مارك ميلي- إنه لا يزال هناك متسع أمام الدبلوماسية لحل الأزمة. وقال إن بلاده قدمت لروسيا مخرجا دبلوماسيا من الأزمة.

وقال أوستن إنه من الواضح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمتلك حاليا القدرة على مهاجمة أوكرانيا إلا أنه لم يتخذ قرارا بذلك بعد، مضيفا أن اندلاع حرب بين أوكرانيا وروسيا ليس حتميا.

من جهته، أكد الجنرال ميلي أن الحشود العسكرية الروسية على حدود أوكرانيا أكبر من أي حشد منذ الحرب الباردة، مشيرا إلى أن روسيا إذا شنّت هجوما عسكريا واسع النطاق على جارتها الغربية فإن الكلفة البشرية ستكون مروّعة، حيث ستسقط أعداد كبيرة من الضحايا في منطقة مكتظة بالسكان.

ونقلت رويترز عن 3 مسؤولين أميركيين أن الحشد العسكري الروسي بالقرب من حدود أوكرانيا اتسع ليشمل إمدادات الدم، إلى جانب مواد طبية أخرى تسمح بعلاج المصابين، مما يدعم تقديرات أميركية بأن روسيا أصبح لها الآن “بوضوح” القدرات اللازمة للتحرك ضد جارتها الغربية.

منظومات دفاع جوي “إس400” الروسية منصوبة بمنطقة سفيردلوفسك وسط روسيا (الأوروبية)

ويضيف الكشف عن إمدادات الدم الروسية من جانب هؤلاء المسؤولين، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، مخاوف أميركية متنامية من هذا يعني أن روسيا تستعد لغزو جديد لأوكرانيا بعدما حشدت أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من حدودها.

إخفاء الاستعدادات

وفي سياق متصل، أصدرت السفارة الأميركية في كييف تحذيرا مما سمته آلة الدعاية التابعة للكرملين، وقالت في تغريدة إن موسكو “تعمل بأقصى سرعة لإخفاء استعداداتها للحرب تحت شعارات السلام وإخفاء آلاف الجنود على الحدود”.

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية نشر 12 منظومة صاروخية مضادة للطائرات في بيلاروسيا الدولة الحليفة لموسكو بأوروبا الشرقية، وأضاف أنها مستمرة في عملية إعادة نشر قواتها بهذا البلد في إطار تدريبات مرتقبة.

وقبل يومين، قالت موسكو إن استكملت نقل مقاتلات “سو-35 إس” (SU-35S) إلى بيلاروسيا للمشاركة في تدريب للقوات الجوية الروسية.

وقال حلف الناتو أمس إن روسيا تنشر آلافا من قواتها ومنظومة “إس-400” (S-400) الصاروخية في بيلاروسيا.

دور بيلاروسيا

وفي موقف لافت، قال رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، أمس إن بلاده ستخوض الحرب إلى جانب روسيا عند وقوع عدوان على أراضيها أو على الأراضي الروسية، وفق تعبيره.

والشهر الماضي، نبه رئيس إستونيا، كاجا كالاس، الناتو، إلى إمكانية استخدام روسيا أراضي بيلاروسيا في التحضير لأي هجوم على أوكرانيا الجارة الجنوبية لبيلاروسيا.

وقبل يومين، بدأت قوات روسية قوامها 10 آلاف جندي مناورات جديدة بمنطقة روستوف (جنوبي روسيا) غير بعيد عن أوكرانيا، في وقت رصدت فيه صور أقمار اصطناعية جانبا من الحشود الروسية قرب الجارة الغربية.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، قالت الرئاسة الروسية إن الرئيس بوتين أبلغ نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون -في اتصال هاتفي مطول بينهما أمس- أن ردّ الغرب لم يراع مخاوف روسيا بشأن توسع الناتو شرقا، ونشر الصواريخ على مقربة من روسيا.

وأضاف الكرملين أن بوتين أبلغ ماكرون أيضا أن ردّي واشنطن والناتو على مقترحات الضمانات الأمنية التي قدمتها موسكو لهما لم يأخذا في الاعتبار هواجس روسيا الأمنية، وأن الغرب تجاهل في رده مبدأ عدم تجزئة الأمن.

دراسة الردود

ونقل الكرملين عن بوتين قوله لماكرون إنه سيدرس الردود المكتوبة التي قدمتها واشنطن وحلف الناتو هذا الأسبوع على مطالبات موسكو الخاصة بالضمانات الأمنية المرتبطة باقتراب الناتو من حدود روسيا، وذلك قبل أن يتخذ بوتين قرارات بشأن الخطوات المقبلة.

وتابع الكرملين أن الرئيس أكد أهمية تنفيذ كييف اتفاق مينسك، وبدء الحوار مع الانفصاليين الموالين لموسكو الذين يسيطرون على إقليم دونباس منذ عام 2014.

في المقابل، قال مسؤول بالرئاسة الفرنسية إن ماكرون أبلغ بوتين بأن على روسيا احترام سيادة جيرانها، مضيفا أن الرئيس الروسي شدد على أنه لا يريد تصعيد الوضع.

ودعت السفارة الروسية بواشنطن إدارة بايدن إلى عدم “التحريض على العنف” بضخ الأسلحة إلى أوكرانيا، والوفاء باتفاقات مينسك والتي تنظم وقف إطلاق النار بالشرق الأوكراني بين كييف والانفصاليين المسلحين الموالين لموسكو. وأضافت أن ضخ واشنطن المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا سيدفعها للقيام بمغامرات عسكرية ضد سكان إقليم دونباس شرقي البلاد.

وفي أوكرانيا، حذر الرئيس فولوديمير زيلينسكي أمس مما وصفه بالإفراط في الذعر وإثارة خوف الأوكرانيين عبر الحديث عن حرب وشيكة. وقال في كلمة أمام البرلمان إنّه لا يشاهد تصعيدا روسيا على حدود بلاده يختلف عن السابق، ولكنه دعا موسكو إلى اتخاذ مبادرة لاحتواء التصعيد.

وقال وزير الدفاع أوليكسي ريزنكوف إن شحنة أسلحة أميركية رابعة وصلت الجمعة وعلى متنها 81 طنا من الذخيرة والأسلحة والمختلفة، مشيرا إلى أن بلاده تنتظر مزيدا من الطائرات المحملة بالأسلحة الأيام المقبلة.

تحركات بريطانية

وضمن مساعي منع وقوع حرب في القارة العجوز، قالت رئاسة الوزراء البريطانية أمس إن رئيس الحكومة بوريس جونسون “عازم على تسريع الجهود الدبلوماسية وتعزيز الردع لتجنب إراقة الدماء في أوروبا” مضيفة أنه يعتزم القيام بزيارة خارجية لم تكشف عن توقيتها، والدول التي ستشملها.

وجاءت هذا التطور، بعدما طلب جونسون من قيادات الدفاع والأمن بحث خيارات عسكرية إضافية في أوروبا خلال اجتماع استخباراتي رفيع المستوى عقد الأسبوع الماضي.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع (اليوم وغدا) يدرس جونسون باجتماع وزارة الدفاع خيارات تخفيف تأثير الهجوم الروسي المحتمل على أوكرانيا، بما في ذلك عمليات نشر جديدة وتعزيز لدفاع الناتو. ومن المتوقع أيضا أن تعلن الخارجية الاثنين المقبل عقوبات شديدة تستهدف المصالح الإستراتيجية والمالية لروسيا.

وتشهد العلاقات بين روسيا والغرب توترا هو الأشد منذ نهاية الحرب الباردة، وذلك بسبب صراع المصالح المختلفة في عدد من الملفات الدولية، ومن أبرزها الأزمة شرق أوكرانيا.

المصدر : الجزيرة + وكالات

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى