مقالات

محمد احمد مبروك يكتب : الدعوة لارتكاب الجريمة

سطور ملونة

الدعوة لارتكاب الجريمة

اتهامات خطيرة بجرائم منكرة وجهت بأعلى درجات العلن مثل اتهام جهات سيادية او في القوات النظامية او في أجهزة الدولة او للاحزاب والجماعات او للأفراد لكن المدهش انه لم يحدث فيها شيء .
تهريب الذهب خارج البلاد .
العمالة والخيانة العظمى .
قتل مواطنين ابرياء .
التعدي على المال العام .
اساءة القوات النظامية .
وغيرها كثير مرعب تشيب له الولدان .
ومن عجب ان معظم هذه الاتهامات تنشر علنا في الصحف الورقية والالكترونية والقنوات الفضائية بأعلى صوت . ويكتبها كتاب وصحفيون معروفون وفي وسائل اعلام لها مقار وعناوين معروفة . وينتظر الناس إحدى الحسنيين إما أن الاتهام صحيح وله ما يسنده من بينات ووثائق وشهود وهنا يجب ان يحاكم المتهم وينال جزاءه العادل أو أن الاتهام باطل وهنا يجب أن يحاكم من أطلق الاتهام وينال هو الٱخر جزاءه العادل .
وهذا هو المعيار الذي يعمل به الإسلام وكل قوانين الدنيا ومنها القانون السوداني .
لكن مهما كان خيالك خصيبا فإنك لن تجد إجابة عن لماذا تلقى هذه الاتهامات موجهة للدولة وللأشخاص والكيانات وتموت دون مساءلة .
هل أصبح من المباح أن تتهم الغير دون مساءلة .
وهل أصبح شرفا لمسئولى الدولة اتهامهم بالقتل والتعذيب والتفريط في المسئولية والفساد والسرقة لذلك أصبحوا لا يسألون عن هذه الاتهامات .
وهل جهاز القضاء والنيابة والشرطة ليسو بمعنيين باتهامات خطيرة تملأ الارض والسماء . ولماذا لا تتحرك هذه الأجهزة كل وفق مهامه واختصاصه واتخاذ الخطوات التي يفرضها عليها القانون .
والأشد عجبا أنه لا أحد يهتم بالٱثار الخطيرة لمثل هذا التيار في السلوك والأخلاق وفي بنية المجتمع وفي تشجيع ارتكاب الجريمة بعد أن يترسخ معنى أن الجريمة لا يلحقها عقاب .
ولا أحد يهتم ان ذلك يزعزع الأمان النفسي للناس ويجعلهم في مخافة أنه ليس هناك من يحميهم إذا تعدى عليهم الغير .
ولا أحد يهتم بأثر ذلك على الناشئة والشباب بزرع فكرة أنه إذا كانت الجرائم العظمى لا مسئولية ولا عقاب فيها فماذا تعني الجرائم الصغيرة التي يرتكبونها . وماذا تعني سرقة القليل من المال حيث أن الكبار تجاوزت سرقتهم لمليارات الجنيهات لتحسب بسرقة أطنان الذهب .
سينصلح أمر الدولة يوما وسيذهب المسؤولون خارج المناصب او خارج الدنيا لكن الٱثار السيئة في الأخلاق والممارسات ستبقى .

محمد أحمد مبروك

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى