مخيم زمزم: تصعيد عسكري يفاقم المأساة الإنسانية في شمال دارفور

مخيم زمزم: تصعيد عسكري يفاقم المأساة الإنسانية في شمال دارفور
إعداد: رحمة عبدالمنعم
شهد مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور تصعيدًا عسكريًا خطيرًا هذا الأسبوع، حيث تعرض لقصف صاروخي نفذته مليشيا الدعم السريع، ما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة العشرات بجروح متفاوتة. وقد أثارت هذه الهجمات إدانات واسعة النطاق من المجتمع الدولي، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية متفاقمة نتيجة غياب المساعدات وتعطل الخدمات الأساسية.
إدانة دولية ومطالبات بوقف القتال
وصفت وزارة الخارجية الأميركية الهجمات بأنها “انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني”، ودعت في بيان رسمي جميع الأطراف إلى وقف فوري للأعمال العسكرية حول المخيمات المدنية. وأكد المتحدث باسم الوزارة، ماثيو ميلر، أن استمرار العنف يعطل إيصال المساعدات الطارئة لمئات الآلاف من النازحين الذين يواجهون خطر المجاعة.
الأزمة الإنسانية: بين الحرب والجوع
أفادت تقارير أممية بأن أكثر من 500 ألف نازح في مخيم زمزم يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والرعاية الصحية، مما يجعل المساعدات الإنسانية ضرورة عاجلة. وحذر برنامج الغذاء العالمي من أن استمرار انعدام الأمن سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، خصوصًا مع تحول المخيم إلى ملاذ أخير للمدنيين الفارين من الصراع.
مسؤولية الأطراف المتصارعة
قال الدكتور عبد الرحمن عيسى، الباحث في قضايا السلام، إن استهداف المدنيين في مخيمات النزوح يمثل جريمة حرب وانتهاكًا صارخًا للمواثيق الدولية، مشددًا على ضرورة تدخل المجتمع الدولي لمعاقبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات وضمان حماية المدنيين.
ضرورة تدخل المجتمع الدولي
يتفق المراقبون على أن الحل للأزمة يكمن في إنهاء القتال وتوفير ممرات إنسانية آمنة لإيصال المساعدات. وفي ظل تدهور الوضع الإنساني، يبقى المجتمع الدولي أمام اختبار حاسم لوقف معاناة مئات الآلاف من النازحين العالقين بين الحرب والمجاعة.
تتصاعد المطالبات بتفعيل العقوبات الدولية والضغط على مليشيا الدعم السريع لإنهاء الهجمات على المدنيين، مع الأمل في تحرك دولي عاجل يضع حدًا لمأساة مخيم زمزم التي باتت مرآة تعكس حجم الكارثة الإنسانية في دارفور.