مقالات

محمد احمد عبدالقادر يكتب: فى الذكرى الخمسين لتأسيس هيئة الموانئ البحرية ١٩٧٤ _ ٢٠٢٤ الحلقة الثانية مدراء الموانئ… مالھم و ما عليھم و حكاياتى معھم الجزء الأخير

محمد احمد عبدالقادر يكتب: فى الذكرى الخمسين لتأسيس هيئة الموانئ البحرية
١٩٧٤ _ ٢٠٢٤ الحلقة الثانية مدراء الموانئ… مالھم و ما عليھم و حكاياتى معھم الجزء الأخير

 

 

أثنين فقط من المدراء الذين تعاقبوا على إدارة هيئة الموانئ البحرية انتهت فترة عملهم بالهيئة بالنقل منھا إلى رئاسة وزارة النقل …على عبدالرحيم نقل الى رئاسة الوزارة مستشارا . و جلال شلية نقل وكيلا للوزارة … تعيين شلية وكيلا للوزارة النقل لم يكن مفاجئا. و ينطوى على تقدير و يكشف عن رضا السلطات عن أدائه بالهيئة … المفاجئة الكبيرة و الأمر غير المتوقع و لم يخطر على البال ھو تعيين المدير السابق للجمارك الدكتور

عبدالحفيظ صالح على مديرا عاما لهيئة الموانئ خلفا لجلال شلية … اعتقد ان الدكتور عبدالحفيظ ھو اكثر من تفاجأ بھذا التعيين و لم يكن يتوقعھ و لم يخطر ببالھ .
* الرجل كان يقاضى الحكومة و ينازعھا فى قرار إعفائھ من منصب مدير الجمارك فى سابقة غير معهودة … عبد الحفيظ أوكل وأحد من ( اشطر ) المحامين ( صاحبنا ) الدكتور الطيب عبدالجليل. الذى ما أستلم قضية معقدة إلا و كسبھا . ليتولى قضيته ضد رئاسة الجمهورية .متظلما من إعفائھ من منصب مدير الجمارك… و القضية أمام المحكمة اذا بالحكومة ( المتھمة ) تقوم بتعيين الشاكى فى وظيفة اكثرا بريقا و لمعانا …امر غريب و

مدھش … لم أجد أى تفسير لهذا التصرف الحكومى الغريب … اقرب تفسير وجدتھ ھو ان الحكومة بعد ان تأكدت من خسارتها للقضية . و بدلا من ان تعيد الدكتور عبد الحفيظ إلى منصب مدير الجمارك و ھى صاغرة . فضلت ان تحفظ ماء وجھھا بتعيينه في وظيفة مماثلة و ھى (غير ضاغرة) .
* تعيين الدكتور عبدالحفيظ مديرا لهيئة الموانئ قوبل بالصمت … ساد الهيئة هدوء و ترقب بعد ضجيج و ضوضاء … أول ما أمر بھ الرجل و ھو يأتى لرئاسة الهيئة كمدير لھا … امر الفرقة الموسيقية و جنود شرطة الموانئ الذين اصطفوا لاستقبالھ … امرھم بالانصراف و

دخل مكتبھ بشكل عادى و بلا ( ظيطة و ظمبريطة ) … و ھذھ أول و أقوى رسالة فى بريد اھل الموانئ .
* ابرز مظھر للترحيب بالرجل جاء من ابرز رجال البحر الأحمر و اكثرھم نفوذا … محمد طاھر ايلا زارھ في مكتبھ مباركا و داعما و مساندا … اما انا فقد استبشرت خيرا بتعيين الرجل ليس من سيرتھ الشخصية و لا من مسيرتھ المھنية انما من اسمھ فقط … إسم الرجل فقط جعلنى استبشر بتعيينه خيرا .

* ترحيبا بالدكتور عبدالحفيظ صالح على . كتبت مقالا بعنوان ( حكاية الموانى مع أسماء صالح و على ) … ذكرت فى مطلع المقال ملاحظة لم اذكرها من قبل … وھى اننى عندما التحقت بالعمل بهيئة الموانى أوائل الثمانينيات . لاحظت أن اسم صالح و إسم على يتكرر فى أسماء كبار المسؤولين بالهيئة في ذلك الوقت … مدير الهيئة حسن محمد صالح و قبله كان على مالك و بعده جاء على عبدالرحيم .محمد صالح على مدير العمليات البرية و عبدالله محمد صالح مدير الھندسة المدنية و

على صالح على مدير الخدمات الاجتماعية و على محمد طاھر مدير شئون الافراد و على عبدالفضيل نائب المدير المالى و مساعدھ على حمد و على احمد سعيد مدير الحوادث و صيانة الخطوط .( الوظيفة الاخيرة اختفت تماما من الهيئة لا أدرى أين ذھبت .علما بان من كان يشغلها كان من كبار المسؤولين فى ذلك الوقت ) … تلك المجموعة مع آخرين ھم من وضعوا أسس التطوير لھذھ الهيئة . وھذا ھو سبب استبشارى بتعيين عبدالحفيظ صالح على مديرا لھا .

 

* ما ان نشر المقال و قبل ان أطلع عليه في الصحيفة . حتى رن الھاتف و كان المتصل ھو الدكتور عبدالحفيظ صالح … اسعدتنى مكالمتھ و اعطتنى الأمل فى تحقيق ما عجزت عن تحقيقه في الفترة الماضية … قبل ان التقى الرجل وجھا لوجھ صدر قرار تعسفى بنقلى الى بورسودان … بدلا من التقى الرجل فى إطار العمل و تطويرھ . جئتھ شاكيا متظلما … وجدت الرجل مستمعا جيدا … ما ان فرغت من حديثى حتى اتصل الرجل و سمعتھ يقول ( انا ما بكسر قرارك . الاخ دا يمشى بورسودان ينفذ و يجى راجع طوالى ) … ادركت ان الرجل عملى و حسام و حازم .

* ملف العمال المؤقتين كان ھو اعقد الملفات …عبدالحفيظ تعامل معھ بحكمة و تعقل …الخطوات التى بدأها فى ھذا الملف الشائك اظن انھا كانت الأنسب و الافضل … أما اھم ما فعلھ عبدالحفيظ خلال فترتھ القصيرة فى إدارة الموانئ. ھو تلك الزيادات المھولة فى مرتبات جميع العاملين بالهيئة… بعض الزملا لم يصدقوا ابدا ان مرتباتهم ستقفز تلك القفزة . إلا بعد ان استلموھا عدا نقدا من الصراف .
* قبيل نھاية الدوام جاء وزير النقل الى مكتب الموانى بالخرطوم . و أمضى وقت قصير جدا مع مدير الهيئة الدكتور عبدالحفيظ ثم خرج … قيل ان الوزير طلب تعيين أحد كوادر حزبه فى وظيفة وسيطة بالهيئة. و ان المدير رفض الاستجابة لطلب الوزير … ان صحت ھذھ الرواية يكون ھذا ھو اقوى مواقف عبدالحفيظ صالح خلال عملھ بالهيئة… و قيل أيضا أن سبب اعفاء الرجل من المنصب كان نتيجة لمواجهة عنيفة بينھ و بين معتز موسى رئيس الوزراء في ذلك الوقت .

* و كما فوجئ الدكتور عبدالحفيظ بتعيينه مديرا للموانى خلفا للدكتور جلال شلية . فان مفاجئة دكتور شلية كانت اكبر عندما تم تعيينه مديرا الموانئ مرة اخرى خلفا للدكتور عبدالحفيظ… ھذا امر لم يحدث من قبل ان عاد أحد مدراء الموانى للمنصب بعد ان تركھ … رغم ان عودة جلال كانت لايام معدودة فقط .
* فى اول لقاء لى مع ( صاحبنا ) المھندس ھاشم طاھر بعد ان صار وزيرا للنقل عقب ثورة ديسمبر العظيمة . اھم نصيحة قلتھا لھ ھى اعادة الدكتور عبدالحفيظ مديرا لهيئة الموانئ… الوزير قال لى ھذا امر محسوم و اضاف ( سيد عيسى القاعد دا حا يكون نايبو ) …سيد عيسى الموظف السابق بالخطوط البحرية كان حاضرا … الا ان شئ من ذلك لم يحدث … التطلع لعودة الدكتور

عبدالحفيظ كان رغبة غالبة فى أوساط العاملين بالهيئة .
* ھناك شخص تم تعيينه مديرا الموانئ ( نسيت اسمو ) و قبل ان يستلم العمل صدر قرار بإعفائھ …اعتقد ان ھذا الشخص ھو الأحق بمقاضاة الحكومة و مطالبتها بتعويض مادى عن الاضرار المعنوية التى تعرض لھا جراء ھذا التعيين و ذلك الاعفاء .
* لو كان الامر بمقاييسى الخاصة و معاييرى الشخصية . لوضعت الدكتور عبدالحفيظ صالح على فى المرتبة الثانية مباشرة بعد على عبد الرحيم المدير الاكبر للموانى و أمير المديرين السودانيين… و لكن و بكل المقاييس و بكافة المعايير يعتبر عبدالحفيظ من الكبار الذين تولوا إدارة هيئة الموانئ البحرية.

و الى الحلقة الثالثة بإذن الله

هيئة الموانئ و نصف قرن من الفشل الإعلامى المتواصل

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى