مقالات

محمد المختار عبد الرحمن يكتب : الراهن العبثى !!

(دليل عافية)

الراهن العبثى !!

محمد المختار عبد الرحمن 

وفقا لمعطيات اليوم لم تعد الحسابات مجدية ومعدل التغيرات العالى يربك المشهد فى كل الاتجاهات ويعطى قراءات خاطئة مهما كانت الدقة والتمحيص ، فالأسواق بها انفلاتات غير مسبوقة والمعروض من السلع فاقد لصلاحية الاستخدام والتدنى فى الخدمات الضرورية والمرتبطة بالحياة اليومية والوضع الأمنى وعودة الصراعات القبلية بهذه الصورة الضارية وسقوط الضحايا والقتلى ستكون له آثاره وأبعاده لأزمنة قادمة .

الأحداث والصراعات بدارفور كلما يتم الظن بأنها آخر الأحداث وآخر الصراعات تندلع مرة أخرى وبصورة أشد وأعنف ولم تعد الأخبار مخفية بل الاستعدادات معلنة وكذا الحشد والحشود ومن المفترض أن تكون معلومة ومعروفة للحكومة ولجنة أمن الولاية بل يجب أن تكون معلومة وإن لم تكن فتلك مصيبة ولا تعنى الا الدور المنقوص المطلوب من هذه الأجهزة مجتمعة أن تلعبه ولكنها تقاعست عن دورها المطلوب وتزايدت الشرارة الصغير لتضع الولاية فى هذا المأزق الكبير وترتد به الى الأيام السود الحالكات التى ضربت الولاية والاقليم ، ولكن من المفترض الا تغيب مثل هذه الارهاصات عن الأجهزة الأمنية وتقديراتها لما يمكن ان تجر اليه الولاية وتصنع بها أزمات تحرق الاخضر واليابس.

الحزم الأمنى والضرب بيد من حديد على التفلت والمتفلتين أمر مطلوب ولكنه ليس العلاج لمثل هذه القضايا المتفشية فى أوساطنا والميول دوما للحلول السطحية باقامة مؤتمرات صلح ترتد وتنتكس قبل أن يجف مدادها ويتكررالحال فكلما أطفأت فى موقع اندلعت فى موقع آخر فالى متى تستمر هذه المحرقة التى نخرت بقوة فى عصب الولاية وهناك الكثير من الأزمات المزمنة التى تقف الحكومة أمامها عاجزة عن فعل شىء،  وبانفجار الصراعات الأخيرة وبصورتها الحادة التى برزت بها والاستقطاب الداخلى والخارجى للدفع بالمزيد من الاحتراق سيقود مجتمع الولاية الى تضييق فرص الحياة بأمن واستقرار خاصة وأن الخريف مقبل علينا وموسمه موسم الزراعة وحركة البادية من الجنوب للشمال ، ووفقا لما نراه على أرض الواقع كيف للبادية هذا العام ان تكون حركة مسارها وسيرها من المخارف للمصايف والموسم الزراعى والولاية هى ولاية الزراعة هل يستطيع المزارعون من حرث وزراعة مزارعهم هذا دون الاشارة الى عدم الاستعدادات الرسمية للموسم الزراعى بتوفير التقاوى والاسمدة والوقود فإن كانت هذه فى متناول اليد فكيف بالأمن وغيابه؟!

الولاية بهذا الحدث تتوقف فيها كل عمليات ومشاريع التنمية على قلتها وتنشغل بالوضع الأمنى وهذه واحدة من سلبيات الصراعات التى انهكت الولاية وأقعدت بها ، والرأى العام يوجه اشارات اللوم لحكومة الولاية وعدم تفاعلها الجيد مع الحدث منذ بواكيره الغير خافية والأصابع تشير الى عدم الجدية الفاعلة فى علاج هذه المسألة واليوم الذى سبق الحادث حكومة الولاية فى مضمار سباق الخيل والجيوش القبلية يتم تجييشها وتشوينها واعدادها ، كيف يعقل للوالى ان استطاب له المقام والجلوس لساعات فى مشاهدة الخيل وسباقاتها وولايته تغلى كالمرجل وحتى الأمن الداخلى بالمدينة هش وضعيف تكثر فيه جرائم الكسر والنهب والقتل ، كيف يعقل للوالى فى مثل هكذا ظروف أن تغمض له عين ناهيك عن متابعة الخيول فى مضمار السباقات؟! .

الواقع يقول أن هناك خللا فى الولاية أو أن الولاية غلبت القائمين على أمرها ولذلك تشهد هذا التردى والتراجع ، ويقينا منى أن الأمر ليس فى الامكانيات والقدرات المالية فجنوب دارفور تعد الولاية الثانية بعد الخرطوم بامكانياتها المالية والمادية ومواردها الذاتية ولكن يبدوا انها لم تحظى بمن يوظفها التوظيف الأمثل ليصنع منها جنة على الأرض ، جنوب دارفور وحاضرتها نيالا بلا كهرباء وبلا مياه فكيف لا يتقاتل اهاليها فى اطرافها وتدور بينهم الصراعات ، لم يعد السكوت ودفن الرؤوس فى الرمال عن القضايا الاساسية بالولاية بالأمر المحمود ، بل بات الجهر والحديث عن وحول ذلك من أولويات الامور .

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى