مفاوضات النووي الإيراني.. أنباء عن اقتراح موسكو اتفاقا مؤقتا على طهران وواشنطن تعتبر الأسابيع القادمة حاسمة
نقلت شبكة “إن بي سي” (NBC) عن مسؤولين أميركيين اثنين ومصادر أخرى قولها إن روسيا اقترحت على إيران في الآونة الأخيرة اتفاقا نوويا مؤقتا، يتضمن تخفيفا محدودا للعقوبات مقابل إعادة فرض بعض القيود على برنامج إيران النووي، وذلك في إطار محاولة إحياء الاتفاق النووي.
وأضافت تلك المصادر أن الولايات المتحدة على علم بالاقتراح الروسي، الذي يأتي مع تزايد القلق داخل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من نفاد الوقت في المفاوضات الجارية بين إيران والقوى العالمية بشأن العودة الكاملة للاتفاق النووي.
وقال المسؤولان الأميركيان ومصادر أخرى إن إيران رفضت حتى الآن الاقتراح الذي قدمته روسيا.
ورغم تأكيد المصادر علم واشنطن بمحادثات موسكو مع طهران حول اتفاق مؤقت، فإن كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أبعدوا الولايات المتحدة عن الجهود الروسية.
وقال مسؤول أميركي كبير لـ”إن بي سي” إن الولايات المتحدة متأكدة من عدم وجود مناقشات جادة بشأن أي “تسوية” مؤقتة في هذه المرحلة، رغم أنها غير مخولة بالحديث عن أي مناقشات قد تكون جرت بين روسيا وإيران.
وأشارت المصادر إلى أنه إذا تم التوصل إلى تفاهم بشأن اقتراح روسي مؤقت، فإن من المرجح أن تصوره الولايات المتحدة وحكومات أخرى على أنه خطوة أولى نحو العودة الكاملة لاتفاق 2015، وليس اتفاقية جديدة أو منفصلة.
إنقاذ الاتفاق
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال إنه ناقش الشأن الإيراني أمس الجمعة في لقاء مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف، محذرا من أنه لا توجد سوى فرصة محدودة لإنجاح المحادثات التي تستهدف إنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران.
وقال بلينكن للصحفيين إن الاتفاق مثال للتعاون الممكن بين الولايات المتحدة وروسيا في القضايا الأمنية، وحث روسيا على استخدام النفوذ الذي تتمتع به وعلاقتها مع إيران في توصيل رسالة بضرورة الإسراع في التوصل لاتفاق.
وقال بلينكن إن هناك فرصة لا تزال سانحة للعودة إلى الاتفاق الذي انهار تقريبا بعد أن أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في عام 2018 انسحاب بلاده منه، لكن الوزير الأميركي حذّر من أن التحديثات النووية التي تجريها طهران ستحبط أي عودة إلى الاتفاق إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد في الأسابيع المقبلة.
وقال بلينكن “المحادثات مع إيران حول العودة الثنائية إلى الالتزام بخطة العمل الشاملة المشتركة (اتفاق 2015)، وصلت إلى لحظة حاسمة”.
وتابع “إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في الأسابيع القليلة المقبلة، فإن التحديثات النووية الإيرانية المستمرة ستجعل من المستحيل العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة. لكن في الوقت الحالي لا تزال هناك فرصة، هي فرصة محدودة، للوصول بالمحادثات إلى نهاية ناجحة وإنهاء بواعث القلق الماثلة لدى جميع الأطراف”.
وكان من شأن الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى العالمية رفع العقوبات عن طهران مقابل قيود على أنشطتها النووية، لكن ترامب سحب الولايات المتحدة منه بعد عام من توليه الرئاسة.
وقالت إدارة بايدن وحلفاؤها الأوروبيون أمس الخميس إن الفرصة المتبقية لإنقاذ الاتفاق النووي هي مسألة أسابيع، بعد الجولة الماضية من المحادثات التي قال خلالها مصدر دبلوماسي فرنسي إنه لا يوجد فيها تقدم بشأن المسائل الجوهرية.
واستؤنفت المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن إحياء الاتفاق النووي منذ قرابة شهرين.