محمد موسى يكتب : تصرف المسؤول الغير مسؤول
محمد موسى يكتب : تصرف المسؤول الغير مسؤول
طالعت كغيري من ملايين رواد مواقع التواصل الاجتماعي تصرف مدير ميناء سواكن الذي قام برفع عربة حكومية تحمل لوحات الشرطة على إحدى البنايات بحجة تحميل عليها كميات من المواد الغذائية من داخل الميناء، في تصرف غريب وسلوك شاذ يفتقد للحكمة والحنكة لرجال الدولة وتعاملهم مع مثل هكذا مواقف التي لا تتحمل التعامل معها بتهور طفولي بعيد عن
المهنية لا سيما وأن العربة تخص جهاز نظامي وهي شرطة الجمارك التي مخول لها حماية الاقتصاد القومي للبلاد وضبط كل ماهو يخالف لوائح الاستيراد والتصدير، فضلاً عن عملها في ضبط المواد المخالفة والضارة بحياة الإنسان مما يجعلها شريك أصيل وحساس في عمل الموانئ والمطارات والمعابر ويدعو للتعامل معها بذات القدر من اهميتها.
وهنا لابد من طرح جملة من التساؤلات على مدير ميناء سواكن حيال تصرفه ذلك، أولها هل قام بتفتيش العربة والتقصي حول المواد التي تحملها والرجوع لصاحبها؟ هل تلقى شكوى من صاحب تلك البضائع بسرقتها ونصبه حاكماً لرد حقه؟ وهل يعلم مدير الموانئ بأنه وبتصرفه ذلك وضع الشرطة بكافة مؤسساتها كمتهم أمام الشعب ؟
ولما كان ذلك الحدث أخذ منحنى وضع مؤسسة دولة حساسة في موضع الإتهام فكان لابد لنا بالبحث للوصول للحقائق حول ملابسات تلك الحاثة والتي اتضح من خلالها بأن مدير ميناء سواكن قام بإيقاف عربة الشرطة التي تتبع لشرطة جمارك ولاية البحر الأحمر وحجزها بميناء عثمان دقنة، بحجة أنها تحمل مواد غذائية- إلا أنها كانت في حقيقة الأمر تحمل أجهزة تتبع
الكتروني يتم ارجاعها للميناء من الخرطوم بعد انتهاء إيصال البضاعة لمحطتها النهائية لاعادة تشغيلها الي جانب وجود مواد غذائية محلية تتمثل في (كركدي ، عدسية، بلح، شاي، وزيت) وهي عبارة عن كيس صائم تم توزيعه على منسوبي الشرطة من قبل إدارته، فكان الأجدر والتصرف الأمثل لمدير الميناء مخاطبة المدير المباشر لمنسوبي الشرطة بدلاً عن
التبشيع بمؤسسة ظلت طوال تاريخها تؤدي واجباتها في حفظ الأمن والاستقرار بكافة أنحاء البلاد وتأمين المواطنين في حل وترحالهم وممتلكاتهم، لاسيما وأن تصرفه لا يشبه تصرف المسؤولين الحكومين الذين يعرفون ويقدرون درو الشرطة.
التصرف الذي بدر من مدير ميناء عثمان دقنة،طه مختار، لا يصدقه عقل ولا يمكن أن يتخيل شخص بأنه صادر من مدير ميناء يفترض أن يكون ملم بالاجراءات بكيفية تفتيش الأجهزة النظامية فضلاً عن أن يكون متمتع باللباقة اللازمة التي تسمح له
بالتعامل مع كامل طاقم عمل وخلق بيئة عمل خصبة ومثالية ينتج عنها تقديم خدمة متميزة لرواد الميناء مع ضمان مطابقة الخدمة للوائح والقوانين .
بعد تصرف مدير الميناء الذي يتطابق مع العنوان تماماً ويصنف في موضع الغرابة لا أضمن أن يؤدي منسوبي الجمارك واجبهم المنوط بهم القيام به في ظل وجود طه مختار، مديراً للميناء،لذلك الأسلم للميناء واستقراره أما إستقالة مدير الميناء أو إقالته.
لا يمكن لشخص عاقل يحاول منع عربة تتبع للشرطة من التواجد داخل الميناء لاسيما وأن تواجدها داخل الميناء شي طبيعي في إطار عملها.
ختاماً اجد نفسي في موقع المشفق على ميناء عثمان دقنة، بهذا التصرف خاصة وأن سلوك مدير الميناء في حق أحد منسوبي الشرطة غير موفق يقدح في سمعة قوات الجمارك ويضعف الروح المعنوية للعاملين وهم يؤدون دور وطني كبير، كما أن تصوير العربة وتركيز توزيعها علي وسائل التواصل الاجتماعي للتشهير دون إثبات المخالفة يبدو أنه عمل مقصود يقرأ من خلاله كأنما مدير الميناء لديه خلافات مع الشرطة بالميناء أراد تصفيته بالنيل منها من بذلك التصرف.