مقالات

محمد احمد مبروك يكتب : طفل يتيم شتم البرهان !!

محمد احمد مبروك يكتب : طفل يتيم شتم البرهان !!

لا ألوم البرهان قائد معركة الكرامة الذي قاد السودان في أصعب ظرف مر به عبر التاريخ .. فهذا رجل كبير جداً وأكبر من سفساف الأمور وصغائرها ..
لكنني ألوم من كان في إدارة موضوع الطفل الذي شتم البرهان فالبرهان ربما لم يسمع بالموضوع أصلا ومؤكد اأنه لا توغر صدره الكبير شتيمة طفل ..

الطفل فراس بابكر علي حدث صغير عمره ما زال طفلا . يتيم رحل ابوه عن الفانية وتركه في كنف أمه ، لم تلجمه التجارب بلجام الحكمة .. ولم يكتمل تعليمه وتأهيله وأهليته للمحاسبة لا شرعا ولا قانونا ..

بل لم ينبت شاربه ولحيته وما زالت عذاراه في ملوسة الطفولة .. فعندما احتل مجرمو الجنجويد منطقة الكاملين التي يقطنها أهله فرضوا سلطانهم الغاشم عليهم وروعوا رجالهم ونساءهم وأهانوهم

وأذلوا كبرياءهم .. وضمن ذلك ساقوا هذا الطفل وأملوا عليه أن يشتم البرهان فهل يسجل هذا كجريرة تنشط لها الوحدة الأمنية وتحتجز الطفل أم كان ينبغي ان تهرع إليه الوحدة الأمنية وتهديء روعه وتعيد له الأمان .

.
لكن لنفترض أنه شتم البرهان من تلقاء نفسه فإنه في هذه الحالة لا يعرف بالتأكيد معنى أن يتجرأ على مقام كهذا .. وغير هذا الطفل فعل الصبية أفعالا خاطئة وأخطأوا الطريق القويم فترة الحرب اللعينة يتحمل شعبنا وأجهزة دولتنا نصيب الأسد من وزر الغياب عن

رعايتهم وحسن تربيتهم وتحصينهم والنأي بهم عن مثل هذه المزالق .. فيتفوهون بشتائم للدولة ورأسها أو جيشها وهم في هذه السن يفعلونها دون وعي إنما هي استجابة لفوران المراهقة وغليان العقل والجسد كتعاطي التدخين وتحدي رجل الشرطة ..

طفل غرر به الملاعين من الذين استهدفوا تدمير السودان ومثله كثر ..
إننا يجب أن نتنبه وننتبه بقوة لتداعيات وآثار الحرب وأن لا نخلط الأمور وأن نزنها بميزان العقل وننأى عن التعميم .

ويجب أن يكون نهجنا هو نهج أسلافنا وما اختطه قانون بلادنا وروحه العظيمة التي لا تعتبر الطفل مجرماً حتى لو ارتكب جريمة إنما تقوده للإصلاح وعلى أسوأ الفروض للإصلاحية .

وشتيمة هذا الطفل للبرهان يكون علاجها أن يذهب به إلى البرهان فهو جده وهو يتيم ليمسح على رأسه ويربت على كتفيه ويدخل يده في جيبه فيعطيه مالاً .
اإننا في حاجة للحساب الدقيق العسير ومن ثم العقاب الصارم للذين تجرأوا بالإساءة للوطن أو القوات المسلحة أو قيادة الدولة .. وكذلك للذين بثوا الشائعات الضارة وتواطأوا مع السفلة المجرمين

وثبطوا الهمم وبثوا الرعب في نفوس المواطنين . وللذين أذاعوا أسرار الدولة والجيش عامدين ، والذين تعاونوا مع الأوباش مرشدين للبيوت ، وللذين نهبوا وسرقوا ممتلكات غيرهم ..
لكن …

يجب أن ننأي في حسابنا عن الأطفال والصبية والمكرهين .. وبدل ذلك ننظر في جرائر الأقلام المغرضة متعفنة الفكر والأقلام المأجورة من الكتاب والصحفيين ومنهم مسجلون ضمن القيد الصحفي

لدولة السودان … وآخرين كبار من سياسيين وقادة مجتمع وناشطين في مختلف أوجه الحياة فعلوا ما فعلوا واعين مدركين ولهم مطامع وأهداف خبيثة معلومة لديهم !!

إننا ندعو قائد معركة الكرامة لاستدعاء هذا الطفل اليتيم الذي شتمه وترحيله إلى بورتسودان هو وأمه واستضافتهم في بيت البرهان أو بيوت ضيافة الدولة ليمسح البرهان بيد الرأفة على رأس هذا اليتيم ويمنحه شيئا من ماله الخاص أو مرتبه من الجيش ويوجه أجهزة الدولة لرعاية هذه الأسرة .

لن نجعل الأمر حملة إعلامية لاطلاق سراح الطفل لأننا نثق في حسن وسرعة استجابة القائد لنداء الإنسانية ليعيد الأمر الى نصاب قيم ديننا وأخلاق مجتمعتا ونهج البرهان النابع منهما .

وندعو أجهزة الدولة السيادية والقانونية بإصدار مراسيم وموجهات قاطعة تصنف وتقيم الأقوال والأفعال فترة الحرب وتراعى عوامل السن والوعي وأهداف الأفعال والظروف التي وقعت فيها وفق منهاج يستلهم قيم ديننا وأخلاق مجتمعنا .

 

إشتياق الكناني

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى