مقالات

محمد احمد مبروك يكتب : العملاء المحترمون !!!

سطور ملونة
العملاء المحترمون !!!

يقشعر جلدي وأنا أطالع الاخبار وهي تطفح على وجه الوسائط تنقل كل صباح أخبار العمالة والعملاء دون مواربة او خوف أو حياء لأن العمالة من الجرائم الأشد انحطاطا من الدعارة والمثلية والسرقة تخفى ويضرب عليها الكتمان والسرية . ولعمري هي حالة لم يسبق السودان اليها سابق في تاريخ البشرية .
في كل دول العالم هناك جواسيس وعملاء خانوا اوطانهم وتعاونوا ضده مع عدوه . لكن ذلك يحاط بفنون متقدمة من السرية ووسائل التمويه والاخفاء وذلك لسببين أولهما أن العميل يفقد قيمته إذا عرفت عمالته وثانيهما أنه يقتل دون رحمة وربما دون محاكمة في كل أعراف ونظم الحكم في الدنيا . بل إن تصفية العميل وقتله تقوم بها المخابرات التي جندت العميل ضد وطنه .
والعميل معروف أنه شخص منحط المكانة في وطنه وكذلك عند من جندوه . فهو معروف عند الطرفين أنه شخص لا أخلاق له ولا ضمير ولا يؤتمن على شيء .
لكن ما الذي جرى في هذه القواعد في السودان حتى اصبحت العمالة تاج فخار يتباهى بها العاطنون في قذرها .
هناك فولكر الذي لا اعرف له مسمى يتسق مع قانون السودان وقواعد الدبلوماسية فيه ومع بنود السيادة الوطنية واستقلال الوطن . فلتسمه الأمم المتحدة بما شاءت ولتصنفه الدول المعادية بما يطربها . لكنه عندنا يتدخل في شؤؤن بلادنا بما لا نرضى بعضه من رأس الدولة السوداني نفسه .
يجتمع بالأحزاب ويقابل الشباب ولجان المقاومة وقيادات البلاد العسكرية والسياسية ليدير دفة السياسة ويرسم مستقبلها ومستقبل الحكم فيها . ويحذر ويأمر وينهى ويقبل ويرفض أن نفعل في شؤون وطننا وسيادته ما نريد .
وتتباهى هذه الكيانات السودانية بالاجتماعات مع السفراء ومع عملاء استخبارات الدول في السفارات . وتتحرك الوفود لتقابل مسئولي الدول خارج الحدود .
كل ذلك ولا علاقة لوزارة خارجيتنا بكل هذا الذي يجري وكل هذه العلاقات الخارجية بين مسئولينا الرسميين والاحزاب والكيانات الهلامية والافراد وبين هذه السفارات والدول وهذا لا يمكن تسميته بأي مسمى غير العمالة .
بل إن رأس الدولة الفريق البرهان يعلن على الملأ في تصريح شهير نقلته الفضائيات وهو يخاطب قيادات جيشنا الوطني ان احزابا وشخصيات سربوا معلومات بلادنا لدول اخرى وحذر من هذه العمالة المفضوحة لكنه لم يشهر البندقية تجاه رؤوس العملاء ولم يأمر القضاة والجلادين بتنفيذ حكم الاعدام بالمشنقة للعملاء الذي يقره قانون بلادنا ضد جريمة الخيانة العظمى .
أليس عجبا ان تكون معلومات منظومة الصناعات الدفاعية واجهزةدولتنا واقتصادنا ومجتمعنا متاحة بدرجة ان تعقد لها الاجتماعات في السفارات وساحات الاعتصام .
لكن الذي يزيد الاسف أن هؤلاء العملاء لا يعرفون شيئا عن العمالة وقواعد الجاسوسية وفنونها . وجهلوا ان الذين جندوه جندوا غيره وان مخابرات معادية لمن جندوه لها عملاؤها ولن تسمح بتحقيق اهدافه التي تتعارض مع أهدافها .
وجهلوا العنصر الاهم وهو ان القصاص من العملاء ٱت لا محالة وان عاقبتهم الذل والهوان والموت الزؤام .
وجهلوا ان هذا الطريق يقود إلى سوء الخاتمة بحيث يلقى الله مقتولا خائنا لوطنه . وغافل مغرور من يظن منجاة من العقاب في الدنيا والاخرة جراء الخيانة العظمى للوطن .
محمد أحمد مبروك

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى