محمد عبدالله الشيخ يكتب: ..نصف رأي..الزكاة للعطاء أوجه وللإنسانية مشاهد

محمد عبدالله الشيخ يكتب: ..نصف رأي..الزكاة للعطاء أوجه وللإنسانية مشاهد
لم يعد عطاء ديوان الزكاة ودعمه لاصحاب الحاجات مقيد بساعات عمل اوبئة مهياة ولا برتكول تراتب روتيني بين رئيس ومروسين وقاعدة وقيادة إلا في الإطار الذي ينظمه فسمؤلية المدير وصلاحياته تتنزل الي ادني السلم الوظيفي بالتفويض والعرف حسب ما يقتضي الواقع الميداني الذي يوجد فيه الموظف ونطاق مسؤليته
الجغرافية هذا النموذج أعطي الزكاة فسحة وسعة في انتشارها وتمدد نفعها وتعظيم اثرها واعطي العاملين عليها ثقة بالنفس وقدرة علي اتخاذ القرار السريع دون ان يخشي احد من عواقب عمله طلما كان يأتي لمصلحة اصحاب الحاجات ونفعهم في إطار المسؤلية الملقاة علي عاتق الديوان والتكليف الرباني والواجب الإنساني المناط
به هذا الشكل الاداري سائد ومعمول به في كل مناطق وجود ديوان الزكاة بكافة الولايات والمحليات والوحدات الإدارية علي مستوي جباية الزكاة وصرفها فالعامل عليها في الغيط هو الموظف وأمام الجماعة وعامل الشحن والتفريغ (عتالي) والطباخ هذا اكسب العاملين حالة من
النضج الوظيفي علاوة علي مايتلقون من جرعات تدريبية وروحية تذكوية في إطار متعلقات عملهم وخصوصيته في التعاطي مع المجتمع باختلاف سلوكيات افراده وتعدد أمذجتهم وميولهم وامتصاص ردود فعلهم
وقفت معجبا لنمازج حميدة من سلوكيات وتربية موظفي الديوان إبان اذمات وكوارث ألمّت بالبلاد فكان ظهور اهل الزكاة وتواجدهم في الازمات غير ، فلم يكونوا ليكتفوا بتوصيل الدعم والمساعدات فحسب بل أينما وجدوا ثغرة سدوها لكن الذي رأيته عبر الاسافير من حسن صنيع
اثنان من موظفي ديوان الزكاة بمحافظة التضامن باقليم النيل الأزرق هو امر ينم عن أصالة معدن وسمو اخلاقي وقيمي وسلوك إنساني يشارك الناس تفاصيل ماساتهم لم يكتفي الموظفان (فضل مسار ومحمد الفاضل) بايصال مساعدات الديوان للنازحين المتاثرين بالحرب بل يقومان
بإعداد الطعام (بتكية بوط) يتحملان لفح اللهب والدخان ويقومان بإعداد(العصيدة) حتي استوت علي ذلك اللهب والملاحظة في قيمة هذا العمل وانسانيته هو البعد عن الشو الإعلامي والدعائي فلم يظهر في التصوير النازحين الذين من أجلهم يتم اعداد ذلك الطعام بما يخدش
كبريائهم وينتهك خصوصتهم هيلوحة يصعب علي القلم سبر غورها ووصف معانيها ودلالاتها الموغلة في التجرد لوحة يجب ان توثق وتعلق في مداخل المؤسسات والمنظمات الخيرية والانسانية هي تذكرة بما كان عليه سلف هذه الامة هكذا كان صنيع (الفاروق عمر ) الخليفة الثاني لرسول القدوة والاسوة وهو الذي كان يتفقد
أحوال الأيتام ليلا متخفيا حتي اذا وجد من يبكون من الجوع حمل علي ظهرهه الدقيق واعد الطعام بيديه الشريفتين فتطلب منه والدة الأطفال ان يكتفي بتوصيل الدقيق فيقسم (لن أغادر حتي اتركهم يضحكون كما وجدتهم يبكون) هكذا انموزج عاملين الزكاة يتكرر في كل مناطق وجودهم وانتشارهم بأشكال واوجه مختلفة
لم يشغلهم زهو الوظيفه وبرقراطية المكاتب ، إلا ّ انهم فوق ذلك لايهملون حسن المظهر فتجدهم في كامل الأناقة والهندام بزيهم الموحد ببدلاتهم الزرقاء الشاربة من لون الأزرق الدفاق وربطات اعناقهم بالوانها الزاهية يصطفون كالعقد لاستقبال زوارهم في مناسبات العطاء والبرامج الراتبة للديوان رجال يعرفون ان لكل مقام مقال
ولكل زمان واوان حال مازداهم ابتلاء الحرب ما تسببت فيه من نقص في مواعين الجباية واوعيتها إلا تحديا خاضوه بعزيمة وقوة شكيمة عز عليهم ان يروا العوز والفاقة تتمدد فعملوا جهدهم وبذلوا وسعهم وحالفتهم
العناية الاهلية توفيقا وفتحا وسعة حتي اضحوا الان علي مشارف تجاوز الاذمة بعطاء تصدر كل المؤسسات دون من ولا اذي فشكرا لمن قاد واحسن القيادة وخطط واجاد وتابع تنفيذ ماخطط حتي أدرك الغاية وحقق المقاصد ونال الرضي
هذا مالدي
والرأي لكم