مشاعر عثمان تكتب: ..امرأة مختلفة..يوم الحوري

مشاعر عثمان تكتب: ..امرأة مختلفة..يوم الحوري
اشرأبت نفوس عدد كبير من الأسرة السودانية لتعيش فرحة نجاح ابناءها اللذين جلسوا لامتحانات الشهادة السودانية المؤجلة2023 في ظروف بالغة التعقيد بسبب الحرب اللعينة …..
أسر في المنافي البعيدة والقريبة ….داخل وخارج السودان…..نزوحا وغربة وليل بهيم ينتظرون….يوم النجاح ….يوم الفلاح …..ينتظرون الفرح والفرج من العالي المتعالي المنتقم الجبار……
ولعل قيام امتحانات الشهادة السودانية في هكذا ظروف لإنجاز كبير وفخر عظيم لله المنه والحمد ومن بعد فضله ….لروح الراحل المربي العظيم وزير التربية والتعليم الأستاذ محمود سر الختم الحوري الذي كان يردد دائما (ستقوم الامتحانات الا أنا أموت ) ..وشاءت إرادة المولي عز وجل أن يمتحن الطلاب ونشهد اليوم اعلان النتيجة …..
ومحمود سر الختم الحوري وزير من طراز خاص.. ولعلي أهمس في اذن رئيس مجلس الوزراء الجديد والسيد الرئيس البرهان اذا شكلتكم وزراء يمتلكون صفات الحوري رحمه الله من النزاهة والتواضع والخبرة والكفاءة حق لنا نفرح بسودان جديد بعد دمار الحرب …..
والحرب مشتعلة والمصير مجهول…..
في أغسطس من العام 2023 هاتفت الحوري لأعرف مكاتبهم لاستخراج شهادة تخص شقيقي الأصغر….
عندما وصلت مبني جامعة البحر الاحمر كنت أظن انني سأقابل سكرتارية وهكذا….
وجدت حارس علي الباب أدخلني فوجدت صالة ضخمة يتواجد فيها عدد كبير من مسؤولي التربية علي يميني تبدأ بهم إجراءاتك وتنتهي بآخر (تربيزة) عند الحوري ليختم لك شهاداتك ….على اليسار يوجد جمهور مواطنين ينتظرون استخراج شهاداتهم ….
منتهي الدقة والنظام والشفافية والترتيب ….
جلست الي جانب الوزير وشهدت حادثان تنمان عن خبرة متمكنة للحوري…..وذكاء متقد…..
…..
وقف طالب بين يدي الحوري بشهاداته ….تفحصها الوزير ورد بهدوءه المعهود ….
شهادتك دي مزورة
الطالب تصبب عرقا …مزورة ؟
الحوري:مزورة. وماضيها (استاذ فلان) من مدرسة كذا ب(امدرمان الثورة)..كذا و(قوليهو الحوري قاليك لو ماوقفت استخراج شهادات مزورة بنفتح فيك بلاغ كوزارة …..)
ذهلت من فطنة الحوري ومعرفته لادق التفاصيل من مدارس استاذة وهكذا ….
وقفت سيدة معها أطفالها
نظر الحوري في شهاداتها وقال ليها
الشهادات دي مزورة
ردت السيدة ببجاحة وصوت عالي ما مزورة ….
رد الحوري …مزورة وزورتها ليك أستاذة كذا من مدرسة كذا ببورتسودان ولو عايزة تصعدى نجيب البوليس الأن…!
وهاجت السيدة وملأت القاعة ضجيجا
وفعلا تم استدعاء الشرطة
……..
سألته عن الداتا لملفات وزارة التربية والتعليم فطمأنني بأن كل الملفات في امان وقد تمت عملية تأمينها وخروجها من الخرطوم بسرية تامة….
ولعمري هذا وحده أنجاز في سجل التاريخ….
خرجت من الحوري وانا اختزن تلك المشاهد لوزير مشرف عارف(كار ) بيتو ..و(حافظ لوحو) رحمه الله رحمة واسعة…
بعد يومين كنت اهم بركوب (ركشة )صادفت الحوري ايضا يركب (ركشة )….سلمت عليهو …
الوزير شخصيا بركب (ركشة ) ….
رد مبتسما …..
عادي دي ظروف حرب نستحمل اي شئ من أجل السودان ….
هذا هو الحوري وزير بمواصفات خاصة نتمني أن يحذو كل الوزراء حذوه ….وزير من الشعب والي الشعب..
فلنهدي له هذا النجاح الكبير في يومه هذا فقد فرحت كل الأسر السودانية اليوم وسط احباط وحزن منذ اندلاع الحرب قبل عامين ….
فلترقد روحك الطاهرة في نعيم فقد نجح أبناءك الطلاب اليوم نجاحا باهرا وسط عتمة الحرب ….هذا صنيعك….وهذا كتابك اخذه بيمينك رحمك الله رحمة واسعه
مختلفه جدا …..
نبارك لكل الطلاب والطالبات نجاحهم الميمون وأسرهم وللذين لم يحالفهم الحظ اتمني لكم النجاح في المرة القادمه فلكل جواد كبوة ولا مستحيل تحت الشمس..