مقالات

محمد طلب يكتب: فاوضني بلا زعل وفوضني بلا عمل

محمد طلب يكتب: فاوضني بلا زعل وفوضني بلا عمل

 

فكرة التفويض التي تعج بها الوسائط هذه الايام لا احسبها فكرة غبية فقط بل هي دعوة للركون والانكسار والتساهل والكسل… لن اجادل في موضوع لماذا افوض الذي كتب عنه من كتب بسخرية منقطعة النظير وقمة السخرية عندي هي عين الجد….

لن اتحدث عن امر التفويض وغباء الترويج له لكني سوف اعد مقال احسبه يعبر عن الاتجاه الصحيح وهو (التفاوض) وليس(التفويض) والمقال نُشر بتاريخ ٢٢يونيو ٢٠٢٢ اي قبل عام من هذه الحرب فاذا بنا وبعد

عام من حرب الخراب والدمار يؤذي الاسماع والابصار و(يجيب الكاروشة) موضوع التفويض فدعونا نعود لما قبل الحرب وحديثنا عن التفاوض وضرورته كما كتبنا تحت العنوان ادناه :-

*فاوضني بلا زعل*

الحركة الدؤوبة في صراع المصالح السياسية يجعلني أغرق في الأغنية السودانية لإعتقادي الجازم بأنها تحمل كثير من المعاني والجمال ..

وازدحام مواعينها بالكثير من الدلالات التي يمكن إسقاطها على عموم أحوالنا وربما السخرية مما نعيشه الأن من فوضى وتخبط ولعل مبعث ذلك الاضطراب مصدره عواطفنا السخية الندية والقابلة لانفجار أيضاً …

أما حكومتنا الغبية التي تشتكي شعوبها لرئيس مجلس الأمن ما هو إلا دلالة على (خوفها المرعب ) أو قلة حيلتها وعدم فهمها للسياسة ومهام المنظمات الدولية وتعاملهم الأرعن مع هذه المنظمات دون وعي فمن الغباء بمكان أن تشتكي الحكومة سرقة طبق هوائي وتكسير زجاج عربة

شرطة … يعني ببساطة أنها تقول للمنظمة الدولية نحن بلدنا ( في السهلة ) ولا نملك مؤسسات ولاحتى (شرطة ) إذا أنها غير قادرة على حماية نفسها و ممتلكاتها أليس من الغريب أن تكون شكواكم لحماية الشرطة وممتلكاتها !`
ابسط شئ إن كنتم لا تعرفون السياسة والمنظمات (ما سمعتوا الغناء السوداني)
وأغنية النعام آدم

*فاوضني بلا زعل*
واهم شئ (بلا زعل) هذه ومن غير خباثة أو خيانة وأجندة خفية أو (كيزان ) السليم منها و (المطرقع) وعودة الجيش للثكنات.. .

واستيعاب مفردات الأغنية من الأهمية بمكان فليس المطلوب المفاوضة (بلا زعل) فقط بل :
*فاوضني بلا زعل*
*يا أخي*
*طمني انا عندي ظن*

في مقطع هذه الأغنية نجد أنها وضعت تبسيط كبير لشروط التفاوض :

1- التفاوض باخوة
2- التفاوض دون غضب
3- التفاوض دون ظنون
4- التفاوض بطمأنينة

الاخبار في الميديا هذه الأيام تحمل بُشريات نتمنى أن تتوفر هذه الشروط و ( كل زول يعرف محلو وين )
واحذروا *( شيال الخبر )* أينما حل حتى يتمتع أهلنا وينتعش اقتصادنا كما كان في *( زمن الشيك اب جمل )*
او كما تغني المرحوم النعام آدم

*ياسلام يا الشيك اب جمل*
*يا بلاك ماتم الأمل*
*متين حبيبي لي يصل*
*وينقطع جياب الخبر*

وهذه الأغنية على إيقاع الدليب في شمال السودان عند أهلنا الشايقية الا أنها حافظت على رونقها رغم اختفاء كل مظاهر الحياة الجميلة في السودان السكة حديد و (كشاف القطر ) و ( الشيك اب جمل ) التي تحتاج الشرح

للأجيال الجديدة رغم أن الأغنية أعادت لها الحياة (هدي عربي) وقبلها ( ابن البادية ) مما يدل على حياتها رغم موت كل المظاهر الحب والجمال التي حوتها بكلماتها البسيطة…
*اه انا ( السودان) المعلعل*
*داير اموت ما تم الأجل*
*متين حبيبي لي يصل*
*وينقطع جياب الخبر*

وقد أجريت تعديلا بوضع كلمة (السودان) مكان مفردة ( المرضان) تيمناً بوصول الحبيب أو ( الحل المنتظر ) الذي تعج به الأسافير هذه الأيام
ونتمنى أن يقطف السودان كل خياراته بنفسه وتعود عليه أيام الخير والجمال
( انتهي المقال)

هكذا كانت امالنا كبيرة في مفاوضات ماقبل الحرب التي كدنا ان نجني ثمارها لو لا (خبثاء رمضان) وافطاراتهم وتجهيزهم لهذه الحرب وقتلهم (التفاوض) وخروجهم (بالتفويض) بعد عام من القتل والنهب والدماء والدمار وتشريد الشعب الغلبان (راجي الامل)

 

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى