محمد احمد مبروك يكتب : مطلوب قوة مفرطة
سطور ملونة
مطلوب قوة مفرطة
نعم نحن في حاجة لقوة مفرطة تمليها الفوضى المفرطة التي تشهدها بلادنا الٱن لتضع الامور في نصابها وتسوق البلاد في الطريق الصحيح .
وهذه القوة لا تتأتى إلا بقيادة تتوفر فيها صفات الجدية والصدق والأمانة والثبات والحزم الشديد .
قيادة تضع برنامجا متكاملا لحل مشكلة السودان في فترته الانتقالية والوصول به إلى انتخابات حرة نزيهة تتولد عنها سلطة تمثل الشعب وتملى إرادته وفق قانون متكامل حازم يلزم كل فرد وكيان أن لا تتخطى مطالباته حقوقه المشروعة وأن لا يتجاوز حدوده بالتعدي على الٱخرين أو إدعاء الوصاية على شعب السودان وانتحال صفة تمثيله دون وجه حق .
سلطة تجعل الجيش والشرطة وأجهزة أمن البلاد تقوم بواجبها بدقة وحزم دون تهاون ودون تجاوز لحدود القانون .
إن السماح بحرية التعبير لا تعني بأي حال السماح بتخريب المنشٱت العامة والخاصة . أو اغلاق الشوارع وحجر حرية المواطنين في التحرك وأداء عملهم .
وإن السماح بحرية التعبير لا تعطي الاجهزة الأمنية الحق في السماح لكائن من كان ومهما كانت النتائج وأكرر ( مهما كانت النتائج ) أن يروع أمان المجتمع بالتعدي والقتل والسلب والنهب .
وإن السماح بحرية التعبير لا تعطي قيادة الجيش الحق في السماح لفئة مهما كانت أن تفرض رؤيتها ولا تقبل التفاوض وتصر على استخدام القوة لفرضها متجاهلة تيار الشعب العريض .
وإذا كان واجب الجيش حماية الوطن وسلامة أرضه وتحقيق استقراره فإن ذلك سبيله واحد وهو الإنتخابات فليس للجيش ولا الفئات اليائسة التي تملأ الدنيا ضجيحا الٱن أن يحكموا ويتقاسموا السلطة بهذه الطريقة المتهافتة المخجلة حتى لا تتحول الفترة الانتقالية من وسيلة لنقل سلطة الحكم إلى غاية تحقق لليائسين من صناديق الانتخابات فرصة الحكم وفرصة تمديد الفترة الانتقالية .
وإن أوجب واجبات الجيش أن يتعامل بعدل كامل مع كل أفراد الشعب السوداني وتياراته الفكرية والسياسية ولا يتبنى رأي أي اتجاه أو يقف ضد أي اتجاه فهو جيش الشعب كله وعليه حمايتهم كلهم من التعدي على أرواحهم وكرامتهم وحقوقهم السياسية .
وليس للجيش الحق في التفريط في مسئوليته بأن ينقل السلطة للشعب عبر الانتخابات . وإذا كانت الفئات اليائسة متعجلة لتولى السلطة فليعجل لهم الجيش الانتخابات .
أمام قيادة الجيش الٱن أن تكون حازمة وتوقف الفوضى وتوجه الأحزاب بحزم أن تذهب للإستعداد للإنتخابات في تاريخها المحدد وأنها لن تحكم إلا بالفوز فيها ولن تشارك في إدارة الفترة الانتقالية دون غيرها من تيار الشعب العريض .
ويجب ان تفرض القانون على نفسها وغيرها لتجنب البلاد إزهاق الأرواح والخراب وتعطيل الإنتاج وتردي السلوك وانتشار المخدرات والفساد في المجتمع والمال والاخلاق .
وفوق هذا كله يجب أن تقوم بواجبها المقدس الأسمى في بتر أيدي المخابرات الأجنبية ووقف الهوان بالسماح لكل أنظمة العالم بالتدخل في شؤون السودان الداخلية ومنها للأسف دويلات كنا حتى الامس القريب نرسل لهم ماكينات تصوير المستندات ونعلمهم إعداد التقارير وكتابة الخطابات .
محمد أحمد مبروك