مقالات

محمد احمد مبروك يكتب: يا أخواننا والله زهجنا !!

سطور ملونة

يا أخواننا والله زهجنا !!

بلغ بالناس الضيق منتهاه . وسبب الضيق ليس هو الأعراض المؤلمة وربما القاتلة التي يرزحون تحتها إنما الضيق الذي اوصل الناس مرحلة قريبة من الغليان هو أنهم يعرفون ماهو المرض وماهو علاجه لكن الدولة تحجم عن الإقدام على العلاج ..
أنظر إلى فداحة الأعراض ودرجة إيلامها :
المعيشة تردت ، وانهارت الخدمات ، وإستشرى الغلاء الطاحن ، وتردت أوضاع الأمن حتى لم يعد المواطن يأمن على نفسه أو ماله أو عرضه في ليل أو نهار . وإنتشرت الجريمة المنظمة ، وظهرت عصابات للإجرام ، وفتكت المخدرات بالشباب ، وانهار نظام السوق بانهيار العملة وتعطيل الإنتاج . وأصبحت البلد نهبا للمهربين والمخربين ، والعملاء المجاهرين بعمالتهم ، والسفارات التي لم تعد تستحي من إعلان التدخل في أخص شؤوننا الداخلية .
في نفس الوقت لم يعد معروفا بالضبط هل هناك دولة تحكمنا أم لا .. ومن هم الوزراء والولاة وهل مازال المعينون يؤدون القسم .. وماهي مرجعيات الحكام والنسق الذي يضمهم ، وعجز الكثير من مرافق الدولة عن القيام بأبسط واجباته ، وتم تكوين لجنة لتمارس أبشع أنواع الفساد وهو لجنة إزالة التمكين .
نعم كل هذه مجرد أعراض .. لكن ماهو المرض الحقيقي ؟
لا شك أن الدولة مسئولة عن كل هذا ، ولن نقول لو أن دابة عثرت بأقصى القضارف لسئل عنها مجلس السيادة . لكن الذي زهجنا وأوصل (روحنا راس نخرتنا) هو ماذا ينتظر مجلس السيادة ؟ وماذا تنتظر قيادة القوات المسلحة لتضع البلاد في المسار الصحيح ؟.
لانتهم جيشنا بأنه جزء من المؤامرة على السودان ، الرامية لإضعافه وتفكيك بنياته الأساسية ، ومن ثم تمزيقه والهيمنة عليه بعد تقطيعه . لكننا نعجب أشد العجب ماذا تنتظر السلطة السيادية لإعادة الأوضاع إلى نصابها الصحيح ..؟
السلطة الٱن في يدهم بالكامل ، ويدهم مطلقة في إتخاذ القرارات الحازمة .. والشارع لا يؤيدهم فقط بل ينتظرهم .. والأحزاب الخبيثة والمأجورون والعملاء وصلوا مرحلة التٱكل الحقيقي ، وخبا بريقهم ، وزال تأثيرهم الخادع للشباب الذين انتبهوا إلى أنهم كانوا مستغلين ، ووقعوا تحت طائلة التضليل وغسل الدماغ وإدمان المخدرات وإفساد الإخلاق .. ولم تعد مظاهرة هزيلة تهم أحدا حتى لو وصلت محيط القصر ..
أيضا لم تعد المواقف الدولية من دول الإستبداد العالمي وأذنابهم من الدول التي إستأسدت علينا مؤخرا لم تعد هي نفس المواقف . بل إنهم الٱن لم يعد السودان يهمهم بنفس الدرجة ، واكتشفوا أن خطهم القديم سيؤدي إلى تقوية التيار الإسلامي الذي إن انتظم وعاد فسيعود قويا كاسحا ، لن يقف في طريقه شيء !!
يقولون بتكرار ممل : إنفاذ مهام المرحلة الإنتقالية ، وتكملة هياكل الدولة ، وحكومة الكفاءات .. سئمنا والله من ذلك . هذه المدة كافية لتدريب خريجين جدد ليكونوا (كفاءات) . وكافية لإرتقاء قضاة يصلحون لتكملة هيكل السلطة القضائية ، وكذلك لجنة الانتخابات وقانونها .
نسأل : بالله عليكم قولوا لنا انكم تشاورتم يوم كذا في حكومة الكفاءات وامتدت المشاورات حتى شهر كذا ولم نصل لنتيجة للأسباب الٱتية . وكذلك في كل ما يتكرر الوعد بإنجازه .
الناس ينتظرون أن يقوم رئيس مجلس السيادة بتشكيل حكومة ( أصبحنا نتشاءم من تعبير حكومة كفاءات ) حكومة رجال أقوياء نظيفين ، عسكريين ومدنيين ، وكذلك ولاة للولايات بنفس الطريقة ، وتحريك دولاب الدولة المتكامل بحزم وقوة دون تأثر بعويل الدول المعادية هذه ولا بصراخ عملائها في الداخل .
العلاج سلطة حازمة حاسمة قوية تحقق هيبة الدولة وتفرض سيادة القانون وتقود البلاد الى حكم رشيد بسلطة تأتي محمولة في صناديق انتخابات نظيفة ..
يا سعادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة السودانية ننتظر أن تتخذ (القرارات) الصحيحة بتشكيل الحكومة وتعيين الولاة وإكمال هيكل القضاء وسد الأبواب إلا باب الإستعداد للإنتخابات . حينها سيصفق لك الناس وسيهدأ بالهم بحكومة قوية تفرض القانون .
شواهد التاريخ سيدي تؤكد أن الحاكم الذي يتردد في تسيير الدولة بحزم يتسبب في إنهيارها . ويسقط هو موصوما بالتفريط في المسئولية … وهذا ما لا نتمناه بل نخشاه ولا نريده .
والمؤكد أن لصبر الناس حدود . فالأغلبية الصامتة الٱن إنما هي صامتة لأنها هي الأغلبية العاقلة الرشيدة ، التي وثقت فيك ، وتثق دائما في قواتنا المسلحة . نسأل الله أن لا يتغير موقفهم هذا ويتغير موقف السلطة السيادية بالخروج من هذه الحلقة المفرغة .

محمد أحمد مبروك

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى