محمد طلب يكتب : الخرطوم بدونك
محمد طلب يكتب : الخرطوم بدونك
كتب الشاعر السر عثمان الطيب في السنوات التي كانت فيها الخرطوم (مدينة) اغنية حزينة علي ايقاع الدليب صور فيها بكاء المدينة الحزينةعلي فراق الحسناء قائلاً
*الخرطوم بدونك ضهباني تفتش لي واحات عيونك*
وتغنت بهذه الاغنية الفنانة الراقية المعتزلة حنان النيل بصوتها الدافئ الجميل فخرجت الاغنية هادئة ومشبعة بنبرة حزينة تتوافق والكلمات الباكية ذلك الفراق
ياتري كم يساوي هذا الحزن امام ما آلت اليه احوال الخرطوم نفسها والتي ترجم حزنها ذات يوم السر عثمان الطيب علي فراق مظهر من مظاهر الجمال بها فاضحت
*ضهبانى وتفتش لى واحات عيونك*
*تاهت فى الهجاير باهت لون جبينا*
*تتلفت تعاين مالى الشوق عيونا*
*تتعشم تصادفك نظراتا الحزينه*
*تصهر بين زحاما وتصبح ما مدينة*
هاهي الان قد اضحت (ما مدينة) يا تري ماذا يقول الشاعر وهو يري الدماء في كل شوارع الخرطوم وكل مظاهر الجمال لا وجود لها الان والجثث والدمار قد حل محل الامن والاطمئنان…
الخرطوم الان تنتحب علي كل اهلها الذين تركوها طالبين الامن والسلام وهدمت البيوت علي رؤوس اهلها بعد ان سرقوها ونهبوها في نهار حزين فاستشهد منهم من استشهد وفر من جحيمها من فر وقتل من قتل ودفن
بعض اهلها داخل منازلهم وبعضهم الاخر لم يجد من يدفنه حتي تحللت الجثث وتركوها للطيور الجارحة والفئران والهوام والحشرات(يجرجر فوقا صقير وحدي) فاضحت الخرطوم دون اعلها خراب وبؤس .. يدوي في
ارضها صوت الرصاص ويحلق في سمائها دخان الموت و الدمار واصبح (دعمهم السريع) في حرب اقتلاع (عيونه)
يشكل في الخرطوم (الدم السريع) في حين و(الدعم السري)في حين اخر و(الدم السري) في في نهاية المطاف اذا تم اقتلاع تلك (العيون)
ولا ندري متي نعود لنغني مع السر عثمان الطيب وحنان النيل :
*الخُرطوم بدونك ضهبانى وتفتش لى واحات عيونك*
سلام
الخرطوم 26ابريل 2023
محمد طلب