منال عبد الله تكتب إرهاب الكيبورد

منال عبد الله تكتب إرهاب الكيبورد
تبقى من العام 2022 بضعة أشهر وينتهي ومازلنا في دائرة مغلقة لأربع سنوات، لم يشفق فيها الساسة على وطن أو مواطن بل مازالت المعارك حامية الوطيس في الخفاء والعلن،، والفضاء الإسفيري يعزز من العداء من قبل أشخاص يجلسون خلف الكيبورد سخروا أنفسهم لأجل تغذية ذهن (أي زول) يمتلك هاتف ذكي بما يجري في البلاد بعد سقوط النظام البائد وفقا لتقديراتهم الشخصية لا علاقة لما ينشرونه برؤى شاملة متخصصة تحمل بين طياتها بضع ذرات من الوطنية ولو مصطنعة، لأجل استقرار البلاد ولو إلى حين، نشر العداء الممنهج لم يحصد ثماره الا المواطن السوداني، استمرارية الثورة لا تعني التدمير والحصب بالحجارة على ممتلكات الدولة التي هي في الأساس ملك حر للمواطن لا علاقة لعسكر أو مدنيين بها، وكم راودتني أشواق أن اتابع ولو لمره نشر يدعو إلى التعمير، إماطة الأذى عن الطرقات، تعزيز وجود الخدمات، نبذ التشيظي بين مكونات المجتمع من قبل هؤلاء لم أجد!!!
لايمكن التغافل عن الدور الذي باتت تتبناه مواقع التواصل الاجتماعي في نشر خطاب الكراهية والفتن بين مكونات المجتمع الواحد وتغذية الانقسام بداخله،
ولقد أدى الكلام المسيء عبر الإنترنت، إلى العديد من أعمال العنف هنا ولا اريد التفصيل في ذلك وفي المحيط الإقليمي والدولي مثل عمليتان إرهابيتان شهدتهما نيوزيلندا، دافعهما سيادة البيض وكراهية الإسلام وقعا في يوم جمعة في العام ٢٠١٩ حيث أُطلقت النيران داخل مسجدين ونتج عنهُما ضحايا، حيث ورد أنها مستوحاة من الرسائل العنصرية التي تم نشرها عبر الإنترنت.
وفي جميع الاحوال حرية التعبير لا تمنح الحق في الإساءة للآخرين، ولا يمكن هنا في السودان الاعتماد على القانون وآلياته في ضبط وسائل التواصل الاجتماعي لأننا مازلنا بعيدين عن مؤسسات القانون واحترامه، بل أن الذي يقع عليه حكم القانون جراء هذه الممارسات ينصب بطلا من قبل رواد هذه الوسائل، لذلك يجب أن يكون لكل مستخدم مسئولية شخصية وحدود للحريات في إنزال الصفات والاتهامات على الأخرين دون بينات دامغة، لندرك جميعنا أن الفلك المظلم والدائرة المحكمة الاغلاق التي مازلنا بداخلها لسنوات مستمرة، ليس الا لكثافة النشر السلبي والتركيز على نقاط الضعف هنا وهناك، حتى أصبحنا في دائرة فائض الاحتمال، وصرنا نجني الدمار والتهالك في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وقبلها عدم الاستقرار السياسي.
وما تطرقت بإسهاب عما تشهده الأسافير من حرب خفيه، الا بعد مشاهدتي لجانب مشرق بحملات واسعة وتبرعات لمتضرري السيول والامطار من الداخل والخارج، نبارك هذه المجهودات وربي يجعلها في موازين ثقيلة لصانعي المعروف يوم الدين، ولكن لابد من إيقاف التدمير أولا قبل التعمير، الأمر أصبح ليس مرتبط بخطط أسعافية ومأكل وماوى مؤقت، البلد اصبحت انقاض، فعلينا أن نترك الساسة في غيهم حتى يستدركون ، وبما أننا ننفق على احتياجاتنا الشخصية، فعلينا الصرف على الخدمات بالتنسيق المحلي في الأحياء السكنية، وأن يكون لتبرعات قنوات رسمية، خاصة وأننا على مشارف عام دراسي جديد والمدارس ينقصها الكثير بعدما اصبحت ملاذا للكثير من الطلاب استجار بها ذويهم من رمضاء المدارس الخاصة والجشع الخرافي في الإستثمار بالتعليم، ولو لم نمضي في طريق الدعم الذاتي والمجتمعي بسرعة لفقدنا ما تبقى من المقومات الادنى للحياة.
شمس الحقيقة
منال عبدالله
manalharon6@gmail.com