مقالات

محيي الدين شجر يكتب : الجري والطيران وتاركو

في الهواء الطلق

محيي الدين شجر يكتب : الجري والطيران وتاركو

بعض القضايا التي تدور بعنف في ردهات المحاكم هذه الايام ..
اما قضايا سياسية او قضايا انتقامية او قضايا لتصفية حسابات في اطار صراع الافيال .. او قضايا خاصة بفساد في فترة النظام البائد ..

صحيح نجد ان هنالك قضايا وطنية خالصة وتتعلق باقتصاد السودان مثل قضية خط هيثرو الذي فقده السودان نهائيا بعد ان اضاع فرصة الاستئناف في قضية مدنية كان قد رفعها ببريطانيا بعد ان تلكأ في دفع رسوم الدعوة حين اراد تصحيح خطأ التفريط فيه ..

ومثل قضية بيع النقل النهري بحفنة قروش وكقضية الخطوط البحرية ..الناقل الوطني البحري سودان لاين التي تمت تصفيتها بتقديرات خاطئة ..قبل ان تعود مؤخرا بعد ثورة ديسمبر..
ولكن في المقابل هنالك قضايا ومن واقع مداولات المحكمة فيها ومتابعتي لها سوف تتمخض جبلا وتولد فارا في نهاياتها ..

واظن ان قضية شركة تاركو التي تملإ الاسافير هذه الايام من تلك القضايا ..

وفي تقديري ان المتحري حسم الجدل وهو يقدم افادته حينما قال في القضية رقم 246/2018 بين شركة تاركو وبنك الخرطوم أن جميع المرابحات الأربعة والخاصة بشركة “تاركو” في القضية المعنية سليمة، واتبعت من خلالها الدورة المستندية المعروفة ووافق عليها بنك السودان المركزي بناءً على الطلب المقدم من بنك الخرطوم.

ولقد نسفت افادة المتحري القضية برمتها حتى وان تقدم بنك الخرطوم مؤخرا بطلب جديد للمحكمة يتعلق باعادة مدير تاركو للنيابة لمزيد من التحريات ..
وبعيدا عن هذه القضية امام المحكمة والتي ستفصل فيها لا محالة فأرى ان شركة تاركو للطيران استطاعت ان تحقق نجاحات كبيرة في مجال الطيران الداخلي والخارجي وملأت الفراغ الكبير الذي خلفه تدهور شركة سودانير التي كانت ملء السمع والبصر في فترات سابقة ..

وشخصيا اعجبتني تاركو وهي تنقل في وقت واحد عددا كبيرا من الضيوف والمشاركين في احتفال السلام بالجنينة وكنت ضمن المدعووين وقتها ..
ولقد نقلت فريقي المريخ والهلال والوزراء والفرق الموسيقية ونجوم الفن والمجتمع الى الجنينة في اقصى دارفور واعادتهم بكل يسر الى الخرطوم ..

ولولاها لما نجح الاحتفال ولما سافر احد ..
وخلاف ذلك تفاجأنا الشركة في كل يوم بطائرة جديدة ورحلات جديدة مما يؤكد انها تدار وفق عقلية متطورة ووفق دراسة ناجحة ..

والسودان فعلا في حاجة الى مشروعات ناجحة تقدم الاضافة وتلبي اشواق وتطلعات الناس ..
وغير مستغربا ان تحصل شركة تاركو للطيران على لقب أفضل شركة طيران عبر استفتاء منصة واكب في الاستفتاء الذي نظمته للعام 2022..

وبالفعل فقد اصبحت تاركو للطيران الملاذ الامن للسودانيين في حلهم وترحالهم ..

من قبل عاصرنا شركات طيران كثيرة وفي فترة استقرار السودان لكنها لم تصمد وفشلت في الاستمرار ..
ومنهم من حاول الجري والطيران ..اراد ادارة خطوط بحرية وفي نفس الوقت شرع في تأسيس شركة طيران ففشل في الاثنين معا والارشيف موجود ..

لماذا نحارب الشركات الناجحة اذن ..
وفي تقديري الخاص ان الدوافع الشخصية والمرارات التي يشعر بها البعض هي من تحرك قضايا كثيرة ويستغلون الاجواء السياسية المتقلبة لتظهر او تختفي بحسب المناخ السياسي ..

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى