مقالات

محمد مجذوب يكتب: المعادن اصلا من أصول التفاوض

د. محمد مجذوب يكتب: المعادن اصلا من أصول التفاوض

 

نشرة استراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة لعام ٢٠٢٥ وهي توجهات سنوية تعلن من خلالها التوجهات الأساسية للسياسة الخارجية الأمريكية عبر العالم.

فانها وحسب موقع السودان فى كل من افريقيا والشرق الأوسط؛ فإن السياسة الأمريكية المعلنة تجاه افريقيا جاءت متأخرة ومعنية بالحد من النفوذ الروسي والصيني المتنامي؛ وحماية وتأمين الوصول إلى المعادن الحيوية التي تحتاجها الصناعات الأميركية ؛ اي أنها سياسة يتم النظر إليها من زاوية التنافس على المعادن الحيوية النادرة؛ مع الدول العظمي وعلى راسها الصين.

هذا البعد يعني ضرورة تحول معادن السودان لا لمجرد كونها استثمار تقليدي فى الموارد الطبيعية السودانية؛ يكرر نماذج تقليدية للاستثمار فى المعادن كما تفعل وزارة المعادن حاليا؛ وإنما يجعل من المعادن اصلا من أصول التفاوض الاستراتيجية لصالح السيادة الوطنية بين الغرب والشرق؛ وعليه فانه لا يجب إعطاء امتيازات التعدين لكل من هب ودب وإنما توظيفها لصالح الأمن القومي وكضمان لانهاء الحرب لصالح السيادة السودانية فضلا عن عوائدها الاستثمارية.

باعتبار ان المعادن قادرة على تحويل السودان الي مفاوض دولي على قاعدة الشراكة والاعتماد المتبادل مع القوي العظمي؛ لا مجرد بلاد تبيع ثرواتها لأجل التسليح والغذاء والدواء وإنما لأجل بناء شراكات اقتصادية عملاقة تنهض بالاقتصاد السوداني وتضعه فى مصاف الكبار.

انا سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط؛ فقد تبدلت بصورة كبيرة قوامها منع أي قوة معادية للولايات المتحدة الأمريكية _ إيران— من الهيمنة على مصادر الطاقة أو الممرات الحيوية كممر البحر الأحمر والخليج العربي.

مع تجنّب الولايات المتحدة الأمريكية الانخراط في حروب طويلة، وربط أي تدخل عسكري بمصالح أميركية واضحة وهو ما يفسر الأدوار غير المرئية للولايات المتحدة الأمريكية تجاه حرب السودان.

ملف الاستقرار فى الشرق الأوسط لا تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية بنفسها وانما عبر دعم الشراكات مع الدول الصديقة لها مثل السعودية والإمارات ومصر والأردن وإسرائيل.على قاعدة الحفاظ على توازن قوى يمنع نشوء فراغ قد تستغله أطراف معادية.

وهو ما يعني أن أمن البحر الأحمر سيكون تنافسا مكشوفا بين الامارات وإسرائيل من جهة؛ ومصر والسعودية من الجهة الأخرى؛ وهو ما يجعل ورقة البحر الأحمر بالنسبة للسودان بمثابة أصل استراتيجي آخر شديد الأهمية؛ والاثر؛ إذا تم توظيفه لصالح قاعدة تقول : (بحر احمر أمن فى مقابل سودان أمن)؛ وازاحة النفوذ الاماراتي لصالح نفوذ سوداني؛ سعودي؛ مصري؛ دون ان يكون السودان مضطرا لتقديم آية تنازل لهذه الدول.

كما يظهر المنشور ان الولايات المتحدة الأمريكية ممتنعة عن مشاريع إعادة بناء الدول أو تغيير الأنظمة السياسية؛ في منطقة الشرق الأوسط؛ وهو ما يعني عدم اهتمامها بلونية من يحكم الايدلوجية؛ بقدر اهتمامها بمصالحها المذكورة اعلاه؛ هنا فان تحالف قوى الحرية والتغيير ومشتقاته سياخذ حماما باردا فى ليلة شديدة البرودة..

وغاية القول أن البحر الأحمر والمعادن الحيوية تبدوان أصول هامة للبناء الاستراتيجي عليها؛ سواء وفقا للنشرة الأمريكية؛ أو بغيرها فهي فى كل الأحوال مصادر قوة للسسادة السودانية؛ لا يتوقف حسن استخدامها فى الضغط على أمريكا وحليفاتها الشرق اوسطية لتعديل نظرتها لحرب السودان وطبيعتها؛ وإنما في إقامة تحالف واقعي مع دول الشرق أكثر استدامة وغير قابل للابتزاز من قبل الولايات المتحدة.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى