مقالات

محمد طلب يكتب : القوالات في الأغنية السودانية (10) الاخيرة

 محمد طلب يكتب : القوالات في الأغنية السودانية (10) الاخيرة

 

في بداية هذا المقال نعيد عليكم ما ابتدرنا به هذه السلسلة من المقالات:-

( دائماً أكرر أن الأغنية السودانية سجل تاريخي عظيم لحياتنا لم نُخضِعه للدراسة المتعمقة و أظن أنه مدخل و بوابة كبيرة لمعرفة بعض التفاصيل و السمات العامة عن الشخصية السودانية و كثير من التفاصيل المتعلقة بها في جوانب تم التطرق لها في الاغاني تفصيلاً والتي غالباً

تتعلق بالعلاقات الإنسانية وقصص الحب والغرام التي يبدأ منها تكوين المجتمعات أو ربما تمثل فشلاً بعد بداية جيدة نتيجة خلل مجتمعي أو سوء فهم لطبيعة العلاقات بين الجنسين وما الي ذلك)

ورغم أننا بهذا المقال نكون قد أكملنا مقالات بعدد اصابع اليدين وفتحنا الباب لمن اراد من أهل التخصص و كأننا نقول (حبابكم عشرة )
بكلتا اليدين و اصابعهما العشرة مع التبسم في وجوهكم

و رغم أن بعض المتابعين يصرون أن أواصل في هذا الباب و البريد كل يوم يحمل عدداً مقدراً من الرسائل لكني رأيت أن اختم بأغنية الفنان الطيب عبد الله

المبتدرة ب *(قالوا لي انساهو)* أي أن بدايتها (قوالة امها بت عم ابوها) و خبراء استراتحية (القوالات) دائما يحملون (قوالاتهم) بمبرراتها ومحاولات الاقناع المعدة مسبقاً بترتيب مدروس لتحقق الهدف مثلاً:-

*قالوا لي أنساهو ..*
*و امسح من خيالك ذكرياتو*
*وانسى كل الماضي .. وابعد عن طريقو وعن حياتو*

والسؤال المتوقع (لي شنو يا ناس؟؟ مالكم في شنو ؟؟؟؟ نعل ماف عوجة؟؟)
و مثل ذلك من استفهامات والرد عليها طبعاً جاهز و مرتب ترتيباً جيداً للإقناع :-

*فات و خلاك للزمن*
*ضاعت آمالك سداً*
*ليه تحن من تاني .. ليه تفكر في صلاتو*

و أمر (القوالات) وصُنع الخراب وتدمير العلاقات يمكن إسقاطه علي كل حياتنا السودانية في كل المجالات علي اختلافها والهدف واحد هو خلق الفرقة والشتات (حاسدين واللا بغرانين ) ؟؟..لا ادري… وما عليك عزيزي

القارئ سوي الإسقاط علي (ما او من) شئت في محيطك و ستري النتيجة و تكاد لا تخلو أي علاقة من هذا الأمر حتي بين الأهل والاقارب والاصدقاء و حتي علي مستوي الشراكات والاختلافات

إلا أن الشاعر في هذا النص تراجع وتذكر تلك السنوات الجميلة التي عاشها في هناء وسرور مع الحبيب وهذا ما خشيه القادة الخبراء في استراتجية (القوالات) وحذروا منه في البداية لكن الذكريات تصر أن تطل برأسها فقال :-

*السنين العشت فيها معاك هنايا*
*أقوى من قول العوازل واسمى من كلمة وشايا*
*لو خلاص قلبك نسى الأيام معايا*
*برضي راضي .. في الغرام كم من ضحايا*
*بس تأكد يا حبيبي .. إنو حبك في دمايا*

يبدو أن خبراء (السواطة) لعبوا مع الطرفين مدعين حبهم وخوفهم كي ينالوا مرادهم و يحققوا اهدافهم فتجد المستهدف مقتنعاً بما حدث دون صراع و ربما يجد في تبريره و حديثه للناس سلوي (الناس بتاعين القولات ذاااتم) فيقول :-

*بالأمل صبرت قلبي .. وعشت في دنيا الأماني*
*أهدهد الشوق بين ضلوعي واترجم الآلام أغاني*
*أروي للناس سر عذابي .. واحكي ليهم ما شجاني*
*لا نفع دمعي السكبتو .. ولا شفع عندك حناني*

هكذا حياتنا وعلاقاتنا وتفريطنا وعدم حرصنا علي الاشياء والاحياء وكل ما و من نحب رغم كل ادعاءتنا بعدم التفريط ودائماً نخلق (شماعة ) من العدم لنعلق عليها خيباتنا والفشل الذريع
ونغني:-

*الغريب عن وطنو مهما طال غيابو*
*مصيرو يرجع تاني لاهلو وصحابو*

سلام
محمد طلب

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى