مشروع ” النقد مقابل العمل “.. تطبيق على الواقع
مشرف المشروع : استهدفنا الأعمار من 18 – 65
سوف نسلم كل مواطن “كاش” ما يعادل 10 دولار يوميا لمدة 3 أشهر
نواجه معوقات ولكن!!
مواطن : بعث المشروع الأمل في نفوس السكان
الخرطوم – أمدرمان :انتصار فضل الله
عاما وستة أشهر من حرب الخرطوم مرت بكل ويلاتها ومعاناتها من نزوح وتشريد وافقار بالكامل تخللتها احلام المواطنين بالعودة إلى منازلهم وتعميرها من اول وجديد
فكانت احياء امدرمان القديمة أول المناطق السكنية التي تمت نظافتها من مليشيات الدعم السريع المتمردة بواسطة الجيش السوداني والأجهزة الامنية مما دفع الكثير من الأسر للعودة بعد أن شعروا بالأمان.
عثمان معلم في 55 عاما جلس حائرا ينظر إلي حي ود نوباوي الذي امتلأت شوارعه بمخلفات الحرب بكافة أشكالها وأنواعها وهو يقول في غرارة نفسه كيف يتمكن السكان وحدهم من نظافة الحي وفتح الطرقات المغلقة بالمتارييس
لكن سرعان ما زال الهم الذي يحمله عثمان بعد أن قام وفد من منظمة ‘هيومن ايبل’ بزيارة ود نوباوي، طرحت للسكان فكرة مشروع “النقد مقابل العمل” الذي ستقوم بتنفيذه في أحياء أمدرمان القديمة
يقول عثمان، جاء المشروع بمثابة منقذ من العناء الذي عشناه ونحن نشكو آثار الحرب كما خفف من حدة الحوجة التي يعانون منها إذ انه وفر عمل لأبناء الحي من الجنسين مقابل مردود مالي يومي مشيدا بالمنظمة والواقفين على أمرها
أهداف وتكلفة
في سياق ذلك قال الأستاذ محمد النور المشرف على المشروع : تقف على تنفيذ المشروع ” منظممة هيومن ابيل وهي منظمة بريطانية رائدة في مجال العمل الطوعي تعمل في السودان منذ عام 2019 م ، في عدد
من الولايات المختلفة وهي الدمازين – النيل الأزرق – شمال كردفان – الحرطوم – كما عملت في ولاية الجزيرة – نهر النيل – الشمالية قبل احداث سقوط حكومة البشير ، تهتم المنظمة وهي بريطانية بالمجال الإنساني و تعمل في مجال الاغاثة والطوارئ
واوضح النور في تصريحات صحفية محدودة اليوم، أن التكلفة الكلية لمشروع النقد مقابل العمل تفوق 250 الف دولار سوف يتم صرفها كلها في المشروع الذي يستهدف القاطنين في محلية امدرمان ، و يهدف الي مشاركة المجتمع في نظافة الأحياء والتخفيف من الآثار
الاقتصادية التي خلفتها الحرب وذلك عبر دعم اامواطن بشكل مباشر بما يعادل 10 دولار يتم تسليمها للفرد يوميا مقابل القيام بعمل بسيط يتمثل في نظافة الأحياء واصحاح البئيه، بالتالي تكون المنظمة قد ساهمت في تحريك العملية الاقتصادية مقابل مشاركة المواطنين في نظافة مدنهم وهي عملية تكاملية واستنفارية
مناطق مستهدفة
وكشف النور، أن المشروع استهدف كل فئات المجتمع من نازحين ومقيمين وعائدين بلا استثناء خاصة المتواجدين حاليا في أحياء أمدرمان القديمة ابتدأ من حي العرب حتى ابوروف وجنوبا من بانت وحتى ود نوباوي
وأضاف : أتيحت الفرص للفئات العمرية من سن 18 الي 65 عاما مع تخصيص نسبة 60% للمرأه باعتبارها العمود الفقري للأسرة
وذكر أن هدف المشروع الاساسي هو زيادة الدخل الاقتصادي للسكان لمجابهة الظروف وتخفيف حدة ما يعانونه من ضيق اليد وانعدام العمل ولتحسين الوضع عموما
وأشار ،. إلى أن المناطق المستهدفة هي من المناطق التي تاثرت تاثيرا كبيرا وكانت تقع تحت سيطرت القوات المتمرد
تدشين وتسجيل
