مقالات

محمد أحمد مبروك يكتب : أحسن تفتحوا الباب !!

سطور ملونة

أحسن تفتحوا الباب !!

إذا دخلت غرفة مغلقة النوافذ ووجدت بداخلها القط فلا تغلق الباب واتركه يخرج بهدوء ؛ لأنك إذا اغلقت الباب فأنه لن يجد مخرجا وسيتنمر ويهاجمك بشراسة .
هذا هو حال بلادنا اليوم ؛ النوافذ مغلقة والباب مغلق ولا يجد الناس مخرجا من وضع سياسي قاتم ؛ وأوضاع اقتصادية ومعيشية تجاوزت حد السوء والضيق ؛ وممارسات من الاجهزة السيادية والتنفيذية والأحزاب ومن الشباب في الشارع أقل ما يمكن أن توصف به هو الفوضى وضيق الأفق وسوء الفهم وانهيار المعاني والقيم الوطنية ؛ وكأن الجميع اتفقوا على هذا الحراك الرديء .
لكنهم كلهم لم يضعوا في حساباتهم هذا الشعب الذي يحكمونه ؛ ويتنازعون في حكمه ؛ ويتحدثون باسمه ؛ دون تفويض او مسوغ من قانون أو ثقل جماهيري غالب .
إنهم في الحقيقة في واد وأغلب الشعب في واد ؛ لذلك لن يكون مفاجئا أن تنقلب الطاولة فجأة عليهم جميعا اذا بلغت غضبة الغالبية ذروتها . عندها سيكون هناك رد فعل شرس يكتسح كل شيء .
هل يظن عاقل أن شعب السودان بمكوناته القوية ؛ من قبائل ومناطق وكيانات دينية واجتماعية وتيارات فكرية وعلماء أجلاء في كل مجال وعقلاء وحكماء في كل مكان ؛ يمكن أن يستمر صمتهم وهم ينظرون إلى هذه الكيانات الهشة الخاوية ؛ والأشخاص المجردون من قيم الوطنية وورع الدين ليتحكموا في مصير هذه الأمة العظيمة ويقودونها الى هاوية الانهيار .
وهل يعقل عاقل ان يسمح جيش السودان بانهيار البلاد وانفراط أمنها لمصلحة الطامعين في خير بلادنا ؛ من دول معادية قديمة ودويلات صاعدة في عدائها جديدة .
معلوم ان جيشنا لحمته وسداته قيم وطنية عالية ؛ وموروث طويل من الحس الوطني ؛وذخيرة ضخمة من التضحيات في سبيل الحفاظ على سيادة السودان وحماية أمنه وأمانه .
وبالمناسبة من أكثر ما يثير الاستهجان التهديد بأن هناك جيوش أخرى ؛ لكن الصحيح أن جيشنا هذا ليس فقط قادر على مواجهة هذه المليشيات ضعيفة التكوين والاهداف ؛ انما هو قادر على سحقها قبل أن تبلغ الشمس الضحى . فالجيش قيم وقضية .
خير للجميع ان يعودوا إلى جادة الصواب ؛ ويتجردوا من الذاتية والأطماع في ما لا يستحقون ؛ ويتخلصوا من تبعية الدول ومستنقعات المخابرات .
هذا افضل من السيناريو الثاني ؛ والذي ليس هو بالقطع الحرب الاهلية وتمزيق السودان ؛ فهذا لن يحدث لشعب عظيم وجيش عظيم مثل ما هو في السودان ..

محمد أحمد مبروك

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى