محمد أحمد مبروك يكتب : دي حقارة عديل !!!
سطور ملونة
دي حقارة عديل !!!
إن وصفنا الموقف الامريكي الأخير بالبجاحة والتعالي والإستكبار كان ذلك أقل من الحقيقة وإن قلنا إنه الصفاقة والإستهانة بشعبنا الأبي الكريم وجدنا الوصف دونه .. لكننا في السودان لدينا وصف لهذه الحالة فنحن نسميها ( حقارة عديل ) !!!
وهذا الموقف يعتبر إعلانا صريحا من الولايات المتحدة الأمريكية لوصايتها على السودان وتدخلها في أخص شؤونه الداخلية . وتهديدها المستفز للسلطة الحاكمة بل ولأفراد الشعب السوداني .
إقرأ التصريح الرسمي المعلن على أوسع نطاق الذي أدلت به لوكالة رويترز مولي في مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الأفريقية حيث يقول نصه :
إن الولايات المتحدة أوضحت للعسكريين السودانيين أن واشنطن مستعدة لاتخاذ إجراءات إضافية ضد الجيش إذا استمر العنف .
وأضافت نعكف الٱن على مراجعة مجموعة كاملة من الأدوات التقليدية المتاحة لنا لتقليص الأموال المتاحة للنظام العسكري السوداني على نحو أكبر . وعزل الشركات التي يسيطر عليها الجيش وزيادة المخاطر المتعلقة بالسمعة لأي شخص يختار الإستمرار في الإنخراط في نهج العمل المعتاد مع أجهزة الأمن السودانية وشركاتها الإقتصادية .
انتهى تصريح مولى في لينذر شعبنا بمجموعة من النذر وهي :
* تهديد جيشنا بأن امريكا مستعدة لإجراءات إضافية ضده إذا استمر العنف .
* تقليص الأموال المتاحة للنظام العسكري السوداني على نحو أكبر .
* عزل الشركات التي يسيطر عليها الجيش .
* زيادة المخاطر المتعلقة بالسمعة لأي شخص ( يختار ) العمل المعتاد مع أجهزة الأمن .
انظر سفور التعدي على سيادتنا الوطنية ؛ ووصول التدخل الامريكي إلى حد تقليص قدرات الجيش المالية ؛ ونزع موارده وتعطيلها وتقرير عزل شركاته بل بتهديد ( أي شخص بمخاطر على السمعة !!!
لسنا هنا بصدد نقاش هل يحق للجيش إمتلاك شركات أم لا . وهل هذه الشركات ضارة أم نافعة . انما نحن بصدد ( وانتو مالكم ومالنا ) . نحن الذين نبني شركات الجيش أو نهدمها وليس لسوانا هذا الحق . إضافة إلى أن شعبنا قادر على تفكيك أي منظومة تضره ؛ فلسنا ذلك الزبد الطافي على الأسافير ؛ ولا تلك الشراذم العميلة التي تهرع للقاء كل مبعوثة ومبعوث ؛ ولسنا هذه الفئة الضالة التي تتمسح ببلاط سفارات دول الاستكبار والإستحمار تستجدي المال ؛ وتطلب العون لتتمكن من تمويل المسيرات وتدفع لوقودها بعد أن تشبع ابتلاعا للمال الحرام .
لقد انخدع متخذ القرار الأمريكي بهذه الشراذم وبالقيادات الهشة التي صورت له أننا شعب يمكن أن ينقاد وينبطح . ولم يستفيدوا من دروس الهزائم المذلة التي تلقوها في الصومال وافغانستان … نحن اقسى كثيرا من افغانستان ؛ وأصعب من الصومال عشرات المرات .
لكن هؤلاء الذين تتعامل معهم أمريكا بدون حصافة هم ( ليسوا نحن ) .
يظنون أن المعركة لإخضاع السودان على وشك النهاية وأنهم كسبوها .. وهم لا يعلمون للأسف أن المعركة لم تبدأ بعد .. وحين تبدأ فلن تعرف أمريكا وعملاءها ( راسهم من قعرهم ) ؛ وسيواجهون بعاصفة شعب لا تبقي لا تذر . وستخرج أمريكا من السودان في هروب أذل وأخزى من هروبها من أفغانستان وهي تترك عملاءها يجرون خلف الطائرات في مطار كابول – هذا إن أتيحت فرصة للهرب .
ومن عجب أن قيادة الجيش ومجلس السيادة لم يطرد هذه المندوبة الأمريكية ولم يغلق سفارتها بل ولم يرد حفظا لكرامة السودان وجيشه . وقد بح صوت الدبلوماسية السودانية ووصل حد الغضب في وزارة الخارجية من تدخل لسفارات وبعثات في الشان السوداني بطريقة تجافي الأعراف الدبلوماسية التي تحفظ سيادة الدولة .
محمد أحمد مبروك