محجوب بخيت يكتب: دلالات زيارات الدكتور كامل إدريس: قراءة في خبايا الرؤية القادمة

محجوب بخيت يكتب: دلالات زيارات الدكتور كامل إدريس: قراءة في خبايا الرؤية القادمة
إن جولات الدكتور كامل إدريس الميدانية، وتنقله بين موانئ السودان الصامدة وقطاع الكهرباء النابض، لم تكن محض زيارات عابرة، بل هي رحلة استكشاف مهمة في جسد الوطن، سعياً لملامسة نبضه وفهم تحدياته من قلب الحدث. ففي كل زاوية من زوايا بورتسودان، وفي كل محطة كهرباء، يكمن سؤال صامت يترقبه مستقبل
مشرق، وتتراقص إجاباته في أروقة الواقع المعاش.
لقد اختار الدكتور إدريس أن يغوص في أعماق الشارع السوداني، وأن يصافح أيادي البسطاء في الأماكن العامة، لا ليتصدر المشهد، بل ليصغي إلى همومهم وأحلامهم المكبوتة. ففي تلك اللقاءات العفوية، تتجلى صورة واضحة لتطلعات شعب عظيم ينتظر بصيص أمل، ويرسم في مخيلته ملامح غد أفضل. هذه اللقاءات ليست مجرد تبادل للكلمات، بل هي استخلاص لدليل حي، يضيء دروب الرؤية القادمة للحكومة.
ولم يغفل الدكتور إدريس عن الاستنارة بالعقول النيرة؛ فكانت لقاءاته بالأكاديميين وأساتذة الجامعات بمثابة حوار مع الفكر المتوقد، واستلهام للحكمة من ينابيع العلم. هذه الحوارات المثمرة، تعد رافداً مهماً يغذي رؤيته الشاملة، ويمنحه القدرة على صياغة حلول مبتكرة ومستدامة.
إن مجمل هذه التحركات، بكل ما تحمله من دلالات عميقة، ترسم لوحة متكاملة لرؤية الدكتور كامل إدريس للحكومة القادمة. فمن خلال جمع المعلومات الميدانية، واستكشاف نبض الشارع، والاستفادة من الخبرات الأكاديمية، يتشكل في ذهنه مشروع وطني متكامل، تتضح معالمه، وتترسخ أهدافه. وعليه، فإن اختياره
للوزارة الجديدة سيكون انعكاساً لهذه الرؤية الشاملة، وسيبحث عن قادة يمتلكون ذات الشغف والعزيمة، قادرين على ترجمة هذه الرؤية إلى واقع ملموس، وتحويل الأحلام إلى إنجازات تعود بالنفع على الوطن والمواطنين.
محجوب بخيت