الأخبارالثقافية

مدخل للقراءة الباحثة عن رؤية رواية وملامح مشروع كتابي رواية (زوج امرأة الرصاص وابنته الجميلة) للروائي/ عبد العزيز بركة ساكن/ نموذجاً:-

رؤية | هيثم الطيب

مدخل للقراءة الباحثة عن رؤية رواية وملامح مشروع كتابي رواية (زوج امرأة الرصاص وابنته الجميلة) للروائي/ عبد العزيز بركة ساكن/ نموذجاً:-

مدخل:-

+ رؤية هذه الرواية أنه بجانب اللغة والشخصيات كعناصر أساسية في الرواية ،هي تذهب إلى فرضية صراعات وجهات النظر،هنا ليس التصريح بوجهات النظر بس تماثلات صراعاتها وانتقالية الصراع نفسه،رواية تصنع (وجهة النظر التي تقاتل وتتصارع،يمكن أن تموت لكنها تعرف إنها بكل رأي فيها صنعت القيمة التواصلية لها)..

هي جزء من فلسفة (الرواية الشعبية)،التي تقوم على صياغة أخرى غير المتخيل الشعبي أو الأبعاد التراثية في تشكيلاتها،لكنها رواية معرفية تدخل في هذه الألفية الجديدة كنمط كتابي،يكتب الرواية على صياغة تأريخية لتكون مرجعاً توثيقياً كما يريد الكاتب/ة،هذه الصياغة التأريخية تصنع مناخات لها كل الشرعية الشعبية للكتابة حول مفاهمية صراعات ومحاصرات..

(١)
في الرواية الصراعات الداخلية للشخصيات المختلفة،وكل واحدة لها أسبابها ومسبباتها،صنعت كل التعقيدات

الرئيسية والصغيرة لحركة الفعل،وأصبحت كل شخصية لها دائرة خاصة بها،وسلطة الكاتب تهمس لها وتدفعها وتحركها في إتجاه (بالضرورة مواصلة الصراعات هذي،قضيتنا كلها فيها)،ولذلك كانت الرواية منطقة صراعات،وهنا القاريء بكل إحساسه يقوم بعمل محكمة داخلية للصراعات والشخصيات نفسها،هذي المحكمة جاءت من ارتباط نفسي بالصراعات كجزء من الواقع أمامه،عندما يشكل المحكمة يستند على خلفياته المختلفة

(البيئية،القرائية،النفسية،الاجتماعية)،ليمارس عليها فكرة الاسقاط والمحاكمة،متفقاً أو مختلفاً مع كل تفاصيل الرواية،وقد يذهب/ تذهب، القاريء/ة إلى تشكيل محاكمة لكاتب الرواية ووضع خيوط الرواية تحت تحليلات مرتبطة بشخصية الكاتب،وهذا الفعل طبيعي للرواية التي تتحدث عن مناخات صراعات إنسانية متعددة وهي جزء من واقع القراء..
لذلك دائما يحدث ذلك مع كاتب الرواية مع كل منتج روائي له،تشكيل محاكمة في ذهنية القراء للرواية وتفاصيلها ثم لشخصيته ومناخاتها وتكوينها..

هذه الظاهرة المرتبطة بمشروع هذا الروائي يمكن تصنيفها نقدياً بأنها جزء من تيارات الرفض لمشهدية حركة صراعات إنسانية تكاد تكون كل المجتمعات السودانية جزءا منها،داخلها بشكل أو بفعل أو تحريك أو غير ذلك،المهم هي تفاعلاتها كلها باختلاف وجهات نظرها حول الصراعات وجدلية حركتها..

ولذلك،هذه الرواية جزء من معيارية تقييمة للقراء حول الكاتب ويدخلها القاريء بكمية من التخيلات حول شكلها وفكرتها وما يرتبط بذلك،مما يعني أن هناك عقلية مكتملة لنقاش داخلي بينها وبين معارفها المختلفة مع رواية وكاتب..

(٢)
هذه الرواية في رؤيتها تريد ان تقول الكلام ناقصاً أو غير مكتمل بالشكل المطلوب،تريد ذلك لعمل التحفيزية الخيالية للقراء،للمشاركة في رسم ملامحها خيالياً وهي سمة الروايات التي تتحدث عن صراعات إنسانية ثقيلة أو

خفيفة في العالم،فالكاتب/ة لا يقوم / تقوم بصناعة الدائرة كاملة لغة أو توصيفا للشخصيات أو رؤية بكل الاحتمالات السردية،فعل الكاتب هذا ربما عن قصد أو ربما غير

ذلك،لكن الذي حدث إن الرواية خرجت بتلك الكيفية،مما جعل القيمة التواصلية لها (أكمل أيها القاريء،فلسفة الشخصيات،ومناخاتها المختلفة وأحداث الرواية بكل تعقيداتها الزمانية والمكانية والنفسية والاجتماعية وقم بممارسة كل الاسقاطات الخاصة بك عليها وعلى شخصياتها وعلى قلمي وشخصيتي ككاتب أيضاً)،مما رسم ملامح للرواية مختلفة هنا وهناك..

هذا النوع من الكتابة الروائية يتم العمل عليه،للمجتمعات المتصارعة أو المشابهة لمشروع الكاتب المعني بالصراعات الإنسانية كأديب لأن خلفية كل واحد/ة من تلك المجتمعات خلفية جزء فاعلا أو مفعولا به،مشاركا أو مشتركا كإنسان فيها وحولها ومنها..

في هذي الرواية يمضي الكاتب إلى غاية تشكل قيمة مشروعه الكتابي،المرتكز على فلسفة الرفض كرؤى لعدة أشياء من حوله وحول مجتمعه،دخل بالكتابة هنا كروائي

ولأن البلد كانت في مناخات مقهورة بكل أنواع القهر المختلفة والمتعددة،كان الأدب وتحديدا الرواية جزء أساسي في ترسيخ ملامح ثقافة رفض شعبية تصنع الدائرة الكاملة للوعي المفترض أن يكون في واقع كهذا،من هنا الكاتب وضع مشروعه كله في الدفع برؤى رافضة

لواقع عريض في بلاده،وهذا انعكس على الفكرة الأساسية للكتابة عنده،فقد أصبح داخلياً كأنه يحمل تفويض وطني أو يحس بذلك لصناعة مجتمعات رافضة لمناخات محاصرة لها،ولذلك تأتي الرواية عنده كورقة تعبئة إجتماعية لتشكيل وعي محدد نحو قضايا معينة،هنا

تتحدث بالذات الروائية عنده،بتفاصيل لمشروعية حركة دائرية للصراعات المتداخلة بفعل ما سلطوي أو قبلي أو شعبي أو إجتماعي،حديثها هذا يرتكز على فرضية الذهنية المصنوعة عنده كما قلت من إحساسه بالتفويض الشعبي للمقاومة نحو تشكيل وعي عبر الرواية داخل مجتمعات ولصناعة محددات إنسانية فيها..

شخصياته في هذه الرواية أجزاء من الذات الروائية الخاصة به وهي الذات المفترض العمل عليها تشريحا ونقاشات وحوارات متفقين أو مختلفين معها،وهي التي تضع لكل جزء منها (يشكل شخصية داخل

الرواية،أساسياتها كلها بداية من الصناعة الأولية لها كشخصية ثم ماذا فيها وحولها ومنها)،قد تكون شخصية رافضة ثورية أو رافضة مقهورة أو رافضة منتظرة الحلول، أو رافضة وصلت لمرحلة النهايات الإنسانية لها،وعلى ذلك تخرج بتفاصيلها اللغوية والتخيلية لكنها مقيدة بمطلوبات الذات الروائية الخاصة بالكاتب والتي نفسها وضعت لحركتها خطوات من إحساس التفويض الشعبي المشار إليه سابقاً..
بالمناسبة هذا التفويض يمكن أن يكون حقيقياً في جزئياته أو بعضه، أو هي تخيلاته كروائي يرى ضرورة المقاومة بالرواية..

(٣)

في هذه الرواية،صنع الكاتب الشخصيات ووضع لكل شخصية توصيفها والمؤثرات فيها والتأثيرات عليها،ورسم خيوط حركتها في الرواية،من هنا،أضاف الأبعاد الخاصة به كأديب وبكل آرائه الفكرية والفلسفية،على كل شخصية بمعيارية معينة،لتكون الخلاصة صراعات وجهات نظر

داخلية خاصة به ككاتب وليس صراعات خارجية مرتبطة بالواقع الخاص بكل شخصية،هنا الكاتب يضع جدول محدد لكل شخصية لتمضي عليه،ليس له مركزية داخلها عندما وضع إطارها الأولي في الأساس إنما ذاته الداخلية

توزعت بين كل الشخصيات وقامت الصراعات هكذا بينها،ومن هنا جاءت كل شخصية لها تماثلات من الكاتب،ومن المفترض أن تكون شخصية مختلفة بكل الأبعاد لتمارس سطوتها داخل الرواية على طريقتها وليس طريقة الكاتب الداخلية..

ما أريد قوله إنه ككاتب في هذه الرواية أو غيرها دخل إلى (دائرة مصنوعة له أو صنعها لنفسه،وهي دائرة مشروعية ممارسة الديكتاتورية العظيمة على كل شخصية داخل الرواية هذه أو تلك لتقوم بممارسة مرسومة لها ولكنهاوغير منطقية وغير موضوعية،وهي منطلقة إلى قولها بأن الرواية ليست لطرح وجهات النظر المختلفة بل لممارسة

كتابية فيها وجهات نظر من داخل وجهة نظر خاصة بي ككاتب،لذلك في هذه الرواية تتحرك كل شخصية بذات الكاتب الروائية وهي تحفظ كل أدوارها المطلوبة منها على مسرح الرواية،وفي هذه جزء مني في نقطة معينة وفي تلك بعض مني في تفاصيل محددة وفي تلك أجزاء مني في تفاصيلها..

وجاءت الرواية كلنا كأنها مشروع رفض لا يمثل تشريحا كاملا للمناخات وإنما مشروع رفض لواقع محدد بشروطه المختلفة في زمان ومكان معين،وأصبحت بما يشبه حركة الصراعات الشعبية الصاخبة قاتلة ومقتولة في نقطة ما..
الملامة ليست عليه ككاتب بل علينا مجتمعات ثقافية مهدرة في زمن كامل من المحاصرة لها بفعل واقع

سياسي،اجتماعي،نفسي وبيئي مضافاً له تعقيدات مركزية وأساسية في مفاهيمنا للوعي الشعبي عبر فلسفة صناعة الرفض في الأدب عامة والروايات خاصة، كنا نحاول دفع الكاتب ليكون مشروع الرفض الذي يقاتل هنا وهناك ،ثم يختزل الصراعات الداخلية للشخصيات في حلم بأن نصبح من المنتصرين على كل أشكال المحاصرة لنا..

كان يمكن أن يكون فاعلاً أكثر إيجابية وتفاعلاً مع قضايا كثيرة معقدة مع شخصيات مختلفة روائيا واجتماعياً لكننا بصيغة دفع جماعية قمنا بها كلنا ودخلنا به إلى دائرة صناعة ذات روائية أحادية تكتب الرواية بصيغة الأجزاء من الذات الأدبية والروائية الخاصة به..

إشتياق الكناني

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى