محمد قور حامد يكتب : التنوع الثقافي والتعدد العرقي ..إشكالية التنمية بديار المسيرية وجبال النوبة
محمد قور حامد يكتب : التنوع الثقافي والتعدد العرقي ..إشكالية التنمية بديار المسيرية وجبال النوبة
رياح ورماح
لا شك أن التنوع الثقافي والتعدد العرقي يمثل منذ أمد ٍ بعيد معضلة ً كبري في بحث مجتمع جنوب كردفان وغربه عن هويته القومية والوطنية
.. ولعل هذا هو الذي مهد الطريق السياسي مبكرا ً ، لاسيما في مناطق جبال النوبة إلي التمرد الذي قاده يوسف كوه ليصبح بفعلته التي فعل ، ليصبح النوبة الساعد الأيمن للدكتور المتمرد جون قرنق في العام 1983م .
إن الدكتور جون قرنق الذي دخل الغابة بعد تمرير الرئيس السابق جعفر النميري ورقة الشربعة ،
كان قرنق ينظر الي إنسان جبال النوبه بأنه معزول بذات المعادلة السياسية التي أزاحتْ أبناء الجنوب منذ بواكير الإستقلال وتكوين الدولة السودانية الحديثة .. فلم تكن الحرب التي بدأت في العام 1955 إلا إذكاءاً لجحيم حرب الجنوب والشمال .. تارة بإسم الدين وتارة بتغلب اللآيديولوجيات المختلفة خلال تغلب مزاج سياسي لكحمومتين تعدديتين وأثنتين شموليتين.
قاتل قرنق قتالا ً شرسا ً وضع البلاد علي مفترق تاريخي كبير .. حتي إندلعت ثورة الإنقاذ الوطني ، والتي كانت تعاني ذات العقدة السياسية والبحث عن الهوية السياسية و العقدية بل والوطنية .. مما أذكي أوار الحرب عندما دخل المواطن كطرف أساسي في القتال .. بعد أن كان محصورا ً ( القتال ) بين القوات العسكرية ..
هذا الفعل السياسي العسكري الحربي ، أقعد بالتنمية في هذه الولاية وأوقف تدخل المستثمرين من إستصلاح لأراض ٍ خصبة ٍ وسهول تنساب بعذب المياه وصخور هي شلالات لتوليد الطاقة الكهربائية ..
من المعيقات التنموية السياسية التي إكتسبت أيضا ً طابعا ً سياسيا ً فأخرجها عن أرض النماء ، مشكلة أبيي والتي كانت شوكة ً في خاصرة الحركة الشعبية التي راهنت الغربَ الإمبريالي علي كسبها طيلة سنوات الحرب .. ولما لم يتحقق للحركة
تثبيت رايات هوية دينكا النوك فوق أرض أبيي تلك الواقعة في غرب كردفان حيث أستضافهم المسيرية سنوات من تاريخ قديم .. كان أن لجأت الحركة الشعبية قبيل إستفتاء جنوب السودان حول خيار الوحدة أو الإنفصال .. فكان الإنفصال وكانت رقعة محكمة لاهاي من أرض ابيي التي أهدتها للنوك مقابل فشل تحديد لجنة الخبراء مكان أقامتهم الأولي ..
ولعل هذا ماجعل الحركة الشعبية تقاتل وتعرض نفطها للغرب مقابل فاتورة دعم الغرب للحركة الشعبية من أجل أبيي جنوبية ً طيلة سنوات الحرب
مما أقعد بالتنمية .. إذ ْ لايمكن تصور تنمية ٍ حقيقية تحت أزيز المدافع وبارود الحرب .
ولكن بالبرغم من ان سؤال الهوية القومية والوطنية لايشكل هاجاً أمام قبائل جنوب وغرب كردفان المسلمة .. بحكم عقيدة الإسلام .. إلا أنه لايمكن إخفاء بعض العوامل الإجتماعية التي ظلت تلعب دورا ً سالبا ً في التقدم التنموي بالولاية .. فرجالات الإدارة الأهلية الذين فشلوا في حل وإدارة أكثر من صراع أهلي في المنطقة لأسباب تعود إلي إرتهانهم السياسي وخروج
رؤاهم وتوصياتهم من مشكاة ٍ تخدم المصالح الحزبية والقبلية في بعض الأحيان لعب دور اً في إقعاد المنطقة وجلوسها علي كرسي الفقر ومستنقع سماسرة الحرب ..
ولعل هذا يعتبر من أهم العوامل التي دفعت إنسان غرب كردفان – وقتئذِ- الذي فقد ولايتة بسبب الإذابة الكبري إلي تشكيل أول حركة مطالبة بإعادة الولاية وإحترام سيادة إنسانها ذات طابع عسكري مثل حركة شهامة ا لتي قُضىّ عليها في مهدها .. ومن ثم مشاركة بعض أبناء المسيرية وإلتحاقهم بحركات دارفور المسلحة كان تعبير عن ذات الأهداف التي لعبت دورا ً كبيرا ً
في تأخر التنمية بتلك البلاد . إلي أن ظهر المنبر الحر لشعب منطقة المسيرية 2005م ككيان إجتماعي مطلبي ينادي بعودة الولاية والتنمية وعدم تسييس القضايا العامة لخدمة الخاصة .
نعم ان هناك هيئات وصناديق أنشات ْ بعد إذابة ولاية غرب كردفان ودمجها في جنوب كردفان ..كان يمكن أن تلعب دورا ً كبيرا ً في إحداث تنمية كبري بالمنطقة الغربية لجنوب كردفان .. ولكن ما قامت به هذه الهيئات و الصناديق من مشاريع مرئية ً رأي العين لايكفي الناس شرور أنفسهم ولايقيد بقرة المسيرية إستنشاق همريب الجنوب نحو بحر العرب ..
ولعل الأسوأ من ذلك أن شركات البترول العاملة كذلك لم تقدم خدمات ٍ للتحول الإجتماعي من مراكز صحية مصاحبه ومدارس للتعليم والخدمات الإجتماعية الأخري بمواقع هذه الشركا ت العاملة في مجال النفط مثلما تنص الإتفاقيات العالمية.