محمد احمد مبروك يكتب : الفضيحة وبناتها التوائم !!
سطور ملونة
الفضيحة وبناتها التوائم !!
كلما انفجرت فضيحة ولدت فور كشفها أخرى فكل فضيحة في هذا الزمان حبلى .. والفضيحة النتنة التي كشفت عنها لجنة مراجعة أعمال لجنة التمكين كشفت مجموعة فضائح ويبدو أنها كانت حبلى بعدد من التوائم !!
الفضيحة الأم أن لجنة تم تكوينها بأن لوت السلطة السيادية عنق القانون ؛ وتجاوزت الشرطة والنيابة والقضاء لتصبح سلطة مطلقة اليد ؛ تقوم بدور الشرطة والنيابة والقضاء ؛ وهذا أول الأبواب التي افسحت المجال لفسادها وانحلالها ؛ لا سيما وأن القائمين عليها اشخاص بلا وازع من دين ولا رادع من خلق ولا واخز من ضمير .. ماذا كان يرجى من لجنة طريقة تكوينها فاسدة ؛ وصلاحياتها هي الفساد بشحمه ولحمه ؛ والقائمون عليها فاسدون أجندتهم التشفي وإشباع نقائص نفوسهم بإذلال الغير ؛ والثراء بعد شدة فقر وطول مسغبة وحرمان ..
الفضيحة ليست هي لجنة كونت لمراجعة وضبط الفساد تمارس فسادا اكبر من كل الاتهامات الموجهة للنظام السابق الصحيحة والباطلة .
إذن ماهي الفضيحة ؟
* أليس فضيحة تكوين هذه اللجنة في حد ذاتها وبهذه الطريقة التي الغت دور الأجهزة العدلية وأهانتها ..
* اليست فضيحة أن تستمر هذه اللجنة غارقة في الباطل ولا تبالى بوزراء المالية وهم يجأرون بالشكوي من فسادها ؛ وعدم تسليمها الأموال والممتلكات التي نزعتها ؛ وتسكت السلطة السيادية عنها .. ولو لا تفاقم الصراع بين رئيس الوزراء المخلوع ثم المستقيل لما تم تجميد هذه اللجنة . أي أن تجميدها كان لأنها من أدوات التدمير الحمدوكية فقط .
ولم تتحرك السلطة السيادية لوقف فساد تم التبليغ عنه ونشرته أجهزة الإعلام وضجت به الأقلام ووصل السلطة السيادية قطعا . وتركت تحت وطأة الظلم ومرارته مظلومين جردوا من مال حر حلال ؛ وٱخرين أودعوا السجون لٱماد طويلة ظلما ؛ وأخرين فصلوا من عملهم في كشوفات طويلة بلا ذنب ولا جريرة سوي أنهم محكومون بدولة ظالمة واستمر هذا الظلم شهورا وسنين . وغير ما تعرضوا له من أذى نفسي وقطع لأرزاقهم ؛ فإنهم تعرضوا لإشانة السمعة أمام أسرهم وذويهم بل والعالم أجمع ؛ حيث تباهي اللجنة الفاسدة بإذاعة أسمائهم على الملأ .
فمن يعوض هؤلاء عما لحق بهم من ضرر وما نالهم من أذى ؟
* أليست فضيحة أن يكون هناك هذا العدد الكبير من الحسابات للجنة واحدة ؛ وتدخلها مبالغ ضخمة هائلة ؛ وتدار بأسلوب فاسد ؛ ويتم التصرف في أموالها على غير ما ينص عليه القانون .
هناك وحدات في المصارف وفي البنك المركزي تتولى الرقابة المصرفية ؛ وتنبه إلى الحركة المشبوهة في الحسابات حتى حسابات العملاء العاديين . فهل تنبه البنك المركزي إلى الذي كان يجري من فساد ؛ لا سيما وأن ستة من هذه الحسابات في فروعه هو نفسه وليست في البنوك التجارية . هذا بغض النظر عن القول أن البنك المركزي نفسه ربما كان تحت طائلة التهديد من هذه اللجنة التي شردت كفاءاته وفصلت جملة من خيرة خبرائه .
يحكى أن أدروب من عمال الشحن والتفريغ في الميناء وكانت قد تسربت من بوابة الميناء شاحنة قندران . وعندما جاء أدروب خارجا بعد نهاية العمل فتشه الحرس التفتيش الروتيني . وأوقفه سائلا عن جسم غريب في جيبه . فأخرجه أدروب فإذا هو ( حقة ) علبة التمباك . فخاطب الحرس قائلا :
سبحان الله حقة تشوف وقندران بترلة ما تشوف .
فسبحان الله الدولة ما تشوف مليارات الجنيهات وملايين الدولارات وسبائك الذهب وأرتال من السيارات وهي تأخذ طريقها في الجيوب سربا .
الفضيحة طالت بعض الإعلاميين فقد حاول بعضهم إختزال معلومات المؤتمر الصحفي واجتزائه ؛ مغفلا معلومات مهمة ليبدو أن الأمر بسيط ؛أو أنه يسعى لستر لجنة التمكين ؛ ولا نقول أنهم ربما كانوا منتفعين أو أنهم يخشون أن يلحقهم راس السوط لكنه أسلوب يجافى الأمانة المهنية والعمل الإعلامي الذكي لأن المتلقي حتما سيجد المعلومات من مصادر أخرى . عندها سيتهمه المتلقون بالجهل والضحالة إن أحسنوا الظن وبالفساد إن أساءوا الظن .
محمد أحمد مبروك