مليارا مشاهدة في أسبوع.. فيديو لامرأة مستعبدة يهز الصين
غالبية الصينيين يعتقدون أن السياسيين المحليين هم المسؤولون الرئيسيون عن هذا النوع من الدراما، قبل الشبكات الإجرامية والفقر ومستوى التعليم المنخفض.
أثار مقطع فيديو لأم صينية لـ8 أطفال محتجزة في كوخ بقرية ومربوطة من عنقها بسلسلة حديدية؛ غضبا وصدمة في الصين.
ووفق ما تداولته وسائل الإعلام فإن هذه السيدة المقيمة في محافظة جيانغسو اختطفت ثم بيعت لرجل أنجبت منه 8 أطفال.
وقال مراسل صحيفة “لوموند” (Le Monde) الفرنسية في بكين بتقرير له عن الموضوع إن هذه القضية تفجرت مع بدء الألعاب الأولمبية، وأثارت ضجة دفعت حتى بعض وسائل الإعلام الرسمية للاعتراف بأن “بيع النساء” في الصين كان واقعا معاشا.
وقال فردريك لميتر إن هذه الفضيحة تكشفت عبر فيديو نشره مدون على وسائل التواصل الاجتماعي في 28 يناير/كانون الثاني الماضي تم تصويره في بلدة فنغ التابعة لمدينة زوزو بمحافظة جيانغسو.
وتظهر امرأة مقيدة بالسلاسل إلى جدار في حظيرة مفتوحة للخارج، وقد فقدت الكثير من أسنانها وبجانبها غذاؤها المتجمد، وتبدو فاقدة لعقلها. ووفقا للفيديو، فهي أم لـ8 أطفال تتراوح أعمارهم بين سنتين و23 عاما.
وذكر لميتر أن المدون أراد في البداية أن يكشف قصة إيجابية يستعرض فيها شجاعة زوج متواضع يعتني بأطفاله وأمه على الرغم من جنون زوجته، وهو ما مكّن ذلك الرجل من تلقي مساعدات محلية.
لكن الشبكات الاجتماعية تلقفت بسرعة هائلة القضية، وبدأت تثير أسئلة، من قبيل من هي هذه المرأة؟ ومن أين أتت؟ وماذا تفعل السلطات المحلية؟ وكيف تمكن الزوجان من إنجاب 8 أطفال، على الرغم من سياسة الطفل الواحد المعمول بها في ذلك الوقت، والتي تم إلغاؤها فقط في عام 2015؟
وهنا بدأت الاحتمالات تترا، حيث اتهم الكثيرون هذا الزوج بأنه اشترى هذه المرأة واتخذ منها زوجة ودفعها للجنون، وقد جذب هذا الموضوع في أسبوع واحد أكثر من ملياري مشاهدة.
والقضية بعيدة كل البعد عن كونها فريدة من نوعها، وفق المراسل، إذ يدعي أحد مستخدمي الإنترنت أن الفلاحين اشتروا ما لا يقل عن 48.100 امرأة في زوزهو -وهي مدينة يبلغ عدد سكانها 9 ملايين نسمة وتتألف من العديد من المناطق القروية- في ثمانينيات القرن لماضي.
كما أن هناك حالات أخرى مماثلة تطفو على السطح، ولا سيما حالة امرأة من سيتشوان تم شراؤها ثم حبسهما من طرف شقيقين لمدة 15 عاما في منغوليا الداخلية، وفي عام 2007، شجب فيلم “بلايند ماونتن” (Blind Mountain) من إخراج لي يانغ هذه الظاهرة.
المراسل قال إن السلطات الصينية حرصا منها على عدم تشويه اللعاب الأولمبية، أوضحت في البداية أن المرأة التي في الفيديو كانت متشردة هائمة وأن هذا الرجل تزوجها في عام 1998.
لكن مستخدمي الإنترنت لم يقتنعوا بهذه الرواية لأن السلطات في كثير من الأحيان تنظم زواجا قسريا لاحقا، وتهكم أحدهم من هذه التبريرات قائلا “في كاليفورنيا، حُكم على رجل بالسجن 400 عام بتهمة خطف فتاة صغيرة وإنجاب طفلين معها، وفي الصين، يتلقى الهدايا المالية”.
سرعان ما أدركت السلطات المركزية أن مثل هذه الحالة خلال إقامة الألعاب الأولمبية قد تتخذ أبعادا دولية، وفقا للمراسل.
ولهذا يقول لمتير بدؤوا أول أمس الاثنين السابع من فبراير/شباط الجاري في إخماد الحريق، حيث نشر هو شي جين -وهو كاتب عمود في صحيفة “غلوبال تايمز” (Global Times)- مقالا يقر فيه بأن بيع النساء “شائع في بعض المناطق”، ودعا السلطات ضمنا إلى عدم إخفاء الحقيقة.
وقال “هذه القضية لا ينبغي أن تلطخ نجاح الأولمبياد، إن الصين دولة نامية، ولها واقع معقد، صحيح أننا أدهشنا العالم بحفل افتتاح الأولمبياد، وصحيح أن لدينا أكبر شبكة قطارات سريعة في العالم، ولكن في نفس الوقت، لا تزال لدينا مناطق متخلفة، وهذه القضية القذرة (قضية هذه المرأة) دليل على ذلك التعقيد”.
في مساء أول أمس الاثنين، بثت قناة “سي سي تي في” (CCTV) تقريرا يوضح أن السلطات قد تعرفت أخيرا على المرأة، مضيفة أن اسمها شياو هوامي من مقاطعة يوننان الواقعة في جنوب غرب البلاد.
وأول أمس كذلك، انتشر استطلاع للرأي على الشبكات الاجتماعية أظهر أن غالبية الصينيين يعتقدون أن السياسيين المحليين هم المسؤولون الرئيسيون عن هذا النوع من الدراما، قبل الشبكات الإجرامية والفقر ومستوى التعليم المنخفض.