محمد احمد عبدالقادر يكتب : محمد عيسى احمد : :..رجال من الساحل( ١ )..صاحب المهر الأعلى و الفاتورة الاغلىم ن اجل بورسودان

محمد احمد عبدالقادر يكتب : محمد عيسى احمد : :..رجال من الساحل( ١ )..صاحب المهر الأعلى و الفاتورة الاغلىم ن اجل بورسودان
( ٢ _ ٣ )
لأهل بورسودان مبادرات لا تجدها فى مدن السودان الأخرى… مجموعة خيرة نيرة رأت أن هذه المدنية تستحق أن يكون لها بنكها الخاص… لتحقيق هذا الهدف بذلوا كل ما فى وسعهم و أعطوا و لم يستبقوا شيئا. إلا
ان تقاطعات السياسة هزمت المشروع و اجهضت الفكرة التى كادت ان تؤتى ثمارها … دخلت بنك البحر الأحمر برفقة العم الزبير أحمد حمزه ( عليه رحمة الله ) و بداخله وجدت السيد /على محمد طاهر ( عليه رحمة الله )
مديرى السابق بهيئة الموانئ البحرية هو المسؤول الإدارى عن مقر البنك الكائن بعمارة قرافى المقابلة للمبنى الحالى لجهاز الأمن . و الدكتور محمد عيسى هو المدير المكلف بتكملة اجراءات تسجيل البنك . و هو ايضا الاوفر حظا بما لديه من خبرات فى مجال ادارة المصارف أن يكون
اول مدير عام لأول بنك ولائى … كل الأنشطة الإعلامية التي تمت للتبشير بهذا المشروع و الترويج له كنت اقف من خلفها … وهذا هو اول تعامل مباشر و عمل مشترك مع الدكتور محمد عيسى.
* منظمة بورسودان مدينتى هى أروع مبادرات أهل هذه المدينة التى كانت رائعة … رغم قربى الشديد من رئيسها الدكتور سيد بيومى ( عليه رحمة الله ) و نائبه الدكتور محمد عيسى و ترددى كثيرا على مقرها إلا إنى لم انضم
إليها رسميا … لدى قناعة بأن هذه المنظمة يفترض أن تكون عضويتها محصورة فقط على أبناء المدينة الأصليين و انا غير ذلك … المنظمة عندما بدأت كانت لها انشطة متعددة و برامج متنوعة … تراجعت تلك الأنشطة و تقلصت تلك البرامج إلى أن انحصرت فقط فى اصدار
صحفية تحمل أسمها… بتوقف الصحيفة عن الصدور اختفت المنظمة من الوجود …أنا من قدمت مقترح إصدار الصحفية للدكتور بيومى الذى فرح بهذا المقترح فرحة الطفل بالحلوى … سريعا طرح الأمر على مجلس الإدارة و صدر قرار تكليفى بالسفر إلى الخرطوم لمعرفة
إجراءات الترخيص و ترتيبات الصدور …تجاوزت إطار التكليف المحدد و قمت بإعداد تصور كامل و شامل للصحيفة من كافة النواحى الإدارية و التحريرية و الفنية … من الترخيص مرورا بالتحرير و حتى التوزيع … و قدمت مقترحا باسماء رئيس و اعضاء مجلس الادارة و
رئيس و اعضاء هيئة التحرير . و ارفقت معه مذكرة اضافية ضافية شرحت فيها مبررات اختيارى لتلك الأسماء مع نبذة مختصرة عن أعضاء هيئة التحرير . و اسهبت فى شرح مبررات اختيارى للدكتور محمد عيسى
رئيسا لتحرير الصحيفة و الاستاذ عوض التوم مساعدا له مقيما بالخرطوم… محمد عيسى اول من اعترض على اختيارى له و هو الوحيد الذى اعترض … و هو اعتراض ليس بمستغرب … الرجل سبق أن ركل وظائف مغرية و ترك مناصب براقة . فلا غرابة إذن ان يرفض منصب رئيس تحرير صحفية اسبوعية محلية مغمورة .
* فى العام ١٩٨٥ تم اختيار الدكتور محمد عيسى نائبا لمدير عام البنك السودانى الفرنسى … خصصت له فيللا فاخرة بشارع المعونة ببحرى و سيارتين فارهتين … بعد (٩) اشهر فقط و بدون اى مقدمات طلب انهاء عمله برئاسة البنك و العودة إلى بورتسودان. علما بأن ادارة
البنك كانت ترتب لسودنة منصب المدير العام الذى يشغله فرنسى الجنسية . و محمد عيسى هو المرشح الوحيد لخلافته … عجزت ادارة البنك ان تقنعه فطلبت من
صديقه المقرب الاستاذ غازى سليمان المحامى ان يقوم بالمهمة و لكنه أيضا لم يوفق … لم تجد ادارة البنك الا ان تنشئ له وظيفة خاصة … مدير عام البنك السودانى الفرنسى بالإقليم الشرقى مقيما ببورسودان .
* (الفلم) الذى قدمه محمد عيسى بالخرطوم عرضه مرة اخرى بالقاهرة عندما تم تعيينه مديرا عاما للبنك الأهلي بالقاهرة …مرتب بالدولار و مخصصات في منتهى الاغراء … امضى بالمنصب عام واحد فقط ليفاجئ الجميع
بتقديم استقالته… هذه المره تولى رئيس مجلس ادارة البنك الحاج أحمد مالك بنفسه مهمة اقناعه بالتراجع عن الاستقالة و لكنه لم يفلح . فقفل الرجل عائدا الى محبوبته بورسودان … غير نادم و لا آسف كما قال بعضمة لسانه .
* يكون مفهوما و مهضوما الاستقالة من المنصب و ترك الوظيفة لأسباب موضوعية و منطقية قد تكون إدارية او إجتماعية او حتى سياسية . أما ان يترك شخص وظيفة يسيل لها اللعاب فقط من أجل العيش بمسقط راسه و
ليس لأى سبب اخر . هذا امر غير معقول و لا مقبول … لا استغرب ان علق أحدهم على هكذا تصرف بقوله ( صحبك دا ما نصيح ) …و قد يرى آخر ان الرجل أضاع فرص لا تعوض للثراء و الراحة … و قد يقول آخر أن الرجل زاهد فى نعيم الدنيا الزائل … لكنى ارى غير ذلك
… أنظر إلى ما فعله الدكتور محمد عيسى من ناحيتين …الأولى أن الرجل بعث برسالة من نور فى بريد من يتهافتون على الوظائف و يفعلون كل الموبقات من أجل الوصول للمناصب … اما الثانية فقد جاءت بعد سؤال ( هل هناك شخص آخر غير محمد عيسى ترك و بمحض
إرادته و كامل قواه العقلية وظائف كالتى تركها محمد عيسى فقط من أجل ان يعيش فى المدينة التى يحبها و ليس لاى سبب اخر ) … لا يوجد … و بهذا يكون الدكتور محمد عيسى احمد مصطفى قد دفع المهر الأعلى و سدد الفاتورة الأغلى من أجل العيش ببورسودان .
و إلى الحلقة الثالثة و الاخيرة بإذن الله