مقالات

محمد أحمد مبروك يكتب : الناس ديل مختلفين في شنو ؟!!

سطور ملونة

الناس ديل مختلفين في شنو ؟!!

يضع الناس أيديهم على قلوبهم كل يوم وهم يرون صدور البيانات ؛ وخروج المظاهرات حاشدة وضعيفة ؛ واشتداد الصراع الذي وصل حد القتل وإزهاق الأرواح ؛ والسعي لإسقاط السلطة مما يؤكد أن هناك خلافات جوهرية ؛ وتقاطع حقيقي في التوجهات والمسيرات .
وتعجب الناس وهم يرون سيلا من المبادرات وأطلس كاملا من خرائط الطريق من كل دول العالم .. ويمتليء صيوان السياسة السودانية بالوسطاء والمبعوثات والمبعوثين والوفود . وتضج الاسافير بأكداس الحديث والأخبار . ويتصدر الصراع على السلطة في السودان عناوين الأخبار في كل وسائل إعلام العالم .
هنا تسأل ( ياربي المختلفين ديل منو ؟؟ ومختلفين في شنو ؟؟ )
أولا أركان الخلاف والصراع لم تغادر أحدا وتضم قائمة تبدأ بالمجلس السيادي وقيادة القوات المسلحة ؛ والحكومة السابقة المحلولة التي لم تعترف بالحل ؛ والتيار الإسلامي ؛ والقبائل السودانية ونظاراتها وعمودياتها ؛ وكيانات المناطق كالشرق والشمال والوسط ؛ وفلول نظام البشير ؛ وقحت التي سمت نفسها بذلك كناية عن أنها قوى الحرية والتغيير ؛ والأحزاب القديمة المتهالكة الأمة وشظايا الإتحاديين ؛ وأحزاب اليسار اليائسة الشيوعي والبعث ؛ والأحزاب التي لا لون لها ولا طعم ولها رائحة مخابرات متنوعة ؛ وتجمع المهنيين . ويونيتاميس والأمم المتحدة ومنظماتها ؛ ووزارات الخارجية في دول الغرب والشرق وأجهزة مخابراتها ؛ والماسونية العالمية والحزب الجمهوري ؛ والأناركيين والمثليين وعبدة الشيطان ؛ وتنظيمات تحرير المرأة من قيود الدين والاسرة وقواعد المجتمع . ( معذرة لمن فاتني ذكرهم ) .
لكن انظر أولا في المطلوبات التي يمكن أجمالها في أنها :
* إقامة دولة مدنية يفسرها البعض بأن معنى المدنية هو خروج الجيش من المشاركة في السلطة والبعض بتوجهات علمانية تقصي الجيش والدين . والبعض يراها في قصر السلطة عليه وإقصاء الٱخرين .
* إقامة نظام حكم ديمقراطي يفسره البعض بإقامة انتخابات تفضي إلى فائزين يحكمون ؛ والبعض يفسره بتوزيع السلطة من الٱن بينهم وبين بينهم هم ذاتهم ولا معنى لإنتخابات ستصعد بتيار الإسلاميين العريض إلى السلطة أو أن نتائج الانتخابات ستكون مرفوضة منذ الٱن إن جاءت بزيد أو عبيد .
* تحقيق الحرية التي يرى البعض أنها الحرية في التعبير عن الرأي ويرى البعض أقصاء الإسلاميين عموما والكيزان خصوصا من هذه الحرية وهو إقصاء يمكن تسميته إقصاء بسبب الكوزية ؛ ويراها أخرون الحرية في التعدي على الإسلام من وراء التعدي على الاسلاميين ؛ والحرية الشخصية بتحريرها من ضوابط الدين والاخلاق .
* تحقيق العدالة وسيادة القانون التي يراها البعض بوجود القضاء المستقل وعدم التدخل في تكوينه وتركه يتولى إصلاح وتطوير نفسه ؛ ويراها البعض باستئصال شرائح من هذا الكيان وتدجينه ليمضي وفق أجنداتهم وتوجهاتهم ؛ بل وبتدجين القانون نفسه وتعديله ليتوافق مع رؤاهم . ويراه البعض بالتبعيض بأن تطبق بعض القوانين على بعض الفئات ولا تطبق عليهم هم وأن تسن قوانين تستهدف فئات أو أشخاص بعينهم .
وبالمنطق السليم يتفق المختلفون على كليات وهي إقامة الدولة المدنية وإرساء نظام حكم ديمقراطي وتحقيق العدالة وسيادة القانون وإشاعة حرية التعبير ..
لكنهم يختلفون وبينهم بعد المشرقين حين تنطرح التفاصيل ويوضح المختلفون فهمهم لهذه الكليات .
المحنة التي تواجه الوسطاء نفسها متعددة الأوجه :
الوسطاء من دول العالم الخبيث في الغرب تصطدم وساطاتهم التي تهدف لتمرير أجنداتهم وحمل الٱخرين على قبولها تصطدم بأجندات الوسطاء من دول جارة ودول شقيقة وصديقة أخرى هي نفسها لها أجندات خبيثة وتصطدم في نفس الوقت مع التيار الوطني النظيف الذي يمثل أغلبية الشعب الصامتة ( حتى الٱن ) .
ولعل هذا يعيدنا ثانية إلى البرهان وإلى الجيش الذي تقع على عاتقه المسئولية عن الفترة الإنتقالية ومسئولية تسليم السلطة للشعب عبر انتخابات نظيفة .
ولن يتأتي له ذلك إذا أحجم عن المبادرة واستمر في موقف رد الفعل وانتظار مبادرة الٱخرين .
ويمكن ان يخترق كل هذا الإضطراب وانسداد الأفق بأن يحدد هو خارطة الطريق وفق مطلوبات الفترة الإنتقالية ولا يسمح بغير الدرب الذي يقود إلى تسليم السلطة للشعب عبر الإنتخابات فقط .
الانتخابات فقط .
الإنتخابات ولا شيء سواها .

محمد أحمد مبروك

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى