محمد احمد مبروك يكتب: دجالة العفاض مخالفة للعقل والطب والدين
سطور ملونة
دجالة العفاض مخالفة للعقل والطب والدين
اعالج المشلول والسكري والضغط وأمراض الباطن والظاهر بموية من الزير او الجدول !! رايت رؤيا قالوا لي كدا .. وما بشيل قروش لكن بشيل بياض ..!!!!
بهذه الحيثيات الموغلة في الجهل والسطحية والسذاجة والضلال طرحت فتاة في العفاض نفسها .. وسرعان ما وجدت ترويجا ضجت به الأسافير .. وبنفس السرعة تقاطر الناس صوب الغفاض من كل أرجاء البلاد .. ووصلت السيارات الفارهة والجلاليب الفخمة تنشد الشفاء بموية بت العفاض !!
لا نصف هذه البنت فقط بالجهالة والدجل ، لكن يشاركها الصفات الذين روجوا لها ، والذين صدقوا هذه الفرية العظيمة ، وكذلك أجهزة الدولة التي لم تتصد لهذا الامر الخطير ..
لا يحتاج الأمر إلى كثير عناء لبرهان خطله وكذبه .. فهو أمر لو أعمل الناس قدرا ضئيلا من العقل لما تجاوزت رؤياها الكاذبة هذه الراكوبة التي صنعت فيها .
دعنا نقلب الأمر من كل أوجهه هكذا :
★ أولا هذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها دجال أو دجالة يدعي شفاء الناس من كل الأمراض . فكلما مرت بالناس ظروف إحباط عالية وانسدت أمامهم نوافذ الأمل تظهر مثل هذه الأشياء . ومن قبل ظهرت عشرات حالات الأدعياء شاهدت بعضهم وكثيرون يذكرونهم ومنهم بت برانكو ودجالة الكنابي في الجزيرة وشيخ دارفور وبئر القضارف ونساء ورجال في الخرطوم وغيرهم . وصدقهم الناس حينها ، ولم يتبينوا خطل ما هم فيه إلا بعد زمن ، وبعد أن اتضح انهم لا يشفون مرضا ، إنما يفاقمون أمراض الناس بتعطيل العلاج الصحيح .
★ إن العلاج بهذه الطريقة لا يكون إلا معجزة لرسول . وإذا كانت هذه البنت تعالج هكذا لا يكون ما جرى لسيدنا عيسى عليه السلام معجزة لأن المعجزة لا تجري على غير النبي الذي خصه رب العزة بها لذلك فإن البهتان العظيم الذي أفترته هي ومن روج لها ينفي صفة المعجزة عن سيدنا عيسى علي السلام بحيث أن معجزته حدثت لغيره وهذا مستحيل .
* هل هذه البنت أكثر صلاحا من أبي بكر وعمر وذي النورين وأبي الحسنين وطلحة والزبير وبقية كواكب الصحبة . لماذا لم يجر ذلك على أيديهم ، بل حتى على صالحي هذه الأمة الذين ماتوا بأمراض بسيطة , وهم أصحاب النفوس الطاهرة ، والرؤى الصالحة التي أكرم الله كثيرين منهم برؤية رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم . ومرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرض موته , فأراقوا عليه سبع قرب من الماء من بيت عائشة وامهات المؤمنين .. سبع قرب من بيوت يقيم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل فيها جبريل عليه السلام يحمل الوحي وعمرتها الملائكة ، ولم تشف اكرم الخلق على الله .. بينما يصدق الجهلاء أن قارورة من ماء بت العفاض تشفي ..
إن الأمراض الحسية تصيب جسم الإنسان إما بنقص شيء أو زيادة شيء أو دخول شيء غريب او خلل في وظائف الاعضاء أو بالقدم والبلى وتعالج بإزالة الخلل . وهذه سنة الله في خلقه ، ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا ، فهي من حكمته في إفناء الأجساد ومسببات الموت . فهل تعطل بت العفاض سنة الله هذه . ومن المؤكد أنه لا علاج سوى العلاج الطبي المعروف سواء أكان طبا حديثا في المشافي أم شعبيا موروثا بأدوية وعلاجات مجربة .. دواء خاص بكل مرض ولا دواء واحد يشفي أمراض متعددة ناهيك عن كل الأمراض .
خلل ٱخر رئيسي وهو هل العلاج في الماء أم من البنت . فإذا كان العلاج في الماء جاز أن يتناوله المريض دون وساطة او بوساطة أي شخص . أما إذا كان من البنت فهذا يضفي عليها صفة الألوهية في أنها هي الشافية والماء هو السبب . بينما الصحيح أن الشافي هو الله والأدوية الطبية والشعبية المعروفة هي السبب .
أنظر أيضا في أن موية بت العفاض بهذه الصفات يرفعونها درجات كثيرة متفوقة على ماء زمزم المباركة .. هل انتبهتم لذلك يا شاربي ماء بت العفاض .. ماء زمزم هو أكثر مياه الدنيا بركة فهل يفعل ماتفعله موية بت العفاض .
من عجب أنه كان يجب على وزارة الصحة الإتحادية والولائية وهيئة الامدادات الطبية وإدارة المواصفات التحري في هذه المخالفة القانونية الصريحة .
ونوجه للأجهزة المختصة التي ذكرنا أسئلة نتمنى أن لا تتغافل عنها أو تهمل الإجابة عليها لأنها مسئولة أمام الله أولا وأمام القوانين التي تحكم عملها :
* هل هذه البنت حاصلة على ترخيص لممارسة العلاج لان القانون لا يسمح بممارسة العلاج بهذه الطريقة دون ترخيص .
* هل حقق علاجها هذا ما أشيع عنه من نتائج . وهل تحققت الأجهزة المختصة من ذلك .
* هل هذا الدواء مجاز من مجلس الصيدلة والسموم بحيث يسمح بتداوله وإعطائه للمرضى .
* هل هذا الدواء مطابق لمواصفات الادوية .
* من المسئول عن هجران المرضى للأدوية الصحيحة والمعروفة طبية أو شعبية واستبدالها بهذه الموية التي سيكون أثرها المؤكد ضرر بالغ بالمرضى وتفاقم لحالات مرضهم .
* هل الأجهزة الأمنية معنية بزعزعة ثقة الناس في المؤسسات العلاجية والطب الحديث واستبداله بالدجل والخرافة إخلالا بأمن المجتمع ونشرا للفكر الهدام .
وأخيرا للذين صدقوا هذه الأباطيل هل حكمتم دينكم قبل أن تخطوا في طريق كله ضلال ..
محمد أحمد مبروك