محمية جبل الدائر بشمال كردفان
طبيعة ساحرة وأنواع لا مثيل لها
يقع جبل الدائر على بعد ٣٠ كلم جنوب مدينة الرهد ابودكنة بولاية شمال كردفان وجنوب شرق مدينة الابيض بحوالي ١٣٠ كلم ممتدا في مساحة ١٤ كلم طولا و١٤ كلم عرضا ويبلغ محيط الجبل ٦٨ كلم واعلى ارتفاع له ١٤١٦ قدما فوق سطح البحر.
وتعتبر منطقة جبل الدائر من المناطق الغنية بالتنوع الحيوي والبيئي مما أهلها لاعلانها محمية طبيعيه في العام ٢٠١٠م ثم إدراجها من قبل اليونسكو ضمن الشبكة العالمية لمعازل المحيط الحيوي في العام ٢٠١٧م لضمان المحافظة على التنوع الحيوي وحماية الأنواع المهددة بالانقراض والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية ودعم السياحة والخدمات البيئية للمجتمعات المحلية.
تبلغ المساحة الكلية المحمية ٣٣٥ كلم مربع وتتألف من سلسلة جبل الدائر الغابية ووجود الشلالات والمجاري المائية الدائمة طوال العام والأراضي المنبسطة والمسطحة التي تشكل في مجملها البيئة المثالية والملاذ الامن ومصادر مياه الشرب والكلا للحيوانات البرية وتعشيش الطيور ووجود بعض السلاحف والافاعي. وتعد المحمية موطنا لحوالي ١٤ نوعا من الثديات اهمها حيوان النلت( الكودو ) النادر والمعرض للانقراض و ١٦ نوعا من الزواحف و ١٧ نوعا من الطيور و ٥٠ نوعا من الأشجار والشجيرات و ٢٥ نوعا من النباتات والاعشاب و ٩ أنواع من الحشاش.
تحيط بالمحمية ٤٣ قرية موزعة على طول محيط الجبل ويبلغ عدد سكان القرى حسب احصاء عام ٢٠٠١ م ٢٢٧٠٠ نسمة غالبيتهم من قبائل النوبة بجانب القوميات الأخرى ، يمارسون الزراعة ويعتمدون بصفة اساسية على موارد الجبل من الاحتطاب والصيد . وتبذل الادارة العامة لحماية الحياة البرية جهودا مقدرة لحماية المحمية والاستخدام الامثل لمواردها من خلال تقسيم الجبل إلى نطاقات يمنع ويقيد فيها الاستخدام مع تحديد مسارات لدخول وخروج المواطنين الذين يتم اشراكهم في الخطط والبرامج التي تخدم اهداف المحمية . كما تسعى حكومة الولاية ومحلية الرهد للاستفادة من المقومات السياحية بالمنطقة وعلى رأسها المحمية بإقامة المنتجعات والنزل السياحية والتخطيط لتعبيد الطريق الموصل للجبل.
حاليا تم استيعاب المحمية ضمن انشطة مشروع تعزيز المناطق المحمية والادارة المتكاملة للنظام البيئي الذي ينفذه المجلس الاعلى للبيئة والموارد الطبيعية بالتعاون مع الادارة العامة لحماية الحياة البرية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بغرض صون التنوع الحيوي بالمحمية وترشيد استخدام مواردها وتوفير سبل كسب العيش للقاطنين حولها فضلا عن تهيئة المحمية للترويج والسياحة للسكان المحليين والزوار الاجانب .