مقالات

محمد احمد مبروك يكتب: كلام تمام ابقوا قدرو يا أبوهاجة

سطور ملونة

كلام تمام ابقوا قدرو يا أبوهاجة

سئمنا ووصلت روحنا (راس نخرتنا) من كثرة خرائط الطريق والمبادرات ، ومقترحات الحلول للخروج من أزمتنا السياسية . ووصلنا مرحلة الدوار والغثيان من الدوامة التي نحن فيها .
عجبا والله انظر الى كل هذه المكونات : مجلس السيادة ، والأحزاب اليائسة في قوى الحرية والتغيير ، وتجمع المهنيين ، ولجان المقاومة ، والأحزاب التقليدية المتهالكة ، والمبعوثين الدوليين ، والوسطاء الافارقة والعرب ، وسفارات الدول من الداخل ، والحكومات المستكبرة من الخارج . كل هؤلاء خارج الأغلبية الصامتة !! عجبا ثم عجبا .. إذن من هم هؤلاء الأغلبية الصامتة التي لم يعد الإعتراف بها يتم من وراء حجاب إنما أصبح مما يجاهر به الجميع .
أنظر كلها تقول :
* لا بد من إيجاد حلول لأزمة السودان السياسية .
* تأكيد الإلتزام بالوثيقة الدستورية .
* ضرورة الوصول إلى حكم مدني ديمقراطي .
* حل مشكلات معيشة الناس وإزالة الضوائق التي باتت تخنق حلاقيمهم .
وانفجرت من بعد المبادرات ومقترحات الحلول من حمدوك ومجلس السيادة ومن التنظيمات والأحزاب ومن فولكر ومن الدول العربية والمنظمة الأفريقية والميرغني .. لكن كل هذه المبادرات تولد ميتة لأنها لم تشمل (الأغلبية الصامتة) . ومعلوم ان كل مبادرة من أحد هذه الأطراف ترفضها أطراف أخرى . ولم يوافق طرف على مبادرة ٱخر .. وبهذا تحولت إلى نشاط عبثي إلهائي لا يقود إلى شيء . فلم تحز إحداها قبول قاعدة شعبية كاسحة تلغي تأثير معارضيها .
لكن شيئا جديدا له بريق ظهر في حديث سعادة العميد أبو هاجة المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة . وهو من المؤكد يمثل رأي المجلس ورأي قائد الجيش . ولا يحتاج الأمر إلى قراءة بين السطور فقد وضع الرجل كل شيء جليا على السطور .
دعنا أولا نطالع ما قاله لوكالة الدولة الرسمية (سونا) حيث أن حديث أبو هاجة يحوي نقاط محددة :
* أن البلاد عاشت واقعا مأزوما الفترة الماضية .
* أن هناك أغلبية صامتة .
* أن الأغلبية الصامتة تأذت من الفوضى والهمجية السياسية .
* أن التظاهرات والتروس شلت الحياة وعطلت مسيرة البلاد السياسية والإقتصادية .
* أن هناك مجموعة صغيرة تثير الفتن وتعطل مسيرة الحياة .
* أن هناك قوى شريرة ما زالت تبث سمومه وتعمل على خنق البلاد ولا تريد وفاقا ولا إستقرارا ولا أمنا للبلاد .
وخلص إلى تشكيل واقع سياسي جديد يشمل :
* استيعاب المبادرات السابقة .
* تكملة هياكل الدولة بما فيها مفوضية الإنتخابات .
* تشكيل حكومة بكوادر (خلاقة) _ الحمد لله لم يسمها حكومة كفاءات فقد أصبحنا نتشاءم من هذه الصفة .
* إعطاء الأغلبية الصامتة والقوى الوطنية الفرصة لرسم المشهد القادم وعدم (إقصاء أي جهة) !!!!
نعم هذا هو مربط الفرس .
من المؤكد أن مجلس السيادة قد عرف من هي هذه الأغلبية الصامتة ..
دعنا نقول أنه باستبعاد الكيانات الطافية على سطح الزبد السياسي السائد الان تتبقى كيانات محددة حتى لو لم تندرج تحت مسميات :
* أكبر هذه الكيانات الإسلاميين الذين منهم أتباع الطرق الصوفية كأكبر كيان ثم (الإسلاميين) الذين كانوا يمثلون مكون الإنقاذ في عهدها الأول والذين انسلخ أغلبهم عنها حتي قبل الإنقسام الشهير . وكذلك كل حملة فكر ما يسمى الإسلام السياسي . ولا أعني بالطبع الذين كانت لهم ممارسات فاسدة على عهد نظام البشير . وهؤلاء أمرهم متروك للقانون . ولا يعقل وليس من العدل ان يعمم الحكم على كل الإسلاميين لأن هذا يعتبر حجرا للفكر .
* وهناك قطاع عريض غير منضوين تحت راية فكرية ولهم طموحات في حياة كريمة ودولة ديمقراطية تسودها الحرية والعدالة ويعمرها الرخاء .
* وهناك الشباب غير المؤدلجين الذين يطمحون إلى برامج رشيدة تحقق لهم المستقبل المشرق .
نعم يا سعادة المستشار إذا تحول هذا الحديث القيم إلى برنامج محدد وصدرت به قرارات فورية فهو من المؤكد حل حقيقي لأزمة السودان السياسية .
وهذا يستدعي :
★ وقف أي تدخل أجنبي في شؤوننا الداخلية وبحزم .
★ العمل بدون مواربة في إشراك القوى الوطنية التي تمثل هذه الأغلبية الوطنية دون خوف من صياح المزايدات الساعية لشيطنة القوات المسلحة أو الإستماع للدعوات الإقصائية التي تسعى لإستبعاد القوى ذات الوزن الحقيقي .
★ إتباع القول العمل والبيان بالعمل دون إبطاء .. دون إبطاء .. دون إبطاء .
★ عدم الإستماع باية درجة للذين يريدون إلغاء دور القوات المسلحة في حماية أمن الوطن بالصراخ بأن تنزوي في الثكنات دون أن تحقق للبلاد حكما رشيدا .

محمد أحمد مبروك

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى