محمد احمد مبروك يكتب: ..سطور ملونة..من مغتصبة الى قائد جيش السودان
محمد احمد مبروك يكتب: ..سطور ملونة..من مغتصبة الى قائد جيش السودان
تفاصيل تعرضت لها المغتصبات بأيدي انذال الجنجويد السفلة يقشعر لها البدن وتجعل مراجل الغضب وبراكين النخوة تفور فتغلي لها الدماء ..
فتاة غضة ملء ثيابها العفة والادب .. الشرف وعزة النفس تجري مع كل قطرة دم فيها .. هي فخر لأهلها وهي تفخر بٱبائها وأمهاتها واخوانها وقبيلتها .
جميلة تقطر رقة وعفة تعرف من بني أهلها فتيان شرفاء كلهم رفعة وعزة وشهامة . نالوا درجات العلم الرفيعة
تشرق وجوههم بنضرة الدين وشرف المحتد .. يحترمونها ولا يرفعون عيونهم إليها .. لو تقدم أحدهم خاطبا لاعتذرت حتي تكمل درج العلم .
السفلة يهاجمون دار ابيها يتصايحون كالضباع فيكسروا الابواب ويقتلوا اباها وأخاها ..
صدمة صادمة وفاجعة ماحقة تشملها وهي ترى اباها واخاها مزقهم غادر الرصاص .. هجموا عليها وهي في غاية الفجيعة صفعها الوحش ومزق ثيابها والقى بها أرضا حيث يسيل دم ابيها واخيها وامسك بيديها ورجليها
جماعة من الوحوش بقوة عجزوا أن يواجهوا بها رجال الجيش لووا ذراعيها . احدهم تعدى عليها مغتصبا هاتكا عذريتها مدنسا طهرها ونقاءها محطما لشرفها وشرف أهلها وشرف بني وطنها كلهم وشرف جيش وطنها ..
جبال من الالام جعلتها تصرخ من فجيعة قتلاها والام بدنها ومذلة القهر ووجع ضياع ماضيها وحاضرها ومستقبلها ..
شعرت بعفونة الدنيا كلها تغمرها من رائحة دماء قتلاها ونتانة وقذارة مغتصبيها .
تكاد تفقد الوعي ثم تدعوها الفطرة لمحاولة الدفاع عن النفس فتجد الايدي الٱثمة تلوي يديها وتمسك رجليها فتخور قواها ..
اقصى ما كانت تتمنى رصاصة تثقب قلبها أو سكينا تمزق احشاءها فتموت ..
تناوب عليها الوحوش وهي تسمع ضحكاتهم وفاحش بذاءاتهم وهم يتلذذون بصراخها وأنين قهرها وعويل مذلتها ..
تركوها حية أقرب الى الموت وتتمناه وتركوا في احشائها جنينا لا تعرف هل ابوه الذي رائحته مثل جيفة الحمار ام الذي رائحته مثل ما يلقى في المراحيض ام الذي رائحته مثل بول الكلاب ..
هل يتفاوض الجيش السوداني الباسل الأبي ذو التاريخ المجيد في العزة والنخوة والشهامة الذي حرس نساء الجزائر من عدوان الجيش الانجليزي واستعد ليشتبك معهم حماية لعرض المرأة العربية .
هل يتفاوض الجيش مع هؤلاء حتي لوكان التفاوض يفضي الى استسلامهم حيث يذهبوا الى أهلهم سالمين ويجلسوا في ظل الضحى يشربون القهوة ويتلذذون بحكاية اغتصابهم للحرائر .
ما الذي يجعل النخوة والرجولة في قيادة جيشنا تقبل مجرد التفاوض والجلوس مع هذا النقيض ..
وكيف تكون المعركة (معركة الكرامة) وقد تفاوضنا مع من مرغوا كرامتنا في نتانة المراحيض ..الكرامة إما أن تتحقق أو يموت طالبوها ولا خيار ثالث .
وهل نتفاوض معهم بعد ان صمد شعبنا صمودا عظيما لا مثيل في التاريخ وقبل بشجاعة خسائر الارواح والأموال ثمنا لنصر يرد كرامتنا وصون عزتنا .
وحين تطاول امد الحرب لم يمل شعبنا بل تطاول أمله في نصر مؤزر يشفي الغليل وتطاولت ثقته التي لا تتزعزع في جيشه .
الناس قبلوا كل المنهج والخطط التي أدار بها الجيش معركة الكرامة وصمدوا أمام دعاية وإعلام رفيع الاحترافية يهدف لإلحاق الهزيمة المعنوية بالشعب .
وتركوا أمر الحرب للجيش لان هذا شأنه العسكري ..
أما أن يتفاوض الجيش مع هؤلاء الأنذال فهذا ما لا تقبله الكرامة والعزة الوطنية .
حاشية :
قال جنودنا في نشيدهم المحبوب:
وصونا قالوا لينا
الشردة عيب وشينة
الراجل الحمش
فوق الجمر بمش ويخلي سيرة زينة
واخيرا المنتصر لا يشرد إلى التفاوض !!