محمد احمد مبروك يكتب : ولا شنو يا ابو هاجة ؟؟
سطور ملونة
ولا شنو يا ابو هاجة ؟؟
تصريح خطير مهم ادلى به المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة العميد الدكتور الطاهر أبو هاجة . وأهمية هذا الحديث لها وجهان :
الوجه الأول أن الرجل من المؤكد أنه لا يغرد خارج سرب رئيس مجلس السيادة ولا يعبر عن ذاته إنما من المؤكد أن هذا هو ما يعتمل في مكتب رئيس مجلس السيادة .
والوجه الثاني انه يعلن تحولا حقيقيا في منحى البرهان الذي كان يضع البيض كله في سلة قحت و الأحزاب اليائسة من صندوق الإنتخابات التي تلهث لتولى السلطة هكذا إعتباطا دون انتخابات . وتعمل بأخبث الوسائل لتعطيلها وإثارة الفوضى سعيا لأسقاط مجلس السيادة الإنتقالى وإخراج الجيش من إدارة الفترة الإنتقالية لفرض الأجندة الرامية لإبعاد القوي السودانية الحقيقية وعزلها عن . ومن المهم جدا النظر بدقة وبعين فاحصة في التصريح الذي أدلى به سعادة العميد أبوهاجة حيث قال:
إن مستقبل البلاد السياسي يرتكز بشكل أساسي على الخيارات الوطنية الخالصة النابعة من الإرادة الشعبية . وأن الفرصة لا زالت متاحة لأمتنا لتحكم صوت الحكمة والعقل وتركز على الحوار الشامل والحل النابع من رغبة السودانيين جميعا .
وأكد أن السودان للسودانيين ( والفي القدر بتجيبوا الإنتخابات ) ومن يريد أن بفرض أجندته السياسية خلال الفترة الإنتقالية يسبح عكس التيار ويعطل الحركة الديناميكية الطبيعية نحو الدولة المدنية والديمقراطية .
بثقة تامة يمكن القول أن برنامج البرهان أصبح محددا وواضحا ويتمثل في اربعة أركان :
* الركن الأول : بناء مستقبل البلاد السياسي وفق الخيارات الوطنية ( الخالصة ) . وهذا بالتأكيد العزم على وقف التدخل الخارجي في الشأن الداخلي للسودان مما يبشر بمواقف حازمة من أصابع المخابرات المعادية التي عاثت في ساحتنا السياسية فسادا وتخريبا بشكل مباشر أو عبر عملائها الماجورين .
* الركن الثاني : اعتبار الحوار الشامل هو الٱلية الوحيدة للوصول الى حل يلبي رغبة السودانيين . وتعني شمولية الحوار إشراك الجميع وفق قاعدة توسيع المشاركة وعدم الإنصياع للأحزاب اليائسة الصارخة التي رفضت دعوة الجيش وقيادته وقائده إلى تصحيح المسار وتوسيع قاعدة المشاركة واعتبرته إنقلابا أثارت بموجبه العالم كله في مناحة تنعى الديمقراطية وتبكي على مدنية السلطة . وهي في الحقيقة استشعرت خطر هذا التوجه الذي سيدخل في المشاركة قوى سياسية ذات ثقل ووزن جماهيري وهي في مجملها الممثل الحقيقي للشعب السوداني . حينها لن يكون للأحزاب اليائسة البائسة الحق فى تولى السلطة أو الحق في تحديد من يسمح له بالمشاركة ومن يمنع . وستكون جزئية ضئيلة جدا حسب وزنها الحقيقي .
* الركن الثالث : أجلى تصريحه بشكل قاطع أن المغراف الوحيد من قدر ( بكسر القاف ) السلطة هو الانتخابات ولا شيء سواها . وهنا تتأكد جدية السلطة السيادية بالمضي قدما نحو انتخابات إنفاذا لمتطلبات الفترة الإنتقالية ووفاءا من القوات المسلحة للأمانة التي تسلمتها يوم أسقطت سلطة البشير . وتحقيقا لمطلب الشعب بدولة مدنية تقوم بنهج ديمقراطي سليم عبر انتخابات نظيفة .
* الركن الرابع أنه لن يسمح بتحويل الفترة الإنتقالية إلى غاية ونهاية . ولن يسمح لأحد أن يفرض أجندته السياسية خلالها . وأن ذلك سباحة عكس التيار ومحاولة لتعطيل المسيرة الديمقراطية الهادفة لإقامة دولة مدنية وفق الإرادة التي تمثل الشعب تمثيلا حقيقيا .
هذا برنامج يجد دون شك سندا وتدعمه الأغلبية الغالبة لأنه عبر عنها وقرر أن يلبي مطلوباتها بشكل حقيقي جاد دون تهريج المهرجين أو صراخ اليائسين أو الأجندات القذرة المنغمسة في العمالة وخيانة الوطن .
ولا شنو يا ابو هاجة ؟؟
محمد أحمد مبروك