الأخبارالسودانالعالميةتقارير

محمد بن سلمان جعل ترامب يهتم بملف الحرب ..«حرب السودان».. واشنطن ” على الخط”..

محمد بن سلمان جعل ترامب يهتم بملف الحرب ..«حرب السودان».. واشنطن ” على الخط”..

 

الرئيس الأمريكي يتحدث عن حرب السودان للمرة الأولى…

ترامب اعترف بأن تسوية النزاع بالسودان لم تكن ضمن مخططاته..

الرئيس الأمريكي قال إن ولي العهد السعودي شرح لي الوضع بالسودان..

 

التحرك يؤكد ثقة واشنطن والخرطوم فى قدرة السعودية على حل الأزمة..

 

توجد فرصة عظيمة لوقف الحرب على أسس عادلة لصالح السودانيين..

 

تقرير : محمد جمال قندول

للمرة الأولى يتحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن حرب السودان، معلنا عن تدخله بعد حديث ولي العهد السعودي معه في هذا الشأن.

تصريحات ترامب التي جاءت على هامش مباحثات انعقاد منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي التي جرت بينه وبين محمد بن سلمان خلال زيارة الأخير للولايات المتحدة الأمريكية أحدثت تفاعلات كبيرة.

وكان دونالد ترامب قد ذكر في تصريحات صحفية بأن تسوية النزاع في السودان لم تكن ضمن مخططاته، لكن الأمير محمد بن سلمان جعله يهتم بذلك حسب قوله، مشيرًا إلى أن ولي العهد السعودي سيكون له دور قوي بالعمل على إنهاء ما يجري في السودان.

استثمار التحالفات

الرئيس الأمريكي قال إن ولي العهد السعودي شرح لي الوضع في السودان، وأن الأخير ذكر له بأن وقف الحرب هناك سيكون أعظم شيء تقوم به.

وتابع: قد بدأنا العمل على السودان بعد نصف ساعة من حديثه.

وكان رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان قد غرد متقدمًا بالشكر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

من جهتها، أعربت الحكومة عن ترحيبها بجهود المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية وذلك في إطار إحلال السلام العادل والمنصف في السودان، مؤكدة استعدادها للانخراط الجاد معهم من أجل تحقيق السلام.

وفي سؤال للكاتب السياسي والباحث في الإعلام التنموي د. إبراهيم شقلاوي حول تصريحات الرئيس الأمريكي ذكر بأن حديث ترامب يعكس تحولًا واضحًا في الموقف الأمريكي تجاه الحرب في السودان، حيث أصبح الدور السعودي بقيادة الأمير محمد بن سلمان محور اهتمام واشنطن، خصوصًا بعد المكالمة التي جمعت الأمير محمد بن سلمان بالرئيس البرهان والتي سبقت الزيارة، والتي تضمنت تفاهمات حول طبيعة النزاع وإمكانية العمل على مقاربة تتيح الحل.

وأشار محدّثي إلى أن هذا التحرك يؤكد ثقة واشنطن والخرطوم في قدرة السعودية على وضع آلية فعالة لتجفيف منابع السلاح ومواجهة الميليشيات، وإعادة ترتيب أولويات القوى الإقليمية والدولية لصالح الاستقرار، بجانب تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عقب اجتماعه مع وزير الخارجية السعودي على هامش اجتماعات مجموعة السبع، تمثل تحولًا واضحًا في الموقف الأمريكي، حيث أصبح الدور السعودي محور اهتمام واشنطن، في وقت بدأت فيه ثقة الولايات المتحدة بالإمارات تخضع لإعادة تقييم، بالنظر إلى ضلوعها المكشوف في دعم ميليشيا الدعم السريع التي تواجه احتمال التصنيف كمنظمة إرهابية.

وبحسب شقلاوي فإن هذا التحول يشير إلى أن الرياض باتت ينظر إليها كشريك أكثر موثوقية لتحقيق الاستقرار، وقادرة على قيادة مقاربة إقليمية شاملة لحل النزاع السوداني. كذلك هذه الخطوة أكدت ثقة واشنطن والخرطوم في قدرة السعودية على وضع آلية فعالة لتجفيف منابع السلاح ومواجهة الميليشيات وإعادة ترتيب أولويات القوى الإقليمية والدولية لصالح الاستقرار.

