(مفاكهات) ..الضحية والشطة وكدوس الريس !!
بقلم : محمد علي التوم من الله
ما يتندر به الناس من طرائف تحدث في مشاهد مختلفة وازمنة متعاقبة
تتشابه في مدلولاتها وتختلف في نوعها .
العنوان اعلاه يوحي بما يحمل من الطرائف .
كدوس الريس هو احداها .
والكدوس يعرفه اكثر جيل ما قبل الستينات ،ويسمى ايضا( بالغليون ). وبه نوع من انواع الكيف والمزاج
شهرت به الطبقة الراقية في المجتمع من كبار المتنفذين في الدولة وبعض مشاهير الفكر والثقافة،وكوكبة من الذين يرون فيه تميزا لهم بالرقي. وايضا قد ابتلي بعشقه قليل من العامة .
اما ما يميزه من انواع المكيفات الاخرى فان التبغ الخاص به له عدة اصناف منها الجيد والغالي الثمن حسب سطوة الكيف !!
من مشاهير من عرفوا بالتجارة فيه: محلات جورج مشرقي بسوق امدرمان.
تقول طرفة الكدوس :
ان احد الموظفين كان يعمل في مؤسسة حكومية في الستينات ،اتي الى رئيسه ليطلب اذنا بالسفر الى بلدته لامر مهم فقال للرئيس :
(لو سمحت يا ريس انا عاوز اجازة 3 ايام مسافر البلد لانو عمي توفى )
فكان رد الريس الذي كان مشغولا بمشكلة في كدوسه :
( انت في عمك الاتوفى، والا في كدوسي ده الانكسرت فيهو قشة حلفت بي راس ابوها ماتطلع ) !!
*الطرفة وردت بعدة روايات .
اما الشطة الخضراء والضحية فطرفتها تختلف لكنها تتوافق مع طرفة
الكدوس في عدم الاكتراث لما يحدث او ما هو اهم .
وتحكي عن ان احد المغتربين اتصل على شقيقه تلفونيا فى امدرمان ليطمئن على احوال الاهل وما يجري من
مصائب الحرب والدانات والنهب وغيرها وكان ذلك اول ايام العيد ومنها مباركة بالعيد.
فاجابه شقيقه من السودان :
( الحمد لله عيدنا في امان الله .. الخرفان السنة دي غالية ،لكن برضو ضحينا .الحالة الامنية يعني، في بعض الدانات من الجنجويد تقع هنا وهناك ،
وعموما الجيش متقددم و المواطنين روحهم المعنوية عاالية،. بس الحاجة الزعلتنا اكثر انو الشطة الخضراء انعدمت في سوق صابرين يوم الوقفة وايام العيد !!!! ) .
طبعا صاحبنا المغترب المتصل اندهش لموضوع الشطة ،ولعل هذه المداخلة الطريفة احدثت له بعض التوازن
والاطمئنان ،ما دام المشكلة بقت على الشطة الخضراء ، معناها المعنويات عال العال والنفس فاتحة لوجبات الاضحية الشهية التي تشكل فيها الشطة الخضراء بالتعاون مع الليمون والدكوة (تيم وورك ) و(خد وهات ) مع الشواءات والكمونية. والمرارة واللللشربوت . في ايام اللمة حول طيبات الخروف .
وكل عام وانتم بخير .