محمد عبدالقادر يكتب: ..اتكاءة على كتف زميل :عبدالمنعم بشير …..رشاقة و اناقة و طيب خصال

محمد احمد عبدالقادر يكتب: ..اتكاءة على كتف زميل :عبدالمنعم بشير …..رشاقة و اناقة و طيب خصال
تناول طعام العشاء بسوق ھدل مرتبط عندى بأداء صلاة العشاء بمسجد الشيخ بشير المطل على السوق … فى ذلك اليوم ما أن قال الإمام السلام عليكم . حتى وقف أحدهم و طلب من المصلين البقاء فى أماكنهم لحضور الجمعية العمومية للمصلين بالمسجد … يالله… ما أجمل ھذھ التعبير الذى لامس اذنى لأول مرة في حياتى … ما اروعه و ما اطيبھ … لن يفوتنى شرف المشاركة فى ھذا المحفل النادر الفريد … لن افوت ھذھ الفرصة الطيبة المباركة … رغم إنى عابر و كنت جائع.
* وقف احدھم و قدم استعراضا مرتبا للأعمال التى قامت بها لجنة المسجد فى الفترة الماضية . و بعدھ تحدث آخر عن الموقف المالى للجنة و بارقام واضحة . و اقترح إضافة اسماء جديدة لعضوية اللجنة . تمت الموافقة عليھا بلا إعتراض . و بكل سلاسة و هدوء اختتمت الجمعية العمومية للمصلين بمسجد شيخ بشير بحى ھدل ببورسودان . بالدعاء للجنة الجديدة بالتوفيق فى عملھا … اكثر من ربع قرن من الزمان مرت على ھذا الحدث الاستثنائى و ھذا المسلك الحضارى و ما زالت تفاصيلة تبعث النشوى فى نفسى . فى خضم الصراعات التى تشھدھا الكثير من المساجد .
* شيخ بشير الذى ارتبط و اشتھر ھذا المسجد باسمھ . ھو الامام الراتب و الخطيب . و أيضا المأذون الشرعى بالمنطقة… قال عنھ احدھم ( نحن جيل يكفينا فخرا و شرفا ان قسائم زواج امھاتنا بتوقيع الشيخ بشير عثمان ) …الشيخ بشير ھو والد الاخ و الصديق و الزميل عبدالمنعم بشير…عبدالمنعم ھو الإبن البكر للشيخ بشير …
* بالمنزل الملحق بالمسجد الذى شھد ذلك الحدث الحضارى الراقى . كانت طفولة و صبا و شباب عبدالمنعم … لم يغادر ذلك المنزل الا بعد ان اقترن بالزواج من نجمة التلفزيون القومى المذيعة ناھد النور .
* أستاذنا الكبير أحمد بابكر المھدى ( عليه رحمة الله ) . ھو عميد الصحافة بالساحل السودانى . و اميز مدراء الاعلام بالخطوط البحرية السودانية …الناس يعرفونه كصحفى مخضرم و رحل علاقات عامة مقتدر . و يغفلون عن الجانب الإدارى في شخصيته … احمد بابكر ادارى يجيد إختيار من يعملون معه… عندما احس الرجل ان امكانياته الإعلامية و قدراته الابداعية اكبر من ان تحملھا البواخر السودانية و تطوف بھا اعالى البحار… قرر ان تكون لھ نافدة إضافية و قناة اخرى لتفريغ فائض تلك الامكانيات و القدرات … أسس وكالة سواحل للإعلام و الإعلان . و أختار عبدالمنعم بشير ليكون المدير المقيم و القيًم لھذھ النافذة الاعلامية الجديدة .
* بوكالة سواحل كانت معرفتى بالأخ العزيز عبد المنعم بشير …منتصف الثمانينات … عندما انطلقت منھا صحيفة الشرق كأول تجربة صحفية مكتملة الأركان . تطل على السودان من ساحل البحر الأحمر… عبدالمنعم بشير كان سكرتير تحرير الصحيفة و عمودھا الفرعى ببورسودان . و بالخرطوم كان المبدع الرائع محمد إلياس السنى ھو العمود الفقري … من يد عبد المنعم استلمت أول مبلغ نقدى نظير عمل صحفى …كانت مستحقات رحلة صحفية الى كسلا و حلفا و القضارف .
* عبد المنعم بشير الذى درس الإعلام بمصر . إستطاع ان يضع بصماتھ فى الخارطة الإعلامية بالبحر الاحمر . من خلال صحيفة الشرق كاتبا و محررا . و وضع لمساتھ فى تزيين و تجميل مدينة بورسودان من خلال المبادرات الرائعة التى قامت بھا سواحل. و لم يرضى إلا أن يتوج مسيرته الإعلامية. و صوتھ يعطر الأجواء عبر اثير إذاعة ولاية البحر الأحمر من بورسودان … الإذاعة بعد ان قويت شوكتھا و اشتد ساعدھا و حق لھا ان يديرھا احد أبنائها. كان عبد المنعم بشير ھو الاول .
* عبد المنعم بشير الصحفى و المذيع . بضاعته الكلام … لم اسمعھ قط يتكلم عن احد بسوء و لم اسمع قط احد يتكلم عنھ بسوء … ھذا ليس بمستغرب لمن نشأ و ترعرع فى مثل تلك البيئة المسجدية … و ليس بمستبعد لمن تربى فى كنف شيخ جيل كامل يفخر و يعتز بتوقيعھ .
منعم بشير … انعم الله عليك و بشرك باللجنة .