وتابع بأن المعطيات تشير إلى أن السعودية قد تدعو لتوسيع الرباعية الدولية لتضم قطر وتركيا، ما يفتح مجالًا لتنسيق أوسع وأكثر شمولية يضمن مشاركة كل الأطراف المؤثرة في المنطقة لتحقيق حل مستدام، وهو ما يعكس إدراكًا استراتيجيًا لطبيعة الأزمة السودانية كجزء من خريطة النفوذ في البحر الأحمر والقرن الإفريقي.

واختتم إبراهيم شقلاوي إفادته وقال إن التطورات تعطي الحكومة فرصة لاستعادة موقعها ضمن المعادلة الإقليمية والدولية، وتتيح لها استثمار التحالفات الدبلوماسية السعودية لتعزيز فرص السلام وفتح مسارات للتعاون العسكري والإنساني والسياسي، بما يدعم الاستقرار الداخلي ويحد من تمدد الميليشيات.

أكمل، هذه التحولات تؤكد أن الدبلوماسية الإقليمية الذكية يمكن أن تجذب اهتمام القوى الكبرى وتعيد ترتيب أولوياتها بما يخدم السلام والاستقرار المستدام.

الاختراق

وقوبل حديث الرئيس الأمريكي فيما يخص الشأن السوداني باهتمام واسع، إذ تم تداول تصريحات ترامب على نطاق واسع ومكثف لا سيما وإنها المرة الأولى التي يتحدث فيها الرجل مباشرة عن أزمة البلاد.

بدوره علّق الخبير في العلاقات الدولية د. نزار إبراهيم وقال بحسب الكرامة إن حكمة وصبر معالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة في قيادة معركة الكرامة بكل مناحيها العسكرية والسياسية والدبلوماسية وإدراكه لأهمية الموقع الجيوبوليتيكي للسودان وطبيعة هذا الصراع والاستهداف غير المسبوق على السودان حضارة، وشعبا، ومواردا، ووجودا.

ويواصل إبراهيم في معرض الطرح ويقول إن صبر رئيس مجلس السيادة وسعيه الحثيث لعدم قفل الباب على لاعبين أساسيين في هذا الصراع وأولها الولايات المتحدة الأمريكية وقيادته لدبلوماسية سرية راعت على فتح الباب للمصالح الأمريكية المشروعة عبر مفاوضات بتركيا ودول أخرى قادت لهذا الاختراق الحقيقي الذي قاده الأمير الملكي محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس وزراء المملكة العربية بالولايات المتحدة الأمريكية والذي شرح فيه تفصيلا طبيعة الصراع القائم في السودان وأهمية السودان كدولة ذات حضارة ضاربة في القدم والأهم أهمية مواردها لطبيعة التعاون الاستراتيجي السعودي الأمريكي في الطاقة، والمعادن، والغاز، وضرورة استقرارها ببعدها الجيوبوليتيكي لضمان تحقيق الاستراتيجية الاقتصادية للبلدين.

ويضيف د. نزار بأن تصريحات الرئيس ترامب جاءت من قبيل (أن ولي العهد السعودي شرح لي كل تاريخ السودان وتفاصيل الصراع)، وإنه قد بدأ مباشرة في التدخل في حل هذا الصراع.

ويرى نزار بأن هذه التطورات فرصة عظيمة لوقف هذه الحرب على أسس عادلة لصالح الشعب السوداني وحجم التضحيات الجسيمة التي قدمها وقدمتها قواته المسلحة والمشتركة والقوات النظامية الأخرى والمقاومة الشعبية، وعلى الحكومة أن تلتقط هذا القفاز بتكوين فريق عمل أمني، اقتصادي، سياسي رشيق، وبتفويض واسع يستطيع التعامل برشاقة وسرعة مع هذه التطورات المهمة والعاجلة، وضرورة ربطها ببرنامج متكامل لإعادة الإعمار، وبناء قدرات السودان الدفاعية والأمنية وتشبيكها مع المملكة العربية السعودية بما يعمق التشبيك الاقتصادي والأمني والاقتصادي عبر خطة استراتيجية مدروسة.

ويزور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان واشنطن منذ الثلاثاء في زيارة لا زالت مستمرة.

المصدر :  صحيفة الكرامة

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى