مقالات

محمد احمد مبروك يكتب : هل تعقل انتخأبات بلا أحزاب ؟!!!!

سطور ملونة

هل تعقل انتخأبات بلا أحزاب ؟!!!!

اخشي ما يخشاه العقلعاء أن تجرى إنتخابات ونحن على مانحن فيه الٱن لأنها ستفضي إلى حكومة فاشلة سرعان ما تسقط بإنقلاب أو ثورة غاضبين . فالأحزاب التي تملأ الدنيا ضجيجا الٱن من اليمين أو اليسار أو القديمة المتهالكة أو المستحدثة شيطانية النبت كلها أحزاب تفتقر إلى صحة التكوين ؛ وهي خاوية من المحتوي ولا تملك أدنى المقومات لخوض الإنتخابات أو للحكم .
الحزب ليس تصديقا حكوميا ولافتة على مبنى وهيكلا فيه رئيس وامناء أمانات وسكرتاريات ؛ فالديمقراطية ليست شكلا بلا محتوي .
فالأحزاب السودانية عبر تاريخنا أحزاب خاوية ؛ لا محتوي لها ولافكر ولا برامج ؛ لذلك سرعان ما تهوي وينهار نظام حكمها فيتلقفها إنقلاب عسكري يهلل له الناس ولا يذرفون دمعة على الديمقراطية التي إنهارت .
الإنتخابات لا تعني فقط أن يصطف الناس في طوابير ويدلوا بأصواتهم وتعد الأصوات ليفوز زيد أو عبيد ..
إنها أولا أحزاب لها مرجعيات فكرية تقوم عليها استراتيجياتها وتبنى وفقها برامجها . وتعني باديء ذي بدء مشاركة قاعدة عضويةالحزب في وضع أطروحاته وبرامجه وإجازتها . ومن ثم يطرح برامجه ليصوت الناس لهم .
لكن الأحزاب الحالية التي تطلب أن تحكم قبل الإنتخابات ودون تفويض ودون معيار يحدد وزنها والحصة التي تستحقها أو تطلب الحكم بإنتخابات ؛ يثور في وجهها سؤال صارخ ( دايرين تحكمونا ليه وبأي حق . ونصوت ليكم عشان عاوزين تعملوا لينا شنو ؟) .
الديمقراطية التي يتشدق بها الأدعياء الٱن من المعجبين بديمقراطية الغرب هي ديمقراطية تقوم على خمس ركائز أساسية :
الركيزة الأولى أحزاب مكتملة الأركان شكلا ومضمونا ؛ بمرجعية فكرية واستراتيجية وخطط وبرامج واطروحات للحكم ؛ وقاعدة جماهيرية تعى ما ذلك .
الركيزة الثانية : هي أن هناك ثوابت وطنية أساسية لا يسمح بالإقتراب منها ؛ وتعتبر خطوطا حمراء . فمثلا لا يناقش الحزب برنامج التسليح النووي او هيكلة الجيش ؛ او ثوابت العلاقات الخارجية او الأمن القومي للبلاد . بينما أحزابنا تتخطى كل ألوان الخطوط وتعيث فسادا بوعي وبدون وعي ؛ ولا تفصل بين وضعها في السلطة أو المعارضة .
فمثلا سواء أكان الحاكم الحزب الجمهوري أو الديمقراطي فإن المبعوث الأمريكي والمتفاوض بأسم الولايات المتحدة شخص من وزارة الخارجية الأمريكية أو من أجهزة الدولة المختصة أو من الجهاز التشريعي وليس بأي حال قوى الحرية والتغيير أو تجمع المهنيين . وكذلك كل الثوابت المتعلقة بسيادة الدولة .
الركيزة الثالثة : هي أن الإنتخابات تقوم أساسا على التنافس الشريف بين برامج الأحزاب السياسية وأطروحاتها لحل مشكلات البلاد . بحيث تطرح هذه البرامج على الناخبين بكل الوسائل وإجراء المناظرات بين الأحزاب والمرشحين داخل الأحزاب نفسها أو مع الأحزاب الأخري ليكون التصويت للبرامج وليس للأشخاص .
الركيزة الرابعة : هي أن الحزب الذي يخسر الإنتخابات ويتحول إلى المعارضة لا يتحول إلى عدو للدولة أو الحزب الحاكم او إلى عدو للوطن ويبوح بأسرار الدولة ويعمل على تعويق أداء الدولة نكاية بالحزب الحاكم .
لكنه يدعم أداء الدولة ويحفظ أسرارها ويستعد للإنتخابات القادم بنقد برامجه هو وتجويدها لتفوز في الإنتخابات القادمة .
الركيزة الخامسة هي قبول الٱخر وعدم السعي لإقصائه ورفض الهيمنة التي تمنع الٱخرين من أصحاب الرأي الٱخر من ممارسة حقهم في المشاركة والممارسة السياسية من مبدأ رفض الوصاية على الشعب وعلى تياراته الفكرية وترك الفصل في كل ذلك لصناديق الإقتراع التي يتحاشاها اليائسون من الفوز عن طريقها .
من دون ذلك لا تتشدقوا بالديمقراطية ولا تتحدثوا عن الإنتخابات ولا تملأوا ٱذاننا بالصراخ عن مدنية الدولة ( مدنياااااو ) ولا تزكموا أنوفنا بإطلاق ريح المحاصصات للمشاركة في الحكم .!!!

محمد أحمد مبروك

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى