مخطط إسقاط الحكومة الألمانية.. التحقيقات تتواصل وتوقعات بحملة اعتقالات ثانية
أعلن مسؤولان أمنيان في ألمانيا، اليوم الخميس، عن حملة اعتقالات ثانية متوقعة بعد مراجعة السلطات المزيد من الأدلة بشأن مخطط إسقاط الحكومة، بينما كشفت الاستخبارات أن المخطط كان يتضمن استخدام العنف، وكانت برلين أعلنت أمس عن إحباط المخطط الانقلابي الذي دبرته مجموعة من الشخصيات اليمينية المتطرفة ومن ضباط سابقين في الجيش الألماني.
وفي حديث لمحطة “دويتشلاند فونك” الحكومية اليوم الخميس، قال كبير المسؤولين الأمنيين في ولاية “تورينغن” جورج ماير إنه يتوقع موجة ثانية من الاعتقالات مع مراجعة السلطات للأدلة، متهما حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف بتأجيج نظريات المؤامرة، والتي حفزت المتآمرين في أنحاء البلاد على التخطيط لإسقاط الحكومة.
وأعلنت السلطات الألمانية، أمس الأربعاء، إلقاء القبض على 25 من الشخصيات اليمينية المتطرفة، وبينهم ضباط سابقون في الجيش و3 أجانب، بتهمة التخطيط لتنفيذ “انقلاب”.
ومن بين المعتقلين بيرجيت مالساك وينكمان النائبة السابقة في حزب “البديل”، وهي قاضية في برلين، وأيضا “هاينريش الثالث عشر”، وهو سليل أسرة نبيلة عمره 71 عاما وما زال يسمي نفسه أميرا، مع أن ألمانيا ألغت النظام الملكي منذ أكثر من قرن.
وفي وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء، كشف رئيس الشرطة الجنائية الفدرالية هولغر موينش أن الأجهزة الأمنية فتشت حوالي 150 موقعا في جميع أنحاء البلاد، وأنه عُثر في حوالي 50 موقعا على أسلحة، متوقعا أيضا استمرار المداهمات والاعتقالات في الأيام المقبلة.
عدد المشتبه بهم
وأمس الأربعاء، قال مكتب المدعي العام الفدرالي -في بيان- إن “السلطات المختصة أحبطت مخطط انقلاب عبر شن هجمات تسعى لإحداث فوضى في البلاد، والاستيلاء على السلطة”، وأوضح البيان أنه شارك في المخطط 52 مشتبها فيهم، بينهم مجموعة تابعة لـحركة “مواطني الرايخ” (يمينية متطرفة) وضباط سابقون، وفق البيان نفسه.
وقالت وزيرة الداخلية نانسي فيسر إنه سيكون من الخطأ التقليل من شأن مثل هذه الجماعات، خاصة إذا كان من بين أعضائها أشخاص تم تدريبهم على استخدام الأسلحة النارية، مثل الجنود أو ضباط الشرطة.
وفي وقت سابق، قال رئيس الاستخبارات الداخلية الألمانية توماس هالدينوانغ إن مجموعة من الشخصيات اليمينية المتطرفة وضباطا سابقين في الجيش خططوا واشتروا أسلحة لتنفيذ محاولة “الانقلاب” التي أعلنت برلين أمس إحباط مخطط لها.
وأضاف أن “المجموعة لديها شبكة كبيرة في جميع أنحاء البلاد، وكانت لديهم خطط محددة، وكانوا مستعدين لاستخدام العنف، حتى لو كان ذلك يعني قتل الناس”، مؤكدا أن المجموعة “خضعت في الشهرين الماضيين لمراقبة أجهزة الأمن”.
وتتهم السلطات حركة “مواطني الرايخ” اليمينية المتطرفة بالضلوع في المخطط، وهي لا تعترف بالنظام السياسي الألماني القائم، ولا بالدولة الألمانية في صورتها الحالية، وتعترف -في المقابل- بالإمبراطورية الألمانية التي انهارت في الحرب العالمية الأولى، كما تنظر باحترام إلى النازية التي انتهت في الحرب العالمية الثانية.