محمد أحمد مبروك يكتب : لا دي ما بنبلعها !!!
سطور ملونة
لا دي ما بنبلعها !!!
بعد عملها المخزي الذي فعلته الإدارة الأمريكية ضد شعبنا ها هي ذي تستخف بعقولنا بإنكارها أن مائة مليون دولار قد سلمت بالفعل ؛ وتبجحها بأن هذه المبالغ ستسلم للناشطين ( يا داااب ) !!
لكن أنظر فإن نائبة مدير الوكالة كانت تجيب الكونغرس على السؤال حول ( أين صرف مبلغ المائة مليون دولار التي خصصت للحراك في السودان ) .
وكانت تقول في إجابتها صورة وصوت :
شكرا لكم
بالتشاور مع الكونغرس حتى الان نحن خصصنا مبلغ 100 مليون دولار لبرامج تخص وتصرف على قروبات المجتمع المدني ولا علاقة للدولة بذلك ولكن بالتركيز على المنظمات بالتركيز على مركز البلد بالخرطوم وبعض مناطق الاقليم الاخرى الاخرى لمساعدتهم على التربية المدنية بالتدريب والتعلم لتجهيزهم للثورة الانتقالية وكما تعلمون ان المجتمع المدني عاني من فترة حكم استمرت ثلاثين عاماً وهم يحتاجون ذلك .
فهل سألها الكونغرس عن كيفية صرف مال لم يصرف . وإذا كان المبلغ في طور التخصيص فكيف تجيب .
ودعك من كل ذلك ولنفرض ان النفي صحيح وأن المبالغ لم تسلم لكنها رصدت لتمنح لقروبات مجتمع مدني ولا علاقة للدولة بذلك وانها ستضم إضافة إلى العاصمة الخرطوم اقاليم السودان الأخري لتجهيزهم للثورة الإنتقالية .
ما الفرق إذن أيها الأغبياء المستبدين فالمعنى واحد إن كنتم قد مولتم بالفعل او رصدتم المال لتمويل كيانات سودانية مستبعدين الحكومة التي تمثل السيادة الوطنية وتعملون لإعادة توجيه المجتمع وإعداده لثورة إنتقالية .
إنه نفي لا يقبله العقل ولا يصدقه الواقع لأن الجميع يعلمون دعم الولايات المتحدة لحراك كيانات بعينها ووجود بعثتها الدبلوماسية داخل المظاهرات وفي إعتصام القيادة دون خجل كسابقة لم تحدث في تاريخ العمل الدبلوماسي .
ثم ان هناك سؤال ( الناس ديل خجلانين من شنو ) ؟ من المؤكد انهم لا يدارون تدخلهم في شؤون الغير او توغلهم في الشؤون الداخلية للسودان فهم يتدخلون حتى بقواتهم مباشرة في الدول ويفرضون ما يريدون أن لم ينجح عمل عملائهم ولم تنجح الحروب بالوكالة .
لكن من المؤكد أن هذا النفي محاولة لإنقاذ عملائهم في السودان وتمليكهم حجة للدفاع عن أنفسهم .
وليس جديدا على الحكومة الامريكية هذا النوع من التدخل ففي عام ١٩٧٩ م قادت وزيرة خارجيتهم مادلين أولبرايت الحملة العسكرية ضد السودان لمساندة جون قرنق وأعلنت إعلانا رسميا أنها سلحت دول الجوار السوداني إثيوبيا وأريتريا ويوغندا ودعمتهم بعشرين مليون دولار لتنفيذ حملة عسكرية لكسر الجيش السوداني في الجنوب . وهي الحملة التي تصدى لها الجيش السوداني والدفاع الشعبي في معركة الميل أربعين وهزموها شر هزيمة ومزقوا قواتها .
معلوم أن مسئولين في الدول أو حتى الرؤساء تفلت منهم معلومات ما كان ينبغي أن يصرحوا بها ؛ عندها لا يتصدى هو للنفي إنما هناك متخصصون في هذا المجال يتولون النفي بأن الحديث لم يفهم ؛ أو أنه حمل على غير مقاصده او أنه نقل خارج سياقه .
ليس مهما أن المبلغ صرف أو أنه تم رصده ليصرف لأن المعنى واحد ونقابله بنفس درجة الرفض . لكن بالذمة كدا يا أمريكا انتي ما دفعتي أموال للناشطين غير المائة مليون دولار ؟!!!
محمد أحمد مبروك