مقالات

محمد احمد مبروك يكتب: هل أوشكت الخرطوم أن تنفجر ؟

سطور ملونة

هل أوشكت الخرطوم أن تنفجر ؟

نعم أوشكت الخرطوم أن تنفجر .. لا بل بدأت تنفجر فعلا .. انظر فقط حولك .. ماذا ترى ..
* ألا ترى حولك جيوش الحركات المسلحة تخنق الخرطوم من كل إتجاه ..
* ألا تراها في قلب الخرطوم على بعد أمتار من المطار ، ومن قيادة الجيش العامة ، وسلاح المدرعات ..
* ألم تر أن النهب لم يعد بالسكين ، إنما أصبح بالبنادق الأوتوماتيكية ، وراحلاتها عربات الدفع الرباعي التاتشر .
* ألم تلاحظ أن الناهبين لم يعودوا أفرادا إنما أصبحوا عصابات مسلحة ، وهي بدقة وحدات مقاتلة صغيرة .
* ألم تلاحظ أن تسعة طويلة تحولت من موتر واحد ألى حشود من المواتر ، فصارت تسعين طويلة ، ثم تسعمائة طويلة . وبدل الخطف والفرار أصبح النهب مسلحا وجهيرا .
* ألم تسمع تصريحات الشرطة والأمن ووحدات القوات المسلحة بضبط أسلحة (جيوش) نوعية مقاتلة ، منها المدفعية الثقيلة ، وقاذفات الصواريخ ، والمتفجرات ، ومدفعية الٱر بي جي ، والمدفعية المضادة للطائرات ، وعشرات ٱلاف البنادق الأوتوماتيكية كلاشنكوف وجيم 3 وجيم أربعة ، وٱلاف الطبنجات ..
* ألم تسمع بيانات الشرطة عن عمليات قتالية ضارية مع عصابات التهريب والمخدرات .
* ألم تسمع عن ضبطيات لتريليونات الجنيهات من فئات العملة المزورة .
* ألم تسمع عن الهجمات على مواقع البترول .
* ألم تسمع بطوفان المخدرات وموجات الإختطاف والنهب والإغتصاب في كل مكان وفي كل المناطق .
★ ماذا يعني ان تحتشد في عاصمة السودان كل هذه الجيوش المقاتلة الضارية ؟
★ إنها جيوش تكونت لتقاتل الدولة السودانية ، وهذه هي عقيدتها القتالية الأساسية ، وليست مثل القوات المسلحة السودانية عقيدتها القتالية الأساسية هي حماية أرض السودان ووحدة كيانه وأمنه .
وولاؤها ليس للوطن أو للدولة ، وهذا يعني ببساطة أن مزاج قياداتها هو الذي يحكم تحركها ، وليس ثوابت من قواعد الدولة أو قانونها . وهي بهذا يمكن أن تفعل أي شيء يراه مزاج هذا القائد ومواقفه وتقديره هو ، وليس تقديرات دولة تحكمها أجهزة .
★ وهي جيوش يمكن أن تتمرد على قيادتها وتطيح بها في أية لحظة ، وهذه طبيعة الجيوش التي تكونت وتربت لتقاتل الدولة ، فإذا تركت قيادتها القتال تمردت عليها والتفت حول قيادتها الميدانية المقاتلة . إنها جيوش ليس لديها صمام أمان !!
وقد شاهدنا ذلك تكرارا في الجنوب فما أن يتم التصالح مع إحدي الحركات المسلحة ويجلس قائدها على أحد كراسي الدولة تنسلخ منه خلف قيادتها الميدانية .
★ وهذا يعني بوضوح أن الإتفاق مع هذه القيادات لا يعني شيئا لأنها ببساطة شديدة يمكن ان تعزل وتنشأ قيادات جديدة ، ويتحول الإتفاق معها إلى صفر كبير .
★ والخطر الأعظم هو أن هذه الإتفاقات تمت مع حركات مسلحة جيوشها في أطراف البلاد ، وتواجهها القوات المسلحة هناك ، وإذا وقع معها قتال يكون خارج المدن في هذه الأطراف . لكنها الٱن في قلب الخرطوم . فإذا وقع معها قتال وهو متوقع ووشيك فإنه لن يكون خارج المدن ، إنما ستكون القيادة العامة ومواقع الجيش المختلفة وجامعة الخرطوم ودار الوثائق المركزية ومعمل أستاك المعمل القومي والسوق العربي والخرطوم شرق وأحياء العاصمة المثلثة كلها في مرمى بنادق ومدفعية هذه الجيوش .
★ أنظر الأحداث تتصاعد بشكل مخيف . وصحيح أن القوات النظامية كلها متأهبة ، وقادرة على مواجهة أي تخطيط يجري لتدمير عاصمة البلاد ، لكن الثمن سيكون فادحا ..
★ إن الخطوات التي قامت بها الدولة لحصر سلاح هذه الحركات لا تكفي ، طالما أنهاكانت موجودة في قلب العاصمة .
★ لماذا السماح لها أصلا بأن تكون جيوشا موجودة بكامل عتادها داخل الخرطوم ، بل لماذا السماح بوجودها أصلا بعد توقيع إتفاقات السلام .
★ لماذا لم تسرح هذه الجيوش او تدمج في القوات المسلحة ليطبق على مقاتليها قانون القوات المسلحة ، وتلزم بعقيدتها القتالية في حماية الوطن كله .
★ الأهم من ذلك أن الإستراتيجية الدولية التي تقود تنفيذها استخبارات دول الإستكبار العالمي فشلت في تحقيق أهدافها عبر إستغلال الشباب ، والركوب فوق شعارات ثورة ديسمبر . وهي أهداف معلومة ترمي لتفكيك القوات المسلحة ، وإحداث فوضى تدمر السودان ، وتمكن من الهيمنة عليه لإنشاء سودان علماني جديد ، توجه خيراته ومقدراته العالية ليدور في فلك النظام العالمي الأمريكي الجديد .
★ ومهم الإنتباه إلى أن الدولة السودانية نحت نحو استقلال القرار السياسي ، والتوجه نحو تكوين دولة ديمقراطية ، بانتخابات تفضي إلى تسنم القوي الوطنية الحقيقية سدة السلطة ، وفق مسلمات الشعب السوداني الراسخة . مما يسقط إلى الأبد الأحزاب المنغمسة في مستنقع العمالة الٱسن .
★ والتيارات اليسارية حارت أمريكا في لفظها أو التعامل معها .
لذلك لم يعد أمام هذه القوي الدولية خيار سوى أن تفجر السودان ، مستغلة القوى العميلة ، والقوى التي يئست من صناديق الإنتخابات ، والقوى الجهوية والعنصرية التي لم تحقق أهدافها عن طريق السلام .
★ إننا ندعو إلى توخي أعلى درجات الحذر ، وأن يلتف شعبنا حول دولته الموحدة ، وقواته المسلحة والدعم السريع وقواته النظامية من الشرطة وقوات الامن .
★ وندعو قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية إلى إتخاذ خطوة إستباقية حازمة وحاسمة ، تمنع حدوث الفوضى وتوقفها ، ولا تنتظر حدوثها لتواجهها ، تفاديا للخراب ، وصونا لدماء المواطنين العزل ، ودماء جنود قواتنا النظامية ، ودماء هؤلاء العملاء أنفسهم .

محمد أحمد مبروك

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى