مقالات

محمد احمد مبروك يكتب : أكبر المغفلين !!

سطور ملونة

محمد احمد مبروك يكتب : أكبر المغفلين !!

سيخسر الذين اشتروا ميناء أبو عمامة خسارة تاريخية فادحة ، وسيعضون أصابع الندم !!
لا يمكن أن يقبل عاقل أن تبيع دولة ذات سيادة ميناء . لانه ليس مرتبطا بالسيادة الوطنية فحسب ، إنما يتعداها ليصبح مسألة حياة أو موت .

ليست قطعة أرض في حي سكني وليست باخرة .. إنها ميناء الضرار تستهدف قتل ميناء بورتسودان ليتمكن مالكوها من خنق السودان متى ما أرادوا . وليخرجوا ما أرادوا من خيراتها بدون رقيب او برقيب لا إرادة له على أحسن الفروض .

من قبل قضوا على ميناء سواكن أقدم وأفضل موانيء البحر الأحمر .. وقد عرف السودانيون منذ القدم أن الميناء أكبر مداخل الخير ، وهي في نفس الوقت أكبر موارد الشرور ..

عرف ذلك أمير الشرق عثمان دقنة وصعد إلى جبال هندوب المشرفة من عل على سواكن .. كانت في مرمى نظره حيث قررت بريطانيا جعل سواكن قاعدة لإنزال الجيوش من الهند ومصر وتركيا لاستعادة احتلال

السودان ، وانشاء خط حديدي منها إلى بربر ثم الخرطوم لنقل جيوشهم الغازية ..
لكن هيهات .. وقف لهم رجال الشرق وقائدهم عثمان دقنة بالمرصاد ، وخاض معهم ثلاث عشرة معركة شرسة هزمهم فيها هزيمة نكراء في سبع معارك .. وخسر ستا منها لكنه منعهم من التقدم خطوة واحدة خارج سواكن

حتي في المعارك التي لم يكسبها !! دفع الرجال أرواحا عزيزة ودماء غالية في حماية ثغر السودان حتى اضطر الغازي لأن يغير خطة دخوله إلى منفذ ٱخر .وأخر جهد دقنة ورجاله في حماية المدخل عبر سواكن الغزو البريطاني وأطال عمر المهدية ثلاث عشرة سنة ..
من يضمن أن لا تستخدم ميناء أبو عمامة كما فعل البريطانيون في سواكن .. بل من يضمن أن لا تكون

الميناء المباعة مدخلا للنفايات النووية والمخدرات والسلع المحورة والفاسدة ..
إن فساد السودانيين في إدارة الموانيء يمكن أن يشمل بطء الإجراءات او التلكوء والتأخير في الشحن والتفريغ أو التجاوزات في اخراج عفش أو بضاعة لبعض

المحاسيب . أو علبة حلوى وكيس لبن يخبؤه عامل أو موظف تحت ثيابه .. لكنه لا يشمل قطعا ما يمس السيادة الوطنية ويسمح بدخول ما يهدد أمن الوطن ، ولا يسمح باستنزاف مواردنا الغالية .

إننا نشهد الٱن تفريطا واضحا في السيادة الوطنية ، يتجلى في تدخل الدول السافر في أخص شؤوننا الداخلية ، وعربدة السفراء ورجال المخابرات وعملائهم في بجاحة لم يشهد تاريخنا لها نظيرا أو مقاربا . وليس

بدعا التفريط في السيادة ببيع ( ميناء ) .. لكن قصر النظر عند من باعوا واشتروا حجب عنهم أن يدركوا مٱلات ما يفعلون ..

نسوا أن الأمور ٱيلة إلى تصحيح دون ريب .. وان كل شيء سيعود إلى نصابه .. ستبتر أيدي الإستعمار الجديد ، وسيخرج من بلادنا نازفا صاغرا ذليلا .. سيفرون كما فروا من كابول وعملاؤهم يتعلقون بعجلات الطائرات الهاربة على عجل ..

حينها سيجد من اشتروا ميناء أبو عمامة وصرفوا دم قلوبهم في إعمارها أنها ٱلت ألى السودان ملكا وإدارة بقرار من أربعة أسطر يصادر الميناء كرمز للسيادة الوطنية وأنهم كانوا أكبر المغفلين .

عندها فليحاول المالكون وضع يدهم بالقوة عليها .. فعثمان دقنة وأبو عنجة والزاكي طمل موجودون ..
أقرأوا التاريخ أيها الناس !!

محمد أحمد مبروك

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى