مراحل تطوير كأس العالم عبر التاريخ بعد صناعة كأس النصر وجول ريميه والكأس الحالية
يفصل العالم أقل من 200 يوم عن افتتاح منافسات مونديال قطر 2022، حيث تجتمع منتخبات العالم في الدوحة، بحثاً عن المجد الذهبي الذي يُحدِّد ملامحه استاد “لوسيل” محتضن المواجهة نهائى البطولة.
ونستعرض حكاية كأس العالم الذهبية المُقدَّمة للمنتخب الفائز باللقب وتاريخ صناعة الكأس ومراحل تطورها.
وأتت فكرة كأس العالم لكرة القدم، في عام 1904، حيث احتضنت باريس أول اجتماع للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بحضور 7 دول مختلفة هي فرنسا وهولندا وإسبانيا والسويد والدنمارك وسويسرا وبلجيكا، ليخرج المجتمعون بفكرة إطلاق بطولة كأس العالم، لكن بدء التنفيذ العملي تطلب وقتاً طويلاً استغرق 26 عاماً.
وفي عام 1930 وافق الاتحاد الدولي لكرة القدم على احتضان دولة الأوروجواي النسخة الأولى من المونديال، مع تنظيم المسابقة كل 4 أعوام، وقبل عامين من انطلاق النسخة الأولى، اتفقت الدول المشاركة على تقديم جائزة للفريق المتوج باللقب، لتظهر فكرة كأس النص” أو كأس جول ريميه.
منذ انطلاق منافسات كأس العالم عام 1930، قدّم الاتحاد الدولي لكرة القدم نسختين مختلفتين من الكأس الذهبية للمنتخبات المُتوجة باللقب، وحملت النسخة الأولى اسم “كأس النصر”، ثم أُطلق عليها اسم “كأس جول ريميه”، نسبة إلى جول ريميه، رئيس الاتحاد الدولي الأسبق، والذي وُصِف بالأب الروحي للبطولة، وقد صُنِعت هذه الكأس من الفضة، مع طلائها بالذهب.
النحات الفرنسي أبيل لافلور، صاحب تصميم الكأس الأولى وقام بصناعة الكأس في البداية من الذهب، مع استخدام قاعدة من الرخام الأبيض، قبل أن تُستبدل القاعدة عام 1958 بأخرى مصنوعة من اللازورد الأزرق.
وبلغ ارتفاع الكأس في نسختها الأولى 35 سنتيمتراً، وبلغ وزنها 3.8 كيلوجرامات، فيما كان الشكل في بدايته يشير إلى “نايكي” أيقونة النصر لدى اليونانيين، مع وجود قدر ذهبي يرمز إلى المنتخب المُتوج بالبطولة.
بينما في عام 1970 تُوج المنتخب البرازيلي بلقب المونديال للمرة الثالثة في تاريخه، ليحصل على حق الاحتفاظ بالكأس للأبد وفقاً للقوانين، لتوضع الكأس في مقر الاتحاد البرازيلي لكرة القدم داخل خزانة زجاجية مضادة للرصاص، لكن البرازيل تلقت يوم 19 ديسمبر عام 1983 صدمة سرقة الكأس والتي لم تظهر “في نسختها الأصلية” حتى هذه اللحظة.
الكأس الثانية: البديلة لكأس جول ريميه
وفي عام 1970، قرّر الاتحاد الدولي لكرة القدم صُنع كأس بديلة، بعد احتفاظ البرازيل بكأس “جول ريميه”، ليتلقى الفيفا 53 عرضاً من فنانين ونحاتين من 7 دول مختلفة، قبل أن يقع الاختيار على النحات الإيطالي سيلفيو جازانيجا، العامل في شركة “لبيرتوني” لصناعة الميداليات.
ونجح جازانيجا الذي توفي عام 2016، عن عمر ناهز 95 عاماً، في تقديم كأس لن ينساها التاريخ، وهو المجسم الذي بلغ ارتفاعه 36.5 سنتيمتراً، مع قاعدة قطرها 13 سنتيمتراً، كُتِب عليها كأس العالم.
ويظهر في المجسم شخصان من الرياضيين يحملان الكرة الأرضية، في إشارة إلى البطولة التي تجمع منتخبات العالم في محفل واحد، مع وجود طبقتين من المرمر تزينان الكأس الذهبية التي يبلغ وزنها 5 كيلوجرامات كاملة.
وأصبحت صناعة كأس العالم تعيش مراحل مختلفة من حيث القيمة المالية، حيث بلغت التكلفة للنسخة الأولى التي صنعها جازانيجا ما يصل إلى نحو 50 ألف دولار أمريكي، بينما تُقدر تكلفة صناعة الكأس الحالية وقيمتها بما يزيد على 10 ملايين دولار.
وربما نشاهد منتخباً يحظى بالكأس إلى الأبد، ثم نشاهد نسخةً جديدةً من كأس النصر، كأس جول ريميه، أو كأس العالم.
ومن متحف FIFA، فإن أول من رفع كأس العالم FIFA فوق رأسه كان بيلليني قائد منتخب البرازيل الفائز بنسخة 1958، وكان يحاول ببساطة منح المصورين فرصة أفضل لرؤية وتصوير كأس جول ريميه، ولم يكن يعرف أنه يُرسي تقليدا مُبدعا ورمزا للانتصار سيستمر بعد ذلك لسنوات طويلة .