منال عبدالله تكتب انتخابات الصحفيين . . . ينقصها الخاسر
منال عبدالله تكتب انتخابات الصحفيين . . . ينقصها الخاسر
وإن ضاقت بنا دور الصحف الورقية، وأصبحنا نمارس المهنة في مواقع أخرى ليست ببعيدة من ذات المهام والاهداف التي سعينا لتحقيقها اثناء العمل في بلاط صاحبة الجلالة بعدد من الصحف السودانية لأكثر من(13)عاماً، ولكن مازلنا نترقب ونأمل في ممارسة مهنة تحت مظلة شرعية يمكنها مراقبة ومتابعة حقوق الصحفيين وانتزاعها بالولاء ثم الولاء للمهنة وليس دونها ولممارسة السلطة الرابعة بتوازن دون انحراف، ولذلك نبارك ماتم بدارالمهندس بالخرطوم السبت المنصرم بانعقاد انتخابات نقابة الصحفيين 2022، كأول كيان بالبلاد يمارس الانتخابات الحرة في ظل ظروف بالغة التعقيد وعدم استقرارعلى كافة الاصعدة سياسية و اقتصادية واجتماعية مازالت تنتظم البلاد، فضلاً عن أن سيد المشهد السياسي مازال كما هو عدم التوافق والالتفاف حول مصلحة الوطن حتى الآن!!..
وعلى الرغم من محاولات الالتفاف والتعطيل و(كسيرالمجاديف) من قبل عملاء النظام البائد في اجهاض العملية الانتخابية حتى قبل ساعات من انطلاقها بعدم شرعيتها، الا أنها أمست واقعاً واكتملت العملية كما ينبغي لها بعد استنادها على الاتفاقية رقم(87) الخاصة بالحرية النقابية وحماية حق التنظيم النقابي والتي كان قد صادقت عليها الحكومة الانتقالية وأصبحت سارية المفعول منذ مارس 2021، نبارك قيام الانتخابات وانتهائها بسلام وأهنئ نفسي وجميع الزملاء في المهنة بفوزنا جميعاً وإن لم اكن جزءً فاعلاً بالعملية كما ينبغي لظروف قاهرة ليس بامكاني تخطيها في المرحلة الحالية، ولكن أبارك قيام العملية الانتخابية بصورة عامة لانها مكسب لكل (صحفي) في اي زمان ومكان كان، واعتبر أنها نتيجة ينقصها الخاسر لجميع المشاركين فيها، والتحية والتجلة للزملاء الذين ظلوا يعملون منذ فترة ليست بالقليلة، منذ اعمال التأسيس للنقابة ونرفع لهم القبعات اجلالاً، لأنهم مضوا في تحقيق الهدف رغم التشظي والانقسامات التي اعترت المجموعة، ورغماً عن المهاترات واستنزاف الطاقة ومحاولة زلزلة الثقة فيما يقومون به من عمل بكل تجرد ليس الا، واشد على أيدي هؤلاء فرداً فرداً لأنهم قفزوا فوق كل مايجسده الواقع وعبدوا الطريق نحو اجراء انتخابات لنقابة حرة.
ولكن لابد الأشارة إلى أن الطريق مازال طويلاً ولايخلوا من الاشواك الحادة والتي لايمكن أجتثاثها الابالتضامن والتفاف الصحفيين حول بعضهم والهدف الاسمى لكيانهم الجامع، ففي الاتحاد قوة ولانتيجة للاتحاد سوى ذلك فلننظر لتجارب الدول من حولنا، ويجب أن يكون التركيزعلى المهام دون شخصنة القضايا، فالمجال والوقت ليس لاثبات الذات (وأنا وأنت وشلتنا) ولكن لتأكيدعلى وجود كيان قوي يتمكن من الدفاع عن قضايا الصحفيين، وتوفير الحماية القانونية لهم ضد اي اجراءات تعسفية تطالهم داخل المؤسسات، والسعي لتحقيق حياة كريمة لصحفيين تتناسب والمهنة وتوفير الأمان لهم داخل المؤسسات التي يعملون بها بالقانون، حتى لايتفاجأ اي منهم أنه اصبح خارج المؤسسة بين عشية وضحاها.
شمس الحقيقة
منال عبدالله
manalharon6@gmail.com