محجوب بخيت يكتب: أيامٌ مباركة رغم الألم…. ذو الحجة وعرفة في قلوب السودانيين

محجوب بخيت يكتب: أيامٌ مباركة رغم الألم…. ذو الحجة وعرفة في قلوب السودانيين
مع العشر الأوائل من ذي الحجة، تتنزل على الأمة الإسلامية أيامٌ عظيمة، تتضاعف فيها الأجور وتُستجاب الدعوات. إنها عشرٌ مباركات، يفتح فيها الرحمن أبواب رحمته، ويدعو عباده لاغتنام كل لحظة في القرب منه.
تتجلى عظمة هذه الأيام في الاجتهاد في العبادة؛ فترتفع أصوات تلاوة القرآن الكريم، وتتضرع الألسن بالدعاء والابتهال، وتسعى النفوس إلى الصيام الخالص، رجاءً في أن تُقبل الأعمال الصالحات.
وفي قلب هذه العشر، يأتي يوم عرفة، جوهرة الأيام وعظيمها. إنه اليوم الذي تتجلى فيه رحمة الله وعفوه، حيث يقف الحجاج على صعيد عرفات الطاهر، وقلوبهم لاهجة بالذكر والدعاء، وأيديهم مرفوعة إلى السماء، يستغفرون ويتضرعون. إنه يوم المغفرة الكبرى، ويوم العتق من النيران، وفيه تتنزل السكينة على القلوب، وتُجاب الدعوات الصادقات بإذن الله
ومع ختام هذه الأيام المباركة، يهل علينا عيد الأضحى المبارك، عيد التضحية والفداء، وعيد الفرح والسرور. إنها فرصة عظيمة لمد يد العون، وللمواساة وصناعة الفرح، حتى وإن كان الألم يطبق على القلوب. ففي ظل هذه الأيام الكريمة، يمكن للأمة السودانية أن تتكاتف وتتراحم، وأن تبذر بذور الأمل من أجل غدٍ أفضل.رغم
ويلات الحرب التي استمرت لأكثر من عامين حرب لم تترك إلا التشرد والنزوح، والقتل والاغتصاب، والدمار في كل مكان
مما جعل القلوب مثقلة بالأسى، والأرواح منهكة بالمعاناة، والأجساد أضناها التنقل والبحث عن الأمان.
ورغم كل هذا الألم، تظل شعلة الإيمان متقدة في القلوب والرجاء في الله لا ينقطع. فلتكن هذه الأيام المباركات، وعيد الأضحى القادم، فرصةً للدعاء بقلوب خاشعة أن يرفع الله عن بلادنا البلاء، وأن يعيد الأمن والاستقرار إلي ربوع الوطن وأن تعود الحياة إلى طبيعتها، خالية من الجراح والألم.
وليس ذلك علي الله ببعيد إنه نعم المولي ونعم النصير
وكل عام وأنتم بخير
محجوب بخيت محجوب