وأردف النور : تم تدشين المشروع بمحلية أمدرمان بمشاركة كل الجهات ذات الصلة المتمثلة في وزارة التنمية الاجتماعية ومفوضية العون الإنساني ومحلية
أمدرمان وممثلين من المجتمع وهو ممول من برنامج الامم المتحدة الإنمائي (UNDP)
وأنه وجد قبول منقطع النظير من كل القطاعات التي شاركت في الترتيبات وأكد أن العملية تسير على أفضل حال
وتابع بالقول : بدأ المشروع فعليا في الأول من شهر سبتمبر 2024 وسوف ينتهي يوم 30 نوفمبر 2024، بالتالي فترته ثلاثة شهور ، مشيرا إلى أنه مستهدف تسجيل 2100 شخص، وأن شروط العمل تقديم تقديم
مستند شخصي “الرقم الوطني” عند التسجيل للراغبين، وأضاف بحمد الله تم حصر 2050 حتى الآن وتبقى عدد 50 شخص لم يتم تسجيلهم في مدينة بانت شرق جراء التدوين العشوائي من فترة لأخرى، وأكد أن المشروع يعمل كما هو مخطط له
وحول آلية تسجيل المواطنين أفاد انها تتم عبر آلية منظمة من خلال ذهاب مناديب من المنظمة و ممثلين بالمحلية حسب القطاعات والوصول إلى المواطنين في مناطقهم، وأيضا شارك في العملية العاملين في المقاومة الشعبية والنفرة والاستنفار الذين كان لهم دور كبير في إكمال عملية التسجيل والمراجعة بشفافية
عوائق ولكن!!!
يقول النور، انه خشي أن تواجه المشروع عوائق أثناء توزيع ال”الكاش” للمستهدفين في اخر يوم العمل خاصة ظهور متفلتين في ظل الوضع الامني الراهن غير أنه تم
وضع كل الاحتياطات اللازمة بمشاركة اافراد الشرطة في عملية التأمين علي اساس ان يتم التوزيع بشكل جيد وسوف في شكل ظروف بعد توقيع أو بصمة المسلم
ويواصل النور من المخاوف التي كانت ترافقهم هو احتمال وجود متفجرات واجسام حربية تعيق عملية المشروع أثناء يوم العمل في النظافة يصعب التعامل معها إلا بواسطة متخصصين وخبراء في الألغام
والمتفجرات لذلك تحسبت المنظمة لهذا الأمر بالتالي شرعت في التنسيق مع اللجنةالعليا للمقاومة الشعبية و المستنفرين للمشاركة باعتبارهم مدربين تدريب عالي في المجال و سوف يقدمون التوجيهات للمشاركين في الحملة قبل الانطلاق في نفس يوم العمل وارشادهم علي كيفية التعامل مع الأجسام الغريبة والتبليغ عنها لازالتها
وعاد ليؤكد أن هدف المشروع فتح الطرقات الرئيسية لتسهيل الحركة من وإلى سوق ومستشفى أمدرمان وانسياب المواصلات ومعالجة التشوهات من التقاطعات والطرق مع ردم الحفر وإزالة المتاريس الضخمة والأشجار الجافة الملقاة وسط الشوارع و إزالة مخلفات الحرب، مشيرا إلى أن التدوين العشوائي يشكل هاجس كبير نظرا أنه عائق غير محكم به
مناشدة و شكر
وناشد النور حكومة الولاية ممثلة في وزارة التنمية الاجتماعية ومفوضية العون الإنساني والمحلية باعتبارهم شركاء أساسيين في المشروع بالمزيد من التعاون والتسهيلات حتى يمضي المشروع بشكل جيد يضا نحن نناشد المفوضية والمحلية والوزارة وهم شركاء أساسيين
في تقديم العون اللازم لكل موظفي المنظمة في أن يمضي المشروع بشكله المخطط له وندعو الإعلام لتناول المسألة بنوع من التغطية والشفافية وإرسال رسال بأن أمدرمان آمنة وتصلح للعودة وتمهيد العودة الطوعية للناس من أهداف المشروع
وقطع بأن العملية سوف تتم بكل يسر من ناحية الأمن وتجمعات الناس
وشكر النور الجهة الممولة و محلية أمدرمان واللجنة العليا للاستفسار والمقاومة الشعبية وكل قطاعات ومنظمات المجتمع المدني الذين ساهموا في الدفع بالمشروع وتطبيقه على أرض الواقع