محمد خبير يكتب هذا ما رأيت في أزرقنا…!!
محمد خبير يكتب هذا ما رأيت في أزرقنا…!!
لعمري رأيت حالة التدافع والتجاسر والإستنفار.. من كل الناس بمختلف سحناتهم وميولهم وتوجهاتهم.. ومشاربهم.. تركوا كل ذلك خلف ظهورهم.. بغية إغاثة الملهوف.. وإطعام جائعا من مخمصة.. وكل مسكين ذا مسغبة.. وسقوهم بكفوفهم حتى يكتفوا.. وكسوهم خشية ألا يجوعوا ولا يعروا..!
كانت ملحمة التلاحم الوطني.. والنفير الشعبي..!
رأيت الأمهات في بيوتنا يعوسن الكسرة بكل طيب نفس وبشاشة خدمة الإنسانية..! حقاً كانوا إخوانا في الإنسانية.. جاءوا خفافا وثقالا لتقديم يد العون والمساعدة..! الأسر في الأحياء يقدمون الأطعمة والمشروبات على المتضررين من الأحداث.. التطوع على قفا من يشيل..!
الناس في بلدي يصنعون الحب كلامهم بسام وصوتهم أنغام.. صدقت يا دسوقي.. دا السودان أرض السمر والنيل حضارة ممتدة..شالوا معانا الهم بالجملة..!
هذا الصراع القبلي في الإقليم فضح مؤامرات الساسة في بلدي الذين يقتاتون من هكذا توترات ونزاعات وأثبت أن السودانيين بمختلف لونياتهم وسحناتهم قادرون على إذابة جليد الخلافات المفتعلة والمختلقة من قبل مثيري الفتن والذين يبثون خطاب الكراهية بين المجتمعات بغية إشعال وإضرام النار وإثارة النعرات.. هاهو مجتمع النيل الأزرق يتجاسر فوق الجراحات ويبرئ الجراح ويخفف من وطأة الإحتراب..!
هذا التداعي المجتمعي الشعبي العفوي هزم خفافيش الظلام وسدد طعنة نجلاء في خاصرة طموحاتهم البغيضة وصاروا يتلاومون فيما بينهم وخاب فألهم
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
النيل يربطنا والتعايش السلمي هدفنا..!
محمد خبير 20/7/2022
