محمد أحمد مبروك يكتب ما جرى للشرطة غريب ومثير للشك ؟!!
محمد أحمد مبروك يكتب ما جرى للشرطة غريب ومثير للشك ؟!!
سطور ملونة
أرغب في أن أمتلك أسلحة نارية متقدمة تشمل مدافع الدوشكا ، وراجمات الصواريخ ، والأر بي جي ، ورشاش 42 ، وبعض القنابل اليدوية ، ودبابتين لزوم حراسة بوابة البيت.
وطبعا لابد من أسلحة صغيرة كلاشنكوف وجيم أربعة وطبنجتين أضعها في مقاعد سيارتي العجوز .
كما لابد لى من بلدوزر يسير أمامي لزوم إزالة التروس . وعمل دروع لسيارتي وزجاج غير قابل للكسر يتحمل رشق حجارة عصابات التروس .
كما أنه من الضروري أن أربط هاتفي بالأقمار الصناعية حتى اتبين من مسافة كافية اماكن تواجد عصابات النهب المسلح وعصابات التروس ومواتر تسعة طويلة .
كل هذا يستدعي كوادر عالية التدريب في إستخدام الأسلحة للدفاع والهجوم ، وتشغيل المدرعات ، وسرعة المناورة مع المواتر .. وهذا يعني إنشاء (حركة مسلحة) .!!
تحرك المواطنون لمواجهة عصابات النهب المسلحة وعصابات تسعة طويلة ، وماجره ذلك من عنف في مواجهتهم يصل القتل والحرق وحرق المواتر ، لأنه لم يعد أمامهم خيار ٱخر . فإنفلات الأمن وصل حدا مرعبا وصل بالناس لأن يتحركوا لحماية أنفسهم .
ولعل ما طرحت من رغبة في إمتلاك الأسلحة ليس تفكيرا إفتراضيا ، إنما هو تفكير منطقى لتحقيق أنبل هدف تصبو إليه البشرية ، وهو حماية العرض والنفس والمال .. ما الذي يمنع هذه العصابات من تكرار ما فعلوه وما يفعلونه على مدار الساعة في العاصمة ، من قتل ونهب واختطاف للنساء والأطفال بل والرجال وإغتصابهم وقتلهم ..
هل خلا ليل أو نهار من عدد من هذه الجرائم البشعة .. وهل أمنت منطقة بعد أن وصل النهب جوار وزارة الداخلية وقصر الرئاسة . وهل أمنت ساعة بعد أن أصبحت هذه الجرائم تحدث كل ساعات النهار والليل ؟؟
الدولة تمنع الفرد من حيازة الأسلحة لأنها توفر له الحماية وتحقق له الأمان . فإذا لم تعد قادرة على حمايته فلماذا تمنعه من أن يحمي نفسه .. وإذا حمل مواطن عادي السلاح الناري بهدف الدفاع عن النفس لماذا تمنعه الدولة من ذلك ، وهي لم تمنع عصابات تجارة المخدرات من التسليح او نشر سمومها الفتاكة ، ولم توقف العصابات التي تنهب وتغتصب وتختطف وتقتل حاملة الاسلحة .
إن من الخزي المفاخرة بأن الأجهزة الأمنية والشرطة القت القبض على مختطفي الفتاة وقتلة التاجر ومغتصبي الأطفال ، لأن هذا أداء حدث بعد وقوع المصيبة .. القبض عليهم يا أخي لا يداوي خناجر الخزي والألم الذي لحق بفتاة أغتصبت ولا يعيد لأهلها عزة أنفسهم التي هدمت .. ولا يعيد القبض على الجناة أبا فقدته أسرته وأبن ثكلته أمه ..
الفخر يكون ببسط هيبة الدولة ، وخوف المجرمين من يد العدالة الباطشة ، والامتناع عن إرتكاب الجريمة ..
الفخر يكون بعرض وأداء لقوة أجهزة الأمن والشرطة والقضاء تملأ المجرمين رعبا ، وتملأ المواطنين أمانا وفخرا ..
أن جهاز الأمن والشرطة في بلادنا هما من أفضل وأعرق وأقوى الأجهزة في القارة وربما العالم الثالث . ورغم ما طالهما من تخريب في السنوات العجاف الأخيرة إلا أنهما ما زالا في كامل القدرة على تحقيق الأمن بشرط توافر الإرادة ، وتكامل أداء الأجهزة التي تبطش بالمجرمين .
وغريب جدا ومثير للشك أن يتزامن مع تصاعد وتيرة الجريمة تصاعد إقالة قيادات وضباط الشرطة وعاملون فيها ، يمثلون ذخيرة عالية القيمة من الخبرة في كل مجالات العمل الشرطي ، رغم أن شروط الخدمة أصبحت طاردة من هذه المهنة النبيلة . فكيف نستغني عن خبرات وقدرات الذين صبروا عليها وعاشوا فيها احلك الظروف .
إننا نكتسب عددا من المجرمين وننشر الجريمة كلما فقدنا واحدا من رجال الشرطة ذوي الخبرة .
ولسنا في حاجة للقول أننا نحتاج لعشرات السنين ومليارات الجنيهات لنصنع ضابطا كبيرا في الشرطة . لكننا نقول إن هذا الضابط أصبح يعرف (من) وكيف ترتكب الجريمة وكيف يمكن منع حدوثها ويكتشفون بسرعة من ظواهر تحدث إمكانية حدوث الجرائم .
إن من المؤكد أنه إذا عجزت الدولة عن حماية الناس فإن الناس لن يقفوا مكتوفي الأيدي ، وسيتحركون في إنفلات عكسي لفرض الأمان لأنفسهم ، وفي هذا ضياع للأمن لا يقل خطورة عن الجرائم الاخرى . وستضيع حقوق المجرمين ، وسيؤخذ أبرياء ويقتلون ، وسيضيع مبدأ التمحيص والعدالة .
إننا أمام خيارين فقط : الأول أن تقوم الدولة بحملة شديدة القوة لبسط هيبة الدولة وفرض القانون ، والبطش بالمجرمين بأشد ما يتيحه القانون ، بل وسن قوانين استثنائية تمنح الأجهزة مزيدا من الصلاحية في وقف الجريمة . وأن توفر الدولة لأفرادها الحماية . وفي نفس الوقت توفر كل مقومات عملهم وحل مشكلاتهم وتحسين أوضاعهم .
الخيار الثاني : أن يقوم المواطنون بحماية أنفسهم وهو أمر قد يتطور بدون إنضباط ، بأن يمتلك الناس السلاح ، ويواجهوا المجرمين ، ويوقعوا عقاب القتل عليهم .
ولا مجال للخيار الثالث ، وهو أن يستمر تصاعد الإنفلات الأمني ويطلب من المواطنين الإستسلام له ، فينهبوا ويقتلوا ويغتصبوا وهم مكتوفي الأيدي ..
محمد أحمد مبروك