محمد الماحي رحمة الله يكتب : من خدع الامارات ؟
محمد الماحي رحمة الله يكتب : من خدع الامارات ؟
تصريحات الفريق ياسر العطا وجدت جدل واسع في الوسط السياسي بالبلاد وخاصة تلك التي استهدف بها دولة الأمارات مباشرة لدعمها تمرد (ال دقلو ) وظل يكررها في كل لقاء للفريق العطا وبرغم الانتقادات لهذه
التصريحات من البعض نجد أن هناك ارتياح واسع لها من الذين أُخرجوا من ديارهم بغير حق وسرقت ممتلكاتهم وكذلك تلك القرى التي هُجر اهلها بغير حق و المواطنين بأم درمان الذين يتم (تدوين) المناطق الآمنة التي
يتواجدون بها بالدانات يوميا والتي تقتل النساء والأطفال والرجال وهذه الممارسات تؤكد ان للذين يمارسون القتل والنهب يفتقدون قواعد القتال في الحروب وهذا يعود لطبيعتهم فهم شتات لاوطن ولادين لهم
تصريحات العطا ورغم الخلاف حولها ولكنها بالتأكيد تأتي من قائد في ميدان المعركة وهو كذلك يتحدث ( بلسان) المدافعين عن الأرض وهم يحملون البندقية مقدمين أرواحهم في سبيل ذلك
ولابد لنا النظر الى الحرب في السودان بعين ثاقبة وللاحداث والمتغيرات منذ بدايتها حيث شهدت تحولات كثيرة ومتقلبة حتى في الأسباب التي ادت إلى اشعالها من اليةم الاول لبدايتها و تبقى تصريحات قائد التمرد حميدتي في أول مقابلة له في وسائط الاعلام عند اندلاع
الحرب حيث قال إنهم (سيقبضون) على البرهان وبهذه العبارة الواضحة لكل متابع وفي ذات اللقاء اكد أنهم (يسيطرون) على الوضع تماما و ليس أمام البرهان إلا، الاستسلام لان الدعم السريع كسب المعركة من الساعات
الاولى نعم هذا ما قاله حميدتي و هذا يعني بوضوح أن السبب من قيام الحرب هو الانقلاب على حكومة البرهان ثم تعددت الأسباب بعد فشل مخطط القبض على البرهان وتحولت للقضاء على الفلول والكيزان (بكسر الكاف)
وتارة أخرى القضاء على دولة (٥٦) وغيرها من (الحجج) الخاوية مثل( جلب) الديمقراطية وغيرها
ولكن يبقى السؤال المهم كيف دخلت دولة الإمارات الصديق الدائم للشعب السوداني في هذا الصراع؟
نجد أن الإمارات لم تدخل في هذا الصراع من نفسها ولكنها ارادت لعب دور في التحول الذي شهده السودان بعد سقوط الإنقاذ وكلنا يعلم بالمباحثات التي اجريت في اثيوبيا ثم الامارات وهذا بعد التغيير مباشرة نعم ذهب اهل الحرية والتغيير للإمارات ومن هنا يبدأ التدخل
الامارتي علنا في الشأن السوداني بعد ان كان(خفي) قبل التغيير ممثل في شخص طه الحسين مدير مكتب الرئيس البشير الا ان هناك ايادٍ أمسكت بملف التغيير وقدمت بل واقنعت دولة الامارات بشخصيات ليس لها تأثير على(الأغلبية) في الشارع السوداني بل هم استفادوا
من الصراع حول شخصيات تم بناؤها لتقوم بادوار لصالح مجموعة صلاح قوش والمنافس له طه الحسين مدير مكتب الرئيس البشير المتهم (بالعمالة والتاخبر)وكسب الاخير الجولة ومن هنا وجدت تلك الشخصيات هذا الزخم الكبير الذي لعبت فيه الغرف الاعلامية دورا مؤثرا
في صناعة تلك المجموعة التي اصبحت قائدة لتغيير ومن قبل هذا كانت (الخدعة) حيث عملت تلك الغرف في تقديم حميدتي كرجل له جذور ضاربة في الادارة الاهلية بالسودان وتحسين صورته كرجل دولة واخفاء تاريخه
وسمعته السابقة في دارفور والتي جاء لها في عام (1984)وهو ابن الست سنوات كما يعلم ذلك الكثير من الشخصيات ذات المعرفة والصلة بالمنطقة ولقد أشار حاكم إقليم دارفور مناوي لهذا في تصريحاته الأخيرة وقال فيها(ان من اشعلوا الحرب دخلوا السودان صدفة
وجاءوا للسلطة صدفة ٠٠٠٠٠الخ) ومن هنا يأتي السؤال من الذي خدع الأمارات؟ وقدم لها اشخاص باوزان خفيفة حديثي عهد بالسياسة تنقصهم الخبرة و مقدراتهم لا تستطيع اقناع قاعدتها الحزبية فكيف تستطيع اقناع السواد الاعظم من الشعب السوداني؟
والواضح ان إهتمام دولة الامارات جاء من بتقارير وهمية لتلك الشخصيات التي وجدت (الزخم) الاعلامي الذي (صنع) لها إلا أن الأيام اثبتت غير ذلك
ونجد ان الذين قدموا تلك الشخصيات أرادوا تحقيق مكاسب شخصية لهم اولاً مع امتلاك القرار على
الشخصيات التي تم تقديمها وكان لهم ما أرادوا حيث أصبح شخص واحد مقرب لديوان الملكي ونال رضا الملوك والامراء ولكنه غاب عن الوجدان السوداني وغاب معه هولاء الذين اصبح صراخهم من خارج البلاد وهم
مختبؤن حتى في الدول التي يتواجدون بها هم الان وهذا دليل على (ضعفهم) لدى الرآي العام السوداني فهل تراجع دولةالامارات موقفها من الأحداث الجارية والدامية في السودان وتراجع قياس الرآي العام لدى الشعب السوداني بدقة
هل من عودة هل؟
Wdalmahi10@gmail.